بين التأليه والتسفيه لاعزاء للعقل النزيه!

ماجد الشمري
alshmary.alshmary64@gmail.com

2012 / 8 / 13

يقول ابو الفرج ابن الجوزي:زنادقة الاسلام،ثلاثة:ابن الراوندي والمعري وابو حيان التوحيدي،وابو حيان اشدهم على الاسلام،لانهما صرحا وهو مجمجم لم يصرح/..
ومايعنيني لا رأي ابن الجوزي بل هو مفردة(الجمجمة)وهي حسب المعجم:تعني الكلام لم يبينه،الشيء في صدره اخفاه.جمجم الرجل لم يبين كلامه،جمجم السرفي صدره
اخفاه...
اغلب الكتاب اللذين يكتبون في فضاء الشأن الديني(يجمجمون)!.وجمجمتهم ليست بمستوى واحد بل هي درجات صعودا وهبوط تأليهيون ولا تأليهين ايمانيون ولا ايمانيين!..ولو استعرضنا جل ما يكتب من مقالات في محور"العلمانية والدين السياسي ونقد الفكر الديني".نستطيع ان نصنف الكتابات الى فئات ثلاثة.تنحصر مابين
النصوص الخفيفة والتي لا تمس الا سطح ماتتناول وتتميز بضحالة المعالجة والنقد،ورصانة النقد والتحليل الموضوعي العلمي والقراءة المنهجية والقائمة على تحليل
وتفكيك النص وفق آليات وادوات العلوم الانسانية والاجتماعية الحديثة,من:السنية،وعلم اجتماع الاديان،وتاريخ اديان مقارن،وعلم نفس الاديان،والانثربولوجيا
الثقافية،وغير ذلك الكثير من المناهج الحديثة.وتصنيفي هو مجرد توصيف مرن وليس حادا اوجامدا او مقولب لأطر عامة النصوص والتي تحفل بطيف واسع
من التلوين داخل وخارج تلك الفئات..
الفئة الاولى:وهي التي تنطلق من الايمان الدوغمائي التقليدي وتحاول نقد نصوص هي بدورها ناقدة للفكر الديني،بشكل عام.او الانبياء وكتبهم الرسالية،او المطلق
والمتعالي.وتنافح عن ايمانها ومعتقداتها وتصوراتها والتي تعتقد بانها الحقيقة ولاشيء غيرها،تنافح وتدافع بالنواجذ!رافضة بالمطلق اي نقد يغور باحثا ومنقبا
بفراغات ومغاور الاديان اويخدشها او مجرد ان يلمسها!. وهو ماتعتبره ليس نقدا لمعتقداتهم او ايديولوجياتهم بل مسا لذواتهم وكرامتهم العقلية وهزا لأمانهم النفسي!!
اما الفئة الثانية:فهي التي تضع قدما في صحراء (اللاهوت )المترامية،وقدما مترددة خجول تطأعتبة العقلانية وتردد بطفولة ابجديات واوليات التنوير والعلمانية!
وتحاول بأرهاق نفسها!بالتوفيق والتلفيق والجمع ما بين الشتاء والصيف تحت سقف واحد!.متطلعة للوسطية والقبول والسلام المتبادل.وشعارها الجمع مابين الشريعة والفلسفة من اتصال كما حاول(ابن رشد)ولم ينجح!اونجح؟؟!!.وتسعى لصب النور في الظلمة بقالب هش لايصمد!وتلوي عنق الحقائق العلمية،وتقمصها بلباس ميثولوجي
او ميتافيزيقي او حكائي خرافي!وتخلطها بالنص الديني المعتمد(كمقدس) وتدخل متاهة (المنيتور) بدون خيوط(اريان) فتجدها متخبطة كحاطب ليل!تنهي الى مابدأت
به(كحمر الدوار)وهكذا دواليك!!..
اما الفئة الثالثة:فهي بشقين:الاول:يستعرض الحاده او لادينيته او لاايمانه!وكأنه تقليعة او موضة!او جريا ولهاثا مع تيار الحداثةومابعدها والمعاصرة والعولمة الجارفة!
اولمجرد الاثارة او جلب الانتباه واستفزاز الآخر المغاير!او ركوب موجة التياسر او التمركس او التلبرل او التعلمن!او سعيا وراء النجومية الفكرية والثقافية
واستعراضا للعضلات المعلوماتية والمعرفية وهو اصلا جاهلا وقاصرا عن الاحتواء والتمكن من مضمون ما ينقد!يتقعر بمنطلقاته السجالية او النقديةومحاجته،
ويتشنج في رددوه الاستعراضيةوالبالغة الحدة الى درجة التحجر!من اجل غاية عزيزة هي مساندة وتأييد الذات المتورمة والمنتفخة والباحثة عن التقدير والاشادة!
وهم يشبهون الفئات السابقة بالعقل الدغمائي والوثوقية واليقين والتعصب!..
يبقى الشق الثاني من الفئة الثالثة:وهو الوحيد الجدير بالقراءة والمتابعة.ويتميز بالرصانة والصدق والعقلانية الملتزمة والبالغة العمق والمنطق المتماسك والدؤوب نحو
الحقيقة والنزاهة الموضوعية والبعيدة عن الاحكام المسبقة والتي تحفر عميقا في طبقات النص او الفكرة او اي مادة تعرضها للتشريح
ويندر من يصل اليها! وهي كتابات منتجة ومثمرة ومجدية وتستحق النشر في(الحوار المتمدن) بتوجهها التنويري العلماني اليساري الديقراطي.واعتذر من كل من
شعر بأنني اسأت اليه او سفهت كتاباته ولودون مباشزة! وليكن تهجمه او قذفه لي من خلال التعليق(شتم متمدن) لا اكثر!!!!.....
استدراك قصير وهامشي حول الالحاد:الالحاد موقف فكري او ايديولوجي متزمت من اللاهوت.ولا يلتزم الملحدون بأيديولوجية ملحدةمعينة او فريدة او نمط واحد للفعل او القول او السلوك.فهناك انواع للالحاد تتعدد بتعدد الافراد كالدين تماما!فلكل الحاده كما لكل دينه او مذهبه او لكل معتقد يتبناه.وهناك ا لحاديات فلسفية او اجتماعية
او ايديولوجية او علمية او منطقية او تاريخية الاى غير ذلك..
وهنا سؤال يقحم نفسه:هل ان الملحدين(ولي تحفظ على استخدام كلمة ملحد وليس هنا مجال بسطه).هم فقط غير المتدينين؟!فهناك اديان توصف بالالحادية بدون
آلهة كالتاوية والشنتو والبوذية وهناك ايضا مؤلهون بدون اديان كالفودو والارواحية!!فهل معنى الالحاد عدم الايمان او التشكيك او الرفض او اللامبالاة والاهمال،
او الاستهانة بالدين ككل او بدين محدد؟؟!! وماذا عن كلمة (كافر)!والتي اقرب للسبلب والشتيمة في عرف المؤمنيين(الارثوذوكسيون) نحو كل دين مغاير،او ضد العلماني او اللاديني او اللاتأليهي؟!
فكلنا ملحدون وكفرة بالنسبة للاخر المختلف ولنا!!فمرحبا بكم في مهرجانات الكفر والالحاد والتأليه والايمان ولا عزاء للعقل لا في الماضي ولا في الحاضر وربما لاعزاء له في المستقبل!!!!..................



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن