بين الحب و الجنس

مها الجويني
meha.jouini@gmail.com

2012 / 12 / 27

سمعت مرة أن شاب عربي سأل رجل أوروبي عن الفرق بين الجنس و الحب فأجابه الأوروبي بأن الجنس هو علاقة بين إثنين من أجل المال أما الحب فهو وسيلة يستعملها الرجال العرب ليحصلوا بها على ما يريدون " ...
الأوروبي يقول مارست الحب، العربي يقول مارست الجنس. الأوربية تَختار و هي فاعل،العربية تٌختار و هي مفعول به . الأولى تسعد بتلك الليلة و تقول أنا أحلى امرأة، الثانية تندب حظها بعد تلك الليلة و تخشى أن يقول عنها عاهرة ...الأولى لا تخاف فقدان عذريتها لأن الأمر يعنيها هي وحدها و غشاء البكارة هو جزء من جسدها و ليس لأي أحد دخل فيه . الثانية تفكر في عملية رتق البكارة و ترهق نفسها بالتفكير لأن غشاء بكارتها ليس لها ، بل هو من أملاك العائلة و المجتمع و حتى الجيران وجب إعلامهم بفضه لأنه برتبة شرف عند العرب ... أما عند الأخرين لا يتعدى كونه غشاء .
الأوروبية تمارس الحب مع حبيبها لتتواصل معه أكثر لتتوج تلك العلاقة بعقد زواج يجمعها به طوال حياتها و في أغلب الأحيان تقعد قرانها به عندما تحمل ليبدأ مشوار تأسيس أسرة ، تكون هي فيه الصديقة و الخليلة و الأم التي تشارك زوجها حياته بعد أن أنهت دراستها و هاجت و ماجت تختار إنسانا لتستقر معه و لتبدؤ فصلا أخرا في مشوارها . أما الثانية -ياعيني عليها - يتركها حبيبها لأنه مارس الحب معها و لأنها حملت منه في الحرام ، فالعربي على حد عبارة الكاتبه أحلام مستغانمي لا يتعدى كونه عابر سرير مع حبيبته يأتيها ليأخذ أجمل الأشياء و يرحل دون عودة ليتزوج عذراء حتى يربيها على يديه ، و لتمارس هي بدور أم العيال التي لا تأتمر سوى لأمر سي السيد .
سألت سعاد الصباح ذات يوم: لما الشرقي يقطف التفاح من أشجارها ثم ينام ؟و قالت أخريات :" العربي لا يفهم المرأة إلا داخل السرير " ، لكن نظيراتنا في الغرب لم نسمع منهن مثل هذا القول ... ربما لأن الأوروبي لا يسعى إلى الفتح المبين و لا تٌاقس فحولته بآلام النساء أو ربما لأن الأروبيات لا يحلمن برجل يحمل إليهن إكسير الحياة و يقدم لهن مفاتيح الحرية ،فالغربيات المستقلات لا يعقدن أمالا كبيرة على الجنس الأخر من أجل ذلك لا نرى أثار الإحباط من العقلية الذكورية بل نراهم متفهمات لعقلية الرجال و ناجحات في التواصل مع الجنس الأخر.
أما نحن من ننتمي لأمة تقوم على مبدأ الرجال قوامون على النساء و حديثنا يدور دائما حول وحشية الرجل و ووداعة المرأة ، فالعربي هو الفاتك المتحاذق الذكي و المتوحش الذي يستوجب معاملة خاصة و لا يجب إستأمانه تقول بعض العجائز في وطني :" الراجل لازم يشبع في فرشو و في كرشو" و الحكمة مفادها أن الزوجة السعيدة و الفالحة هي من ترضي زوجها في الفراش و في الطعام . وهنا نفهم أن رغبات رجالنا تكمن في حدود النصف السفلي :"المعدة و الجهاز التناسلي" .فعلى المرأة أن تغذيه ثم تفتح شاهيته على النساء . يوحي هذا المثل الشعبي بأن الرجل العربي هو مجرد حيوان يبحث عن إشباع غرائزه .ووجب إرضائه و لتفادي شروره،و من جهته يخشى ذلك المفترس كيد النساء و يرى أن المرأة مثل الأفعى وجب الحذر منها وفق قول الشاعر : إن النساء شياطين خلقن لنا ... نعوذ بالله من شر الشياطين .
في العالم العربي يولد الحب عند النزوات العابرة فالمغامرات عند العرب تخاض فقط مع الحبيبات و البكاء بين أحضان العشيقات و العفوية مع الصديقات أما المجون فأكيد مع الغانيات ، فإمرؤ القيس في فخره قال: قبلتها تسعا و تسعين قبلة و واحدة أخرى و كنت على عجل" فحسب مورثنا العربي وابل القبل مرتبط باليالي الأنس و الحب و الفرح . بالأحرى باللحظات العابرة . فالشرق لا يعرف الحب لبناء علاقة مستمرة. الحب هنا للمتعة أو كما قال ذلك الأوروبي وسيلة يستعملها الرجال العرب ليحصلوا بها على ما يريدون .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن