التفرقه العنصريه ضد المرأه متي تنتهي؟

جورج المصري
George_elmasri@yahoo.com

2005 / 3 / 8

يسئني ان ينظر الي أمي او زوجتي او بنتي او خالتي او عمتي او ابنه عمي او ابنه خالي او بنت اخي او بنت اختي علي انهم بشر من الدرجه الثانيه. وبالتالي كل النساء هم ايضا يمثلون نفس الشئ لرجال اخريين.

هذه النظره العنصريه نظره ممتده من قديم الازل و الي عصرنا هذا. وامتدادها وبنفس العنف انحصرت في بعض المجتمعات الي حد ما ومازالت ممتده بنفس القوه في مجتمعات اخري .
ونحن بصدد الحديث عن المجتمعات التي مازالت تنظر للمرأه علي انها درجه ثالثه ورابعه ان كان هناك ثالثه ورابعه ؟
المجتمعات التي مازالت تعامل المرأه معامله القرون السحيقه تعتمد في معاملتها علي نصوص واحكام يرجع تاريخها ومكانها الي القرن السابع الميلادي ... نعم تحسنت معامله المرأه في ذلك الوقت علي مكانت عليه في ذاك الوقت ولكن لم تعدل تعديل كامل. فمثلا حين يقول اصحاب العقيده ان عقيدتهم ابطلت وئد البنات فأعتقد ان وئد البنات لم يكن منتشر بتلك الصوره المضخمه بدليل ان من ذعم الاصلاح ولد من امرأه فلوكانت امه وئدت فكيف اذن جاء الي هذا العالم.. وايضا زوجته الاولي وغيرهم ... فهذا المجتمع كان ليس بالضروره مجتمع شرس الي تلك الدرجه لان الديانات و العقائد الاخري كانت موجوده في تلك البقعه ايضا. وان كان في اعتقادي ان المرأه كانت اكثر احتراما من قبل ظهور تلك العقيده. بدليل ان تاريخ المنطقه شهد العديد من الملكات ومشاهير النساء ومنذ ان دخلت تلك العقيده تلك الارض لم نسمع عن امرأه واحده لها دور يذكر الي يومنا هذا. وان كانت الحميراء هي اخرهم فهي ايضا عاثت خرابا وقتلت من البشر مايكفي بأن يطلق عليها اشرس أمرأه في تاريخ تلك الامه.
علي كل حال سبب ذكر تلك المقدمه هو اسناد التفرقه العنصريه لاسباب صعب تغييرها وعلي الرغم من اجتماع بعض علماء العقيده الاسلاميه علي ان بعض المفسرين وجامعي الاحاديث كان معروف عنهم انهم عنصريين وضد المرأه .

ماهي قيود المرأه وماهي حقوقها المسلوبه ... أن سئلت انسان ماهي حقوقك المسلوبه أن كان هذا الانسان لايعرف حقوقه اساسا فكيف يستطيع ان يجيب علي هذا السؤال ؟
من واجب المنظمات النسائيه في جميع انحاء العالم العربي و الاسلامي ان تُعرف المرأه حقوقها و ان تحث الدول علي احترام تلك الحقوق و الاصرار علي ان تضاف تلك الحقوق بكل وضوح وصراحه في دساتير الامم .
السؤال المحير هنا كيف تستطيع المرأه في معرفه حقوقها ان كانت القيادات النسائيه قيادات تابعه وغير مستقله واقعه تحت الضغوط الاجتماعيه النابعه من الدين الذي يعتبر المرأه ناقصه عقل ... اما عن نقصان الدين فهذا شئ غريب ان يخلق اله الانسان ناقص في عبادته ؟ لم اسمع ان هناك كائن اخر غير المرأه ناقص دينيا .
اول القيود التي اري انها سبب تلك المأساه المستمره هو ان المرأه تعتبر ناقصه حتي قبل ان تفتح فمها .
فأذن هل للمرأه حقوق ؟ فمن يستطيع ان يحدد اولويات التحرر او الحقوق ؟ هل سيملي الرجل ماذا تستطيع المرأه ان تفكر فيه ونكرر للمره المليون ان المرأه حقوقها مجحفه ؟ أن لم تستطيع المرأه العربيه و المسلمه بالتحديد ان تحدد ماهي احتياجتها دون اي تدخل او ضغوط خارجيه وان تأتي هي بما يناسبها ويناسب المجتمع العربي و الاسلامي بالتحديد.
نصيحتي للمرأه العربيه ان تبدئ بأطفالها اولا ... يجب ان يتعلم الطفل بغض النظرعن جنسه بنت او صبي ان يحترم الجنس الاخر احترام مساوي . علي الرغم من ان هذه مهمه صعبه التنفيذ في ظل التعاليم التي تستخدم لضرب المرأه كوسيله لتهذيبها ؟ وكأن من قال ان الام مدرسه ان اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق كان يقول هذا لكي يداهن النساء ويسلبهن حقهم في الاحترام الذي يؤدي الي اعداد هذا الشعب طيب الاعراق ؟

لم اري والدي يأمر امي بأحضار كوب ماء او اي شئ في يوم من الايام نعم امي قامت بواجبها دون ان يأمرها والدي لما يجب ان تفعله ولكن الاحترام و المساواه هو ما رأيته في منزلنا ؟ لذلك يجب الرجل ان يتعلم من الصغر ان الانثي ليست اقل منه وليست اعلي منه بل هي مساويه له في كافه الحقوق و الواجبات.

نعم المساواه هي طريق ذو اتجاهين المجتمعات العربيه اتجاه الاخذ في اتجاه الرجل اكثر رحابه وممهد بشتي انواع الشرعيه. فنجد ان البنت منذ ولادتها تعامل علي انها متهمه ولن يأتي اليوم الذي تثبت فيه برائتها. تهرب البنت من بيت الاهل عن طريق الزواج ظنا منها انها ستنطلق الي عالم الحريه وعالم عدم الحرمان الجنسي فهي مكبوته لاتستطيع الا ان تحلم بفتي الاحلام وكلما طالت فتره الاحلام بات الواقع مر مراره ليس من السهل تغيير مذاقها عندما تجد انها اصبحت عبده لرغبات الزوج الجنسيه ولرغبات الاسره فهي تعمل 24 ساعه في اليوم دون توقف فهي تقوم بوجبات الزوجه و الام وتقوم في بعض الاحيان بمهام اكثر عند استضافتها وهي الضيفه لاهل الزوج عندما يطعنون في السن فتعمل خادمه طوال اليوم وفي نهايه اليوم ان لم تكون مرحبه بشوشه تستطيع ان تتجمل لكي تحتفظ بزوجها الذي من حقه ان لم يأخذ متعته الجنسيه بالكامل دون اي اعتبار للاعباء اليوميه فستجد الزوج في احضان زوجه اخري تنعم بكافه الحقوق التي لم تنعم بها الزوجه الاصليه فكان الزوجه الاولي للخدمه ومسانده الرجل في خطوات كفاحه الاولي تتنازل عن اشياء كثيره في سبيل تقدم اسرتها ماديا تجدها تكافئ بأن تكون زوجه من ضمن زوجات اخريات يتمتعن بكل شئ وهي مازالت محمله بأعباء اطفالها واعباء ارضاء الرجل لكي لاتتطلق وتصير أمرأه بلا سند او حقوق . حياة المرأه العربيه سلسله من المعناه تعكس بدورها نتيجه سلبيه علي المجتمع ككل ... فنجد الخيانه الزوجيه من الطرفين الحل الوحيد للابقاء علي الشكل العام واقتناص فرصه للحياه الخياليه للطرفين. وهنا تعتبر المرأه فوق كل هذا خائنه وذانيه في حين ان الرجل له رخصه تشرع له مالايحق للمرأه وان كان هو المتسبب في معناتها. وان اصرت المراه ان لاتكون زوجه علي الرف فعليها ان تتحمل وحداها نتائج اختيارها من فقد حضانه الاولاد لانقطاع المعاش الي النظره المزريه للمرأه المطلقه علي انها أمراه مملوكه لكل الرجال وتصبح امرأه علي المشاع. اعتقد ان المشكله ليست بالضروره نابعه من الدين فقط بل هي مشكله اجتماعيه ذاها الدين اكثر تعقيدا لانه سلب المرأه حقها حتي وقبل ان تطالب به.

الخوف من فجور المرأه هو السبب الاول و الاخير في طريقه معامله الرجل العربي و المسلم بحد الخصوص للمرأه علي انها خائنه بطبعها وبالتالي تسلب المرأه من حقها في الحياه حتي وهي طفله. مامن رجل تحكم في بناته ومنعهم من الخروج و الدخول ليس خوفا عليهم بل خوفا من ان يلطخوا شرفه حتي ولو كان تاجر مخدرات . وبالتالي عندما يجد الرجل الشاب ان هناك بنت متفتحه ويستطيع ان يخرج معها ويتحدث اليها تلعب في رأسه الشكوك ان هذه المرأه سوف تخونه لانها وافقت علي الخروج معه دون علم الاهل وان خرجت معه بعلم الاخ يطلق علي الاب انه انسان مغفل ومنحل ؟ وليس برجل في بيته. خنق المجتمع العربي نفسه و المرأه علي حد الخصوص ويمارس انفصام الشخصيه دون انقطاع او ملل وحتي دون ان يدري انه يمارسها او ان الرجال في هذا المجتمع مصابين بمرض النرجسيه .
يتفاخر الرجل بعلاقته النسائيه في وجود الرجال ويتفاخر بقبضته الحديديه علي اهل بيته ... و لم يتسائل اي منهم ان كانت لهم علاقات نسائيه فمن اين اتت تلك النساء اليسو هم نسائهم ايضا.

المرأه هي من جلبت علي نفسها تلك المعامله فهي راضيه بأن تكون كسوله لاطموح لها طالما لاتعمل ولاتتقدم وهناك من يأنيها فتغض النظر عن تصرفاته المنحرفه او خيانته المشرعه في سبيل ان تعيش دون ان تعمل او تكد علي الرغم من ان تلك الصوره لاتنطبق باي حال من الاحوال علي معظم مجتمعات العالم اليوم لكن هذا هو الواقع المرير التي تحيا فيه المرأه العربيه المسلمه.

اما المرأه فهي مظلومه في كافه الاديان الي حد ما وفي الدين الاسلامي بالذات لانه نابع من عادات شعب يتسابق مع التخلف منذ الازل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن