قراءة في ...إسلام الله..

عدلي جندي
stuzzichino13@hotmail.it

2012 / 9 / 20

الإيمان أو الإعتقاد في قوة كانت ولا زالت سببا .. أو مسئولة ...عن تسيير ...و وجود الخليقة لا يختلف عليه مؤمن أو ملحد أو لاديني ...
المؤمن بدين يعتبر أن دينه هو الحق وهو المنظم والمدير وأن رسول إله هذا الدين هو المتنبئ الصادق والأمين علي كلمات إلهه ...واللاديني يؤمن بقدرة قوي ما في خلق وإنتظام تسيير هذا الكون وهذة القوي هي واهبة الحياة وتعطي حرية للإنسان العاقل أن يبتكر ويخترع ويكتشف الجديد والمفيد ودون عوائق أو محرمات ...
زمن مضي عندما كنا في مصر لا نعاني غزوة الفكر و المظاهر البدوية الإسلامية السلفية كنت أعتقد أن رسول الإسلام هو المسيح العربي خلاص وهداية وغفران خطايا الشعوب الناطقة لغة الضاد ....
ولدت في عائلة أرثوذكسية مصرية مسيحية وتعلمت أو علمونني حكمة الفداء وحقيقة الخلاص من خطية لم أرتكبها ....
زمن مضي كان لي زملاء دراسة وجيران وأصدقاء ولدو في عائلات إسلامية مصرية أو كاثوليكية أو أرثوذكس أرمن أو يونان أو حتي يهود زمن كانت مصر أعجوبة العالم وأم الدنيا نظرا إحتوائها في تناغم عجيب تقريبا كل فلسفات وديانات وعقائد وجنسيات العالم ....
لم تكن الديانات والخلاص شاغل ولا حتي الجنات ودرجاتها ومشتملاتها مقصد ..
لم يكن الدين ...أي دين عائق يعوق مسيرة الشعب المصري نحو التحضر والتقدم ... رغما عن ظهور حركات الإسلام الراديكالي خاصة الأخوان المسلميين و جماعات المؤمنيين بإيدولوجيات الإسلام الصحراوي و كان منهم أصدقاء لوالدي وكنت أسمع منهم عندما كانت مصر في حضن الإتحاد السوفيتي أن الروس لا مبادئ لهم وكانت المبادئ بالنسبة لهذة الجماعات تنحصر في المظاهر والثقافة الجنسيىة ...نساء الروس يظهرون بالمايوه العاري علي شواطئ البحر المتوسط في وقت كانت نساء المصريين تستحم في البحر المتوسط بالجلابية أو ما يستر جسم المرأة أيا إن كانت عقيدتها لأن عري جسم المرأة في ثقافة المصريون البسطاء والطبقة المتوسطة المصرية كان عري وكشف جزء من جسد المرأة يمثل عيب وعهر وخلاعة غير مستحبة ....!!!
كانت مصر للجميع لا فرق ما بين عقيدة وأخري ولا حتي لطائفة من نفس العقيدة مرتبة تعلوا الأخري بل كانت كل الديانات والعقائد تهدف فقط إلي نشر العفة والسلام الإجتماعي والإيمان بخالق يدعونه الله أو المسيح أو يهوة لا فرق مابين مصري وآخر بحسب الدين أو الطائفة المهم عادات وتقاليد وثوابت الجماعة المصرية تنتمي إلي تاريخ وحضارة مصر وتميز المجتمع المصري حينها بالتعدد في كل مناحي الحياة من فن وثقافة وفلسفة وكتابة ونقد ....
مع ثورة 23 يوليو تغير الحال وتغيرت معها أحوال العالم الإسلامي وأصبح الله إسلامي الهوية والمعتقد وأصبح رسول الإسلام وتاريخه وحياته هما البديل عن الله الخالق بل أصبح رسول الإسلام هو الخالق ذاته ومن ينتقده في عرف المسلم هو إنتقاد للخالق ولا فرق ...
هل أشهر الله الخالق إسلامه وتغير إيمانه بأحقية التعدد والإختلاف وصار الرسول محمد مثله الأعلي ولاتدري شعوب العالم بهكذا تغيير؟
أم أن المشكل الرئيسي في هكذا إضطرابات وإجرام ينحصر فقط أن نسبة الأمية والجهل إرتفعت في الدول الإسلامية ولذا صار نقد إنسان كالرسول محمد في ظل الجهل والتخلف هو من وجهة نظر الغوغاء نقد وتحقير لله الخالق ولا فرق ؟
عن نفسي لم أفكر يوما من الأيام في تاريخ وتصرفات رسول الإسلام ولم تهمني حواديت وعنعنات الإسلام وشرح حكمة أن يتزوج رجل خمسيني العمر فتاة لها من العمر ست أو تسع سنوات ..أمور لا تهمني ولا تشغلني هو حر في زمانه ومكانه ولكن عندما يصر المسلم اليوم أنها كانت حكمة الله وأوامر الله ولذا يجب تطبيق وإصدار قوانيين تبيح إنتهاك براءة الصغار لأنها أوامر إلهية ...إذن علي كل إنسان عاقل وحر الدفاع عن حرية وسلامة الأطفال من الإغتصاب سيان أناث أو غير في مجتمعاتنا الحديثة ...
يدافع المؤمن عن رسوله فيقول هذة عادات إتبعتها الشعوب في زمان الرسول ولذا علينا تطبيقها اليوم ...؟؟هل هذا منطق وعقل وفكر وصلاح؟
يبررون تعدد الزوجات بأن الذكور والأناث في الغرب يمارسون الخيانة الزوجية و...!!!!!
هل هذا منطق لتبرير الزنا وتعدد الزوجات بأسم الله المتأسلم وكأن الإناث بهائم لا حس ولا شعور ولا إنسانية ولا غيرة ولا حب ؟؟
الله لم يشهر إسلامه بعد ...وعلي من يدعي أن الله صار مسلما يتبع رسالة محمد النبي عليه أن يثبت بالدليل القاطع أن لا إله إلا الله ومحمد رسوله ولم تعد هناك عقائد وديانات أخري وأصبحت الغوغاء والضجيج وأصوات الميكروفونات تملأ سماء الكون ولم تعد هناك شعوب تعبد النظام وتعشق المساواة وتدافع عن حقوق الإنسان في الإعتقاد والتعبير والتفكير وتعمل دون كلل من أجل إكتشاف الحديث والجديد ....؟؟؟
الله لم يشهر إسلامه بعد....بل لازال يقاوم الغوغائية والتخلف والجهل ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن