إيْـسْـتْــبُــوْرْنْ في الشتاء

سعدي يوسف

2005 / 2 / 25

Eastbourne in Winter
في الصيفِ الـماضي
بعدَ شِـجارٍ بين امرأتي وامرأتي فجراً ،
تركـتْـني ، عائدةً نحو محطةِ لندن / فكتوريا …
_ أنا لم أتدخّــلْ بين الضِـدَّينِ الـمُستَـعِـرَينِ بصدرِ امرأتي _
فأتاحتْ لي أن أعرفَ شيئاً عن هذا المرفأِ
أو أتلمّسَ ما أرجو بأزقَّــتِـهِ الخلفيةِ :
فندقَ دائرةِ الهجرةِ ، حيثُ يلوبُ الشبّـانُ وحيدينَ
و بارَ الصيّــادينَ ؛
أو الكيلومتراتِ الخمسةَ للروضِ الصخريّ على سِــيْـفِ البحرِ :
الصُــبّـارَ الفحلَ
ونَـبْـتَ الصحراءِ الشائكَ
والـموجَ ، وما تحملُــهُ الموجــةُ من نُـعْـمى الجسَــدِ …
………..................
…...………………
……………………
البحرُ يدمدمُ مرتعِــداً
والريحُ تَــناوَحُ ، صَــرّاً ، تقذفُ بالبحرِ إلى اليابســةِ
الروضُ الحَـجَــريُّ
يقاوِمُ ،
معتـزّاً بنبات الصحراءِ
وأسيافِ الصُـبّـارِ : الأخضرِ والأبيضِ ،
هذا الراكضُ صبحاً في الـمِـضمارِ البحريّ يقاوِمُ
سعدي يوسف في الفجر الشتويّ
الملتبِسِ
الفظِّ
يقاوِمُ …
أخشابُ السورِ
صخور مصدّاتِ الموجِ تقاوِمُ ،
إيستبورنُ الوهمُ
وذاكرةُ الصيفِ
تقاوِمُ …
…………………….
…………………….
…………………….
ليس لدينا الآنَ ســوى غفْــلتِــنا
ليس لدينا الآنَ ســوى النظرِ الأوّلِ
ليس لدينا الآنَ ســوى الـمِـرآةِ :
مساءً ســأكونُ بـحانةِ " قَـطْـرِ ندىً " / Dew Drop Pub
سأحاولُ أن ألقى شيخاً كنتُ تعرَّفتُ عليه هنا
في صيفٍ ما
قبل ســنينْ …
شيخَ البحّــارةِ كانَ
وكانَ
وكانْ …

لندن 24/ 2/ 2005



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن