موت على طريقة -البو عزيزي-

اسماعيل موسى حميدي
msma78@yahoo.com

2012 / 7 / 29

موت على طريقة "البو عزيزي"


ما أكثر الاسباب حين تؤدي الى الموت وما اغربها حين يكون الموت فيها بمثابة حاجة يلجأ اليها الانسان لاشباعها، فيكون هو الجاني والمجني عليه وهو الخاسر الاكبر في معادلة الفناء بآلية يختارها لنفسه بسبب سأم للحياة او نقص نفسي او اجتماعي او اقتصادي، وعندها يكون "الانتحار" او "قتل النفس" الذي حرمته كل الشرائع السماوية هو النتيجة ، نعم ،لانه الكارثة الانسانية الاكبر التي تهدد النسيج الاجتماعي والاسري بل يهدد الحياة والبقاء ، ورغم ذلك تكاد لا تخلو اي دولة او مكان في العالم من هذه الظاهرة الشيطانية والاغرب في الامر انها تتناسب طرديا وحضارة الدول ورقيها وتقل في الدول التي تعاني العوز الاقتصادي والتنمية المجتمعية.
يقال ان المنتحر وفي لحظات انتحاره الاولى يبحث عن اي شيء يتشبث به لينقذه ويعود به الى الحياة لما يستشعره في لحظته من الم ومرارة الموت ونزوع الشيطان.
طريقة البو عزيزي، هي السائدة في ايامنا هذه ،ذلك الشاب عندما احرق جسده الذي لم ينطفئ الى اليوم ،ويبدو ان كثيرا من الناس شاء ان يقضي على تلك الطريقة رغم بشاعتها ولكنها الاكثر شهرة .
فقبل ايام عدة اقدم شاب جامعي على حرق نفسه وهو في مقتبل العمر،بسبب خلاف حاد مع والده ربما كان ان يحل هذا الخلاف يتنازل بسيط من الاب او بتصرف يتسم بالهدوء وباطلاق كلمات طيبة يتفوه بها احد الطرفين فيمتص الغضب وتنتهي صورة الموت ، ولكن قضى حرقا تاركا لوعة لا تنتهي في قلوب اهله ومحبيه ،وعند الدخول في تفاصيل الحادثة وجدنا ان ام ( الجاني او المجني عليه) قد قضت قبل عام بنفس الطريقة بحرقها نفسها ،وفي نفس مكان انتحارالام انتحر الابن وهكذا قضى الاثنان حرقا بقضية يشوبها الغموض تاركين وراءهما اسرة مهدمة الاركان.
اللجوء الى آلة الموت لمشكلة حادة ترتب عليها عجز نفسي مستعصي يعد ركونا الى ارادة الشيطان ويأسا فجا من رحمة الله تعالى . لذا ان تحكيم العقل بكل قدراته في شخصنة المنطق ومعالجة المشكلات لابد منه عندما تكون هناك ارادة قوية وتمترس ثابت خلف القوى العقلية بصورتها الكاملة وبكل طاقتها .وهذا يتطلب الهدوء النفسي والعقلي والعاطفي في مجابهة القضايا الحياتية على سوداويتها .ومن جانب آخر ان مثل هذه الحوادث يؤشر على فشل اسري داخل المجتمع بسبب نقص توعوي على وفق مضامين انسانية ودينية وتفكك في المنظومة القيمية للاسر .ان زرع القوة في شخصية الانسان احد تداعيات بناء الانسان العصري في الاسرة المتماسكة وهذا لن يتحقق الا بتبني نهج تربوي سليم يشبع به الانسان منذ صغرة وهذا لاتقوم به الاسرة لوحدها انما بتبني الدولة نهجا ثقافيا رصينا تبثه في افاق المجتمع من خلال منهج خفي ترفده عن طريق المؤسسات الدينية والتربوية والاجتماعية التي تجتمع في عطاء واحد في الدولة المتماسكة .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن