مرحباً باعتدال الإخوان

أشرف عبد القادر
ashraff3@hotmail.fr

2012 / 8 / 7


أرسل لي صديق حديث لمحمد البحيري موجود على الشبكة العنكبوتية،الخبير في العلاقات الإسرائيلية المصرية،عنوان الحديث"الإخوان في طريقهم لخسارة الشارع المصري"،يري هذا "الخبير"أن:"الجماعة التي وقفت ضد توقيع معاهدة السلام مع الكيان الصهيوني واتهمت الأنظمة السابقة التي حافظت على السلام مع إسرائيل بالعمالة،ها هي اليوم تبعث برسالة إلى شيمون بريز تطمئنه فيها على المحافظة على اتفاقية السلام نفسها... الرسالة هي عبارة تطمينات مصرية لإسرائيل للمحافظة على معاهدة السلام التي وقعت بين الجانبين،والتي تعد صمام الأمان عند تل أبيب... كما حرص د.محمد مرسي في رسالته إلى شيمون بيريز على التأكيد على الدور المصري في إحياء محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين... ويواصل"الخبير":ليس هذا التحول مفاجئ،بل هو منتظر لما تقتضيه لعبة العلاقات الدولية التي تبني أساساً على المصالح.فالإخوان المسلمين الذين طالما تبجحوا بعدائهم لإسرائيل ورفضهم للسياسة المصرية، من السادات إلى مبارك،تجاه هذا الكيان الصهيوني،وجدوا أنفسهم ،اليوم وبعد إعتلائهم لكرسي الرئاسة،سجناء معادلات وتوازنات دولية فتراجعوا عن أكاذيبهم السابقة... وقد سبق ان جمع لقاء سري بين أعضاء من حزب العدالة والتنمية،الجناح السياسي للجماعة،بأعضاء من الكنيست الإسرائيلي في نيويورك،تمحور أساساً حول مد تل أبيب بتطمينات حيال معاهدة السلام... وهكذا فالجماعة كسبت كثير من الجماهير المصرية بعدائها لإتفاقية السلام،وها هي اليوم تكذب نفسها،ولا شك أنها في طريقها إلى خسارة الشارع المصري".
أقرأ أحياناً لبعض المثقفين فأقول كما قال رسول الله(ص):"الخير باق في أمتي إلى قيام الساعة"،وأقرأ أحياناً لبعض المثقفين الآخرين فأقول بيني وبين نفسي:"الشر باق إلى قيام الساعة" ولا حول ولا قوة إلا بالله،"الخبير" المحترم يعتقد أن الشعب المصري ضد معاهدة السلام،وهو اعتقاد خاطئ،فالشعب المصري لا يهمه اليوم إلا الأمن والإستقرار والعمل والعيش،وكل نظام سيؤمن له هذه الضروريات سيضعه على عينه وعلى رأسه.
إنه لمرض خطير العداء الدائم والحب الدائم،فالعداء منطقياً يجب أن ينتهي مع انتهاء أسبابه،وكذلك الحب يجب أن ينتهي مع انتهاء دواعيه.إذا كان الإخوان المسلمين قد عادوا من تطرفهم،المضحك المبكي،إلى الإعتدال فمرحباً بهم وسأصوت لهم في الانتخابات القادمة،إذا اتضح أنهم لا يكذبون،كالعادة،وأعتقد أنهم، هذه المرة صادقون. فقد علمهم ابن تركيا البار رجب طيب أردغان أبجدية الإعتدال،وأبحدية السياسة الداخلية والخارجية.ومما يدل على ذلك أن المعلق الإسرائيلي تسيفي بارئيل،المختص في الشؤون المصرية كتب في"هآرتس"(29/7/2012)خبراً يثلج الصدر حقاً،ويؤكد على عودة الإخوان من التطرف المؤدي إلى الهلاك،إلى الإعتدال المؤدي للسلامة والسلام فقال:"المطلبان الأساسيان من حماس هما قطع العلاقة مع خلايا الإرهاب العاملة في سيناء والتي تلحق ضرراً اقتصاديا وسياسياً لمصر،والمضي قدماً في المصالحة الفلسطينية الداخلية من أجل قيادة موحدة".
يواصل المعلق قائلاً:"المطالب المصرية لا تخيف حماس،فقد جنحت هي أيضاً للإعتدال،فحسب جريدة "روزليوسف"المصرية،عرض خالد مشعل أمام زعيم الإخوان المسلمين د.محمد بديع،الذي التقاه في نهاية الاسبوع الماضي،خطة عمل تؤدي إلى انهاء أعمال حماس المسلحة في غضون سنة. تفاصيل الخطة لم تنشر،ولكن مصادر مصرية مطلعة تعتقد بأن الحديث يدور عن استعداد حماس للإعلان عن تقليص كمية السلاح التي في حوزتها مقابل التزام إسرائيل بالتوقف عن العمليات ضد الحركة، واستعدادها لقطع العلاقة مع جماعات سلفية متطرفة في سيناء،والتحول التدريجي لحركة حماس إلى حركة سياسية كاملة دون ذراع عسكري...والأمر الذي فاجئ زعيم الإخوان المسلمين كان طلب مشعل التوسط لدى الإدارة الأمريكية كي تضغط على إسرائيل لتحرير 220 سجيناً من أعضاء الحركة...كما اقترح مشغل تقديم معلومات مفصلة عن منظومة القوات السورية،هذه المعلومات العسكرية "كفيلة ،على حد قوله،بحسم المعركة".ووعده بديع بعقد اتصال مع الإدارة الأمريكية من خلال أحد ممثلي الإخوان المسلمين الذي يعمل في القيادة الدولية للحركة.تعهد مشعل بالتنسيق مع القيادة المصرية الجديدة وترك قاعدته في سوريا،وقطع العلاقة مع إيران".
يقول المثل العربي"أول الغيث قطر ثم ينهمر"،من كان يتصور أن الإخوان المسلمين يقيمون علاقات طبيعية مع إسرائيل،ستكون بالطبع خيراً وبركة على مصر وعلى فلسطين؟ومن كان يتوقع أن حماس التي كانت تستعد،ليل نهار،للجهاد إلى"قيام الساعة"ضد اليهود،كما تقول المادة السابعة من ميثاقها مستشهدة بحديث يرويه صحيح البخاري،وها هي اليوم تعلن على لسان رئيسها خالد مشعل أنها ستترك الجهاد إلى غير رجعة،وتصبح منظمة سياسية سلمية بعد حل ذراعها المسلحة"كتائب عز الدين القسام"؟.
حقاً إنها لبشائر عهد جديد لمصر وأمتها العربية ومحيطها الإسلامي...وصدق المولى تبارك وتعالى في قوله:"وإن جنحوا للسلم فاجنح لها".فاللهم وفق.
Ashraff3@hotmail.f



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن