تحية لشعب لبنان , ومعارضته وقادته

احمد مصارع

2005 / 3 / 1

لقد رفعتم رأسنا عاليا , لقد شرفتمونا حقا , بل لقد نجحتم حقا في إسقاط كل تحفظ , كنا قد توهمنا ه من امكان نقص الوعي الشعبي العام , بحكم خبراتنا الفاشلة و والناقصة , عن ضعف البنية التحتية لمجتمعنا العربي أو الإسلامي , غير التوحيدية وطنيا في نهاية الأمر , ولكن ما حدث , من ولادة موقف وطني ناضج , ومن حس عال ومسئول بضرورة الحرية والديمقراطية و وذلك ضرورة الماء والهواء , وكنا على يقين , بأن لا مخرج لنا من المأزق التقليدي العفن , إلا بظهور صوت الشعب , الذي يقلب كل عفونة , كانت قد ترسخت في فضائنا غير الطبيعي , الذي يحولنا الى نوع من الغجر , والعرب الرحالة , العابرون , بلا حضارة .
لقد حفظنا ومنذ الطفولة المبكرة , أن الأهوال ثلاثة , هي الماء , والنار والشعب , ولقد عادت الى روحنا الثقة بروعة الشعوب لا بخطورتها , من خطورة موجات تسونا مي وثورة الماء , أو البراكين وحرائق الحقد .
لماذا يعمد الشرق حضارته المعاصرة بدماء العراقيين , رافعة الشرق الأوسط الكبير , وعلى درب الحرية والديمقراطية , يظهر لبنان العظيم , أرضا وشعبا وتاريخا , ليضيف الى بحر الدماء العراقية , نهرا رافدا , ليظهر بجلاء أن العراق حتى المتوسط , يقود التحولات التاريخية الجديدة حقا , وفقا لمشيئة العصر , وذلك بعد أن انمحت كل امكانات بوصلة قائدة للمنطقة , تحت ظلال العبودية المقيتة و الإلحاق والضم , بدون مبرر .
لقد سمعت حكمة أحدهم , ولم أعرها اهتماما, ولكن دون أن أنساها :
أن يقال عني عميلا للسيد مباشرة , خير ا من يقال عن طرطورا عميلا لمن هو في خدمته .
ولا اقصد هنا المعاني الحرفية لتلك الكلمات , لأن الأنبياء أنفسهم , هم وبدون وجه مقارنة , عبيد لله و الله قد قرر أن مباركته لاتكون إلا للشعوب .
ليست الحكومة , بل أي حكومة كانت هي القدر , فليس من قدر إلا ما يقرره الله أولا , والشعب ثانيا .
الأرض أرض الله , وهو يورث الأرض لمن يشاء , وقد أعلنها اتساعا , إلا حين تضيق الصدور , ولكن الحقيقة اللاهية المباركة , هي بمالا يقبل الشك , هي في إرادة الشعب , وهنا تكون يد الله فوق أيديهم , فلا شعب إلا مع حياة العدل , والسلم و والبناء .
وهذا ما حدث , وهو ما يثلج الصدر و يسقط تلك الغصة اللعينة , التي مصدرها عبودية الإنسان للإنسان بعد تداعي كل أنواع الحكم بالوكالة .
لاشي يمكن له أن يضع إرادة الشعب , وأي شعب كان , خلف السيادة , عن طريق حكم الأشباح , فراعنة النهار وخفافيش الليل , وأبطال القهر والاستبداد على أصحاب الحقوق الضعفاء الفقراء , أحباب الله .
لبنان الجديد اقرأنا السلام , وحياة حب الوطن الحر الديمقراطي , ومن أجل الحياة في وئام , بل لقد أشرك العالم بأسره في الالتفات إلينا باحترام وتقدير و ينبغي أن لا يلقى منا غير عبارات الود والامتنان , لينفتح عهد جديد , بدون صرامة من أجل شياطين التسلط , ولمجرد التسلط , والقهر والعسف , وانمحاء الإنسان في أرض الله الواسعة , بدون مبرر غير الظلم الفادح بلا حدود .
تحية للبنان شعبا ومعارضة وحكومة , فهل سنكون على موعد مع شعوب تنير ليالينا السوداء , القاتمة , وصولا الى أن نختلف في كيفية إعادة الحقوق الى أصحابها , فما بين العبودية وحياة الحرية المجادلة , بالمنطق والعاطفة , شرط عزيز هو حياة الحرية .....
لنسموا فوق الأنانيات الفردية , والأحلام والطموحات الفردية المريضة , بل المعادية للتاريخ , ولنسجل , في سوريا الثورة , قدرة على الحياة والتجدد بلا حدود ..
احمد مصارع
الرقه -2005



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن