عري المرأة ليس هو سبب التفسخ الاجتماعي

وسيم ابراهيم

2005 / 3 / 10

المرأة دائماً هي الشماعة التي نعلق عليها هزائمنا وأخطاءنا وكل فساد خلقي وخاصة عندما تظهر أجزاء من لحمها العاري حتى أن هزيمة 1967 كان سببها عند البعض أن النساء متبرجات كاشفات عاريات .
وهنا أتساءل لماذا نخاف عندما تظهر المرأة أجزاء من لحمها العاري ونقول أنه سبب تأخرنا عن الغرب والعالم وسبب الفساد الخلقي والقيمي . لكن إذا كان موضوع اللحم العاري هو سبب التأخر والتقدم ، فيفترض أن نكون أسياد العالم ، لأنه لا يوجد أحد حجب اللحم العاري للمرأة وألبسه الأشكال المرعبة مثلنا نحن ، والمفارقة العجيبة أنه في الغرب يوجد عريٌ لا يرحم نعاني منه كثيراً نحن الشباب العربي فأينما تلتفت تأتيك صفعات الإثارة من كل صوب : أفخاذ وأرداف ونهود تتلوى مثل الأفاعي في الشوارع والباصات والمحلات ، ومع ذلك لم يكن سبب تأخرهم أو هزيمتهم أو تخلفهم بل هم يقودون العالم ونحن من يحجب اللحم العاري ونلاحق كل من تعشق وتحب ونشهر بأخلاقها ، خاضعين لبلاد العري اقتصاديا وملحقين له سياسياً وعقيمين ومعطوبين نفسياً وفكرياً وجسدياً .
ونلاحظ أنه إذا أجرينا مقارنة لوجدنا أن كل البلاد التي تحجب وتقمع نسائها وتمارس عليهم الاضطهاد وتكبلهم بسلاسل حديدية هي بلاد مهزومة متخلفة وفقيرة تعاني الانحطاط الإنساني والتقني , ووطننا العربي خير دليل على ذلك . أما البلاد التي لا تكترث لعري نساءها وتترك لهم حرية ارتداء الملابس هي بلاد متطورة ومتقدمة تسودها العدالة والمساواة وحقوق الإنسان .فنحن لن نرتقي أبداً سلالم الإنسانية الحرة ونواكب الحداثة والمدنية ما دمنا نرتعد فرقاً ونتخاصم ويكفر بعضنا بعض من أجل سنتمترات قليلة من لحم المرأة العاري فحرية الجسد وحرية الحركة وحرية إظهار أجزاء من اللحم العاري والحرية الجنسية كانت مرحلة أساسية من مراحل التطور والتقدم التي عاشتها أوروبا بعد سقوط الكنيسة التي سقطت معها مفاهيم العذرية والبكارة والشرف وتأثيم الجنس واحتقار الجسد..... هذه المفاهيم المتكلسة في عقولنا كأصنام وأوثان فكرية وعند سقوطها في عقلية الإنسان العربي المتخلف تشرق شمس جديدة على مجتمعنا وتصبح لدينا معايير ومقاييس جديدة للجمال والطهارة والدنس والشرف والجنس فوضع القيود على المرأة الإنسان إن كانت جنسية أو حركية أو فكرية هو سبب انهيارنا وتشرذمنا وتسولنا بين دول العالم فتحرر المرأة مرهون بتحرر الرجل والعكس صحيح .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن