مختبر السرد السياحى 8: اليونان من المدرسة الشكلية الى المدرسة النسقية وحوارى مع وزير السياحة

احمد قرة
ahmedkorra@gmail.com

2013 / 1 / 4

من خلال ادبيات تقنيات السرد السياحى تقف المدرسة الشكلانية العتيقة ، التى تعتمد فى فلسفتها على ان قوة جذب المنتج السياحى كفيلة بخلق التدفقات السياحية لة، وفقا لمنحنيات السواء المتذبذة من الصعود والذروة والانكسار ، ثم خلق دورة حياة اخرى ، وظللت هذة التقنية مستمرة الى فترة غير قليلة وكانت اكثر فعالية فى فترة ماقبل العولمة فى حالة التماس بين الدول وليس تقطاعها مثلما هو الان ، بل لقد ظللت الكثير من المنتجات تحمل سرا عمقيا وسحريا فى قوة حذبها السياحى كلما زاد غموضها ، ولكن مع بداية التسعينات وانيهار الكتلة الشرقية وانيهار سور برلين وظهور الانترنت وثورة المعلومات والاتصالات وزيادة السطوة الغبر عادية لثقافة الصورة ، و زادت الدعوات الى تفحص النهر قبل الغوص فية وفقا للمثل الصينى ، صعدت وبشكل ملحوظ مدرسة الانساق المتقابلة ، التى تخلق الجذب السياحى على شكل نسقى ، متخلصا من تقليدية المدرسة الشكلية ، وانجرف كثيرا من الدول فى تلك المدرسة النسقية ، واصبحت المدن لاالمعالم السياحية ، والاجواء لا المناخ ، والمسارات للمقصد وليس قيمة المقصد ، وكثير من التكتيكات التى تنوعت وتزايدت بشكل لا متناهى معتمدة على للمنافسة والابتكار والسبق كاولوية مركزية ، تفوق بكثير الاصالة والمصداقية السابقة للمدرسة الشكلية ، ولعل النموذج الواضح لتلك المدرسة النسقية هو سياحة مدينة نيويورك التى حققت فى عام 2012 رقم 54.7 مليون سائح بدخل تجاوز 60 مليار دولار كدخل سياحى فى الوقت التى وصل عدد السائحين الى القارة الافريقية باكملها الى 42 مليون سائح ، اى ان مدينة نيويورك تفوقت على قارة باكلمها، ورغم هذا النجاح للمدرسة النسقية ، الا ان الخسارة جاءت على حساب ايقونة من ايقونات المدرسة الشكلية القديمة ، واحداهم المقاصد السياحية فى العالم وهى اليونان، التى سارت فى حذاء تلك المدرسة النسفية الجديدة ، دون ان تمر بمراحل تحويل مناسبة ، وان توفر تقنيات سرد سياحى متدرجة للتحول من الشكلية القديمة والياتها التقليدية الى النسقية وادواتها الشديدة التعقيد ، بل ان غرقها فى داخل منظومة الاتحاد الاوربى وشروطة من حيث العملة الاوربية والادوات المالية المتنوعة ، ادى هذا الى التشابك الطارد للسياحة الى خارج القارة الاوربية ، استفادت منة تركيا بشدة ، التى حين شاركت شخصيا فى الاعداد فى التخطيط السياحى لها من عام 2007 الى عام 2013 ثم من 2013 الى عام 2023 حيث تحتفل تركيا بمرور مائة عام على الدولة الاتاتوركية ، كانت افضل التقديرات فى تخطيطنا السياحى ان تبلغ فى عام 2020 الى خمسة وثلاثين مليون سائح ، الا انها بلغت هذا الرقم فى مطلع عام 2013 ، وبنجاح كبير ، مما يعيدنا الى الركيزة الاقتصادية البديهية ، ان ما تخسرة كسوق سياحى لايذهب الى الجحيم بل الى خزينة جارك ، بل ان اليونان لم تكن بنيتها السياسية والسسيولوجية والاقتصادية تسمح بتنفيذ تقنيات السرد النسقى الذى يتكون من مجموعات من المنظمات السياحية كمكون خبرة سياحية تمثل قلب الصناعة ، وتكون وسيطة مابين السياسات العامة للدولة والادوات التنفيذية والاذرع المختلفة للمساط السياحى على الارض ،وتقوم بمراقبة كافة خطوات السرد السياحى المتوقعة ، حتى لاتخرج الامور عن نسقها المحدد، لذا كانت الاولمبيات التى نظمتها اليونان بمثابة افراط مدمر فى التفاؤل وغياب واضح فى اهدار الموارد فى بنية اساسية لاتوجد امكان تفعيلها سياحيا وبشكل متطرد ومناسب يمثل فية
roi عائد الاستثمار هدفا واضحا ، لذا حين قررت منظمة الساحة العالمية ، تشكيل لجنة خيراء للازمة اليونانية ، شرفنى السكرتير العام للمنظمة الدولية بادراتها ، كان لقائى مع وزير السياحة اليونانية ، والذى سوف ينشر بالانجليزية فى مجلة ورلد ترافل الامريكية فى عدد فبراير 2013
وقد اختصيت الحوار المتمدن بالجزء الهام من هذا الحوار
حيث تزايدت الاحداث وتداعت الازمات ، فانة بلاشك ستظل اليونان من اهم المقاصد فى العالم ليس فقط بما تنعم بة من شواطىء خلابة وثقافة اغريقية متميزة ، بل وايضا بعدا حضاريا يمثل ثقافة البحر المتوسط ، الذى هى المعين الرئيسى للثقافة الاوربية، ، لذا فمعرفة ما يدور وماتسعى الية السياحة اليونانية فى هذة الاوقات العصيبة لهو من الامور التى نحرص عليها دائما ، لذا فقد كان اللقاء فى اتينا مع الصديق العزيز الدكتور اندرياس اندريدس وزير السياحة اليونانية -اس اى تى سى- الذى جمعتى بة صداقة طويلة ، وكان هذا الحوار ، مع بداية انطلاق موسم الصيف ونهايتة وبداية الموسم الشتوى وذروتة ، والحالة التى تمر بها اليونان الان ،
سؤال :هل هناك امل فى تدارك الامور؟
الدكتور اندرياس: ياعزيزى احمد انت تعرف ان المشاكل لاتنتهى حتى فى اكثر دول العالم رفاهية ، فدائما ما تؤدى الحلول الى مشاكل جديدة وهذة هى طبائع الامور ، وقد كان هذا هو محور لقائى بالامس مع السيد رئيس الوزراء البونانى بناجوتس بكرامينوس ، حبث ناقشنا سويا كيفية الاستفادة من بث روح الثقة والطمئنينة فى نفوس الشعب اليونانى ومنظمى الرحلات الدوليين من العمل على تعافى السياحة اليونانية ومقدرتها على تخطى الازمة ،وخاصة ان السياحة تعد بمثابة القلب للدولة لليونانية، واهم محور للتطور الاقتصادى وتخطى الازمة الحالية ، لذا فقد اكد السيد رئيس الوزراء ان السياحة هى الدليل القوى للعالم من ان اليونان تستعد للعودة فى اطار من الاستقرار والشفافية والهدوء

سؤال :
وما هى رؤية سيادتكم لتحقيق تلك الاهداف المرجوة ؟
الدكتور اندرياس
ان اهم ما نسعى الية هو تشيجع السياحة الدولية ومنظمى الرحلات بمدى الاحتمالية المؤكدة للسائحين من جودة المنتج السياحى اليونانى ، وايضا دفع منظمى الرحلات لاستعادة التدفق السياحى لليونان كمقصد رئيسى فى العالم للاجازات والشواطىء وان الامور ستعود كسابقتها عن طريق اعادة ادارة للامور الاقتصادية للبلاد على نحو مغاير
سؤال:
وهل ترى ان تلك التاكيدات تكفى لعودة الامور كما كانت؟
الدكتور اندرياس
ربما الاجابة التى تدعم تلك التاكيدات هى الحملة التى سوف نطلقها فى الايام القريبة الاتية فى كافة وسائل الاعلام العالمية ، ويكفى ان رغبة 80% من الشعب اليونانى على البقاء فى منطقة اليورو فى الاتحاد الاوربى ، ما هو الا تحدى للشعب اليونانى العريق والحضارى القادر على قبول التحدى واثبات الوجود ، وليس هذا فقط بل هناك رغبة قوية من العالم لكى تعود البونان الى مكانها الطبيعى فى الخريطة السياحية العالمية
سؤال :
وكيف تجسدت تلك الرغبة العالمية؟
الدكتور اندرياس
لقد كان اكبر تجسيد لتلك الرغبة من خلال اجتماعات الدول الثمانى فى العالم ، التى اكدت على دعمها لبقاء اليونان فى زون اليورو ودفع النمو الاقتصادى لها من خلال اعادة هيكلة اقتصادها بما يمكنها من التخلص من الكثير من المعوقات وهذا من خلال خطة اقتصادية بدات خطواتها فعلا على الارض
سؤال :
وكيف يكون هذا النمو ممكنا فى ظل كل تلك الاضرابات والاعتصامات ونحن لنا تجربة فى مصر ، وصلت بنا الى فقدان الاحتياطى النقدى فى اقل من عامين
الدكتور اندرياس
الاوضاع فى مصر تختلف واغلبها مفتعل لتحقيق اهداف سياسية ، اما فى اليونان فان حدة هذى الاضطرابات قد اصبحت فى اضيق الحدود بمقارنة بمثيلتها فى العام الماضى ، بل يمكن القبول انة حين يقوم البنك المركزى الاوربى بتنفيذ تعهداتة بضخ 18 مليار يورو فى الاقتصاد اليونانى فان التحرك لعجلة الاقتصاد اليونانى سيكون سريعا وفعالا وفقا لاتفاقية - البى اس اى- الاوربية، كما ان الخطة الاوربية ستنتهى فى خلال اسبوع من استكمال الاصلاح المصرفى اليونانى بما سيمكن منظمى الرحلات من اجراء كافة التحويلات المصرفية على نفس المستوى والنسق الاوروبى ، ليكون صيف 2012 هو باكورة عودة الثقة
سؤال :
من المؤكد انك تعرف ان التدفق السياحى من المستحيل ان بعود من سطح ناعم املس ، فعلى ماذا تعتمد فى الانطلاق ؟
الدكتور اندرياس
بداية لقد ادركنا هذا جيدا منذ البداية ، ووقف جانبنا اصداقائنا فى الاتحاد الاوروبى،فبريطانيا قد اكدت ونصحت مواطنيها بان اليونان امنة ، وانها المكان المثالى للاستمتاع بالشمس والبحر ، وايضا عدد كبيرا من الدول ويكفى ان تدخل الى الموقع السياحى الشهير ترب ادفيزر لتجد الالاف من السائحيين المؤكدين لرغبتهم فى زيارة اليونان ، وهذا بالاضافة الى ان منظمى الرحلات سوف يحصدون افضل الاسعار فى الفنادق والمنتجعات والشقق السكنية ودور الضيافة ، بالاضافة الى الانشطة الترفيهية مقارنة باسعار عام 2008
سؤال :
كل ما تحدثنا عنة فى الاجل القصير وماذا عن الاجل الطويل؟
الدكتور اندرياس
بداية لم نغفل فى كل تلك الذى تواجة اليونان من اهمية وجود التخطيط الاستراتيجى للسياجة البونانية خلال الخمسة وعشرين عاما القادمة وهذا ما جعلنا نضع السياحة فى مقدمة التخطيط الاستراتيجى لليونان ، ولدينا خطة لجعل البونان هى منتجع اوروبا السياحى ، ولدينا فرصة تاريخية فى تحقيق ذلك
سؤال :
لقد سعدت كثيرا بلقائك متمنيا ان تكلل جهودكم بالنجاح والتوفيق ، فالعلاقة التاريخية والحضارية بين مصر واليونان ، ستظل دائما تجمع بين المحبة والتفاهم
الدكتور اندرياس
سعدت بلقاءك ياحمد واتمنى ان يكون لقائى القادم معك فى مصر العزيزة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن