- خضير الخُزاعي - المحظوظ

امين يونس

2012 / 8 / 14

" خضير الخزاعي " .. الذي حصلَ على منصب .. نائب رئيس الجمهورية ، بعدَ جُهدٍ جهيد .. ومُناورات خلف الكواليس .. وصفقات متبادلة بين الكُتل السياسية .. وخاصةً بعد [ إستقالة ] عادل عبد المهدي ، تلك الإستقالة النادرة جداً قي الحالة العراقية .. تلك الإستقالة التي وَفرتْ فُرصة للخزاعي لم يكن يحلم بها ! .. إذ كانتْ المنافسة شديدة بين الأطراف الشيعية .. ولم يكُن الخُزاعي أقوى المُرشحين ولا أفضلهم .. لكن إنتماءه لحزب الدعوة تنظيم العراق .. ونظام المُحاصصة اللعين .. هو الذي جعلَ خضير موسى جعفر الخزاعي .. نائباً لرئيس الجمهورية .
عموماً .. بوجود الرئيس " جلال الطالباني " ذو الكاريزما القوية ، والشُهرة الطاغية في الداخل والخارج .. ونائب رئيس الإشتراكية الدولية .. وبحضور نائبه " طارق الهاشمي " ذو الشخصية القوية والضابط السابق ورئيس الحزب الاسلامي الأسبق .. والذي له علاقات أقليمية متعددة .. نعم بوجود هاتَين الشخصيتَين .. فأن السيد " خضير الخزاعي " كانَ بعيداً عن الأضواء وضائعاً الى حدٍ ما ! . فما عدا الإمتيازات المادية الهائلة التي يتمتع بها " نائب رئيس الجمهورية " .. فأنه لم يكن يمتلك أي فرصة حقيقية ، للبروز على الساحة السياسية .
إلا انه خلال الأشهر الستة الماضية .. فأن [ الحظ ] خدمَ الخزاعي بصورةٍ جَلية .. فالنائب المُخضرَم لرئيس الجمهورية " طارق الهاشمي " اُتُهِمَ في قضايا خطيرة .. أدتْ الى هربهِ والنفاذ بجلدهِ ! .. تاركاً ملعب نيابة الرئيس ، فارغاً .. ليلعب فيه خضير الخزاعي لوحدهِ ! .. فوجدَ نفسه منشغلاً ببعض المهام التي كان الهاشمي يقوم بها في السابق .. ويتخلص من العزلة التي كانَ فيها ! . وكأن الفأل الحسن .. قد إصطفَ ثانيةً الى جانب الخزاعي .. فرئيس الجمهورية نفسه ، أي فخامة " جلال الطالباني " .. غاب عن الساحة الداخلية منذ أشهر .. أولاً بحجة إجراء فحوصات في المانيا .. وثانياً تخلصاً من الوضع السياسي المتأزم .. والضغوطات الكبيرة التي كانتْ تُمارس عليه من مُختلَف الجهات .. فطابَ له تمديد مكوثه في المانيا .. ومن مقر إقامتهِ هناك .. مارسَ بعض النشاطات الرئاسية في إستقبال هذا وذاك .. تاركاً رئاسة الجمهورية في بغداد .. لنائبهِ الوحيد " خضير الخزاعي " ! . وفعلاً في الآونة الأخيرة .. زادَ ظهور الخزاعي ، في وسائل الإعلام .. وأصبح يتصرف مثل رؤساء الجمهورية ! .
.................................
في الأشهر الاخيرة .. ظهرتْ حالة إستثنائية .. فرئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة " نوري المالكي " بعد ان حَجَمَ نائبه السُني " صالح المطلك " .. إنفردَ بالحكم الى درجةٍ بعيدة .. وفي رئاسة الجمهورية .. غاب الرئيس الطالباني الكردي ، في رحلةٍ مفتوحة .. وهربَ نائبه السُني طارق الهاشمي .. فأصبح خضير الخزاعي .. هو الآمر الناهي في المكتب الرئاسي ! .. أي بمعنى آخر .. فأن الشيعة وبالذات حزب الدعوة .. أصبحَ يستحوذ عملياً .. على جميع السلطة التنفيذية .. وهذا شئٌ جيد جداً .. فلن يفيد من الآن فصاعداً .. التعكُز على حجة " المظلومية " !.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن