التيار الديمقراطي وآ فاق المستقبل !

صبحي مبارك مال الله
subhimubarak@yahoo.com

2012 / 7 / 29

نهض التيار الديمقراطي العراقي وشرع في عمله فأصبحت له مكانةً وحضور في الساحة العراقية السياسية ، بعد أن أستطاع جمع وتحشيد الديمقراطيين العراقيين من خلال أحزاب ،ومنظمات مجتمع مدني ، ونقابات بالأضافة الى جمع كبير من الشخصيات الديمقراطية المستقلة ، ولم يأت التيار من فراغ وأنما من أمتداد جذوره التأريخية في التربة العراقية ومن دوره في تكوين الفكر السياسي المتحرر ونشر الثقافة الديمقراطية والوعي السياسي منذ ُ تأسيس الدولة العراقية في 1921 وساعد تأريخه الطويل على أستنهاضه من جديد بعد أن لاقى من الأنظمة السابقة ويلات الأعتقالات والسجون والأستبداد وقدَم على طريق الحرية والأستقلال التام الشهداء تلو الشهداء،و بعد أن تطلبت الظروف الموضوعية والذاتية للواقع السياسي الذي حدث بعد المتغيرات السياسية في 9/4/2003 بأن يأخذ هذا التيار مكانه من جديد وبعد أن عانى من التشتت والفِرقة فكان ظهوره له وقع كبير ومشجع في نفوس الشعب العراقي .
ومنذُ أعلان تأسيس التيار في مؤتمره الذي عقد في بغداد في 22/10/ 2011أستطاع أن يلفت الأنتباه اليه وأن يصبح محط أنظار الديمقراطيين والتقدميين لأنه يحمل برنامج وطني ديمقراطي طموح لهذا الوطن ويحمل القيم الديمقراطية والأرث السياسي الذي ناضل من أجله الشعب العراقي ومنها دحر المعاهدات الأستعمارية وخوضه الأنتفاضات الكبرى المعروفة والتي قام بها الشعب أنذاك .
والآن يعتبر التيار مركز تجمع القوى والأحزاب الديمقراطية والشخصيات المستقلة المؤمنة ببناء الدولة الديمقراطية الدستورية الحديثة ويعمل على بعث القيم السياسية النزيهة ونشر الوعي السياسي الديمقراطي .
من خلال قراءة سريعة لبرنامج التيار الديمقراطي نرى أنه موزع على محاور رئيسة وهي ( المحور السياسي ، التشريعي ، الأقتصادي ، الأجتماعي و منظمات المجتمع المدني ، الخدمات والبنى التحتية ، ومحور التعليم والثقافة والأعلام) .
والبرنامج له أهداف آنية تعالج الأوضاع السياسية ومنها الأزمة السياسية بين الكتل السياسية المتنفذة وتطورها نحو الأسوأ ،وتبني فكرة المؤتمر الوطني الشامل ، وفي حالة عدم أنهاء الأزمة السياسية فيكون التوجه نحو تأييد الأنتخابات المبكرة .
وكذلك معالجة الأوضاع الخدمية والأقتصادية والأجتماعية ومعالجة التأزم المستمر بين الأقليم والمركز وفق الدستور وبين المحافظات والمركز ، ومعالجة الفساد الأداري والمالي وإيقافه بالأضافة الى معالجة الأوضاع الأمنية والعمل على أستقلالية السلطات( التشريعية ، التنفيذية، القضاء ) والتأكيد على المؤسسات الدستورية وأهمية الدستور الدائم .
ينبغي لما تقدم من هذه المعالجات المباشرة بها وإيقاف التدهور السريع في كافة المجالات .
الصراع السياسي وتدهور العلاقات بين الأطراف السياسيةحال دون حل المشاكل التي عانى منها الشعب ،الذي كان يأمل بالتغيير الحقيقي بعد سقوط النظام السابق .
أما الأهداف المهمة التي يتبناها التيار فهي :
1-أصلاح العملية السياسية .
2-أستكمال التحولات الديمقراطية ، وبناء الدولة الأتحادية الدستورية الديمقراطية .
3- أنهاء سياسة المحاصصة والطائفية والأثنية والتعصب القومي والتوجه الى بناء الدولة الحديثة التي تعتمد الكفاءة والعلم مع الأستناد الى المفاهيم الديمقراطية .
4- تشريع وأصدار القوانين الديمقراطية الساندة لبناء الدولة الدستورية .
5- توفير العدالة الأجتماعية .
6- أعادة هيكلة وتطوير مؤسسات الدولة على أسس عصرية .
7- توفير الضمان الصحي وتطوير الرعاية الصحية .
8- توفير فرص العمل للعاطلين والخريجين ودعم الشبكة الأجتماعية .
9- العمل على حماية البيئة من التلوث .
10- المساواة التامة للمرأة بالرجل وتشريع القوانين التي تكفل مشاركتها في أتخاذ القرارات والعمل على تطوير قانون الأحوال الشخصية وأيلاء الطفولة عناية خاصة .
11- أعادة هيكلة الأقتصاد الوطني .
12- تحديث المناهج التعليمية وأحترام أستقلالية المؤسسات الثقافية والأعلامية .
هذا جزء من الأهداف التي يسعى اليها التيار .
العمل الديمقراطي :- يعمل التيار على أطلاق الحريات الديمقراطية وفق الدستور ،وفي مقدمتها
عمل الأحزاب وفق تشريع قانون تقدمي وحرية عمل النقابات ذات الماضي العريق في النضال ضد الدكتاتورية وخصوصاً نقابات العمال وضمان عدم التدخل في شؤونها وأجراء أنتخاباتها بحرية دون تزوير أو فرض عناصر عليها من خارج العمل النقابي .
وكذلك ضمان حرية المرأة في العمل والتعليم والتنظيم في منظمات المجتمع المدني التي تهتم بشؤون المرأة .
ضمان حرية الطلبة في عملهم الديمقراطي وتكوين أتحاداتهم وفق الحريات التي يكفلها الدستور .
أن العمل الديمقراطي واسع وفعال في المجتمع وأحد أسس بناء الدولة الحديثة حيث يشمل مجتمع العمال والفلاحين والطلبة والنساء والمثقفين وكافة شرائح المجتمع الأخرى بالأضافة الى حرية الصحافة والنشر.
التيار الديمقراطي والبرلمان:-
يهدف التيار الى تحشيد قوة تصويتية واضحة وكبيرة وأن يكون منافس جيد مع القوى السياسية الأخرى في سباق الأنتخابات .
لقد كانت القوى الديمقراطية موزعة على قوائم أنتخابية منفردة والبعض منها لم يشترك في الأنتخابات أحتجاجاً على قانون الأنتخابات أو يعتبر صوته يذهب الى قائمة أخر ى لم يختارها ولكن بعد أنطلاق التيار الديمقراطي نحو تجميع القوى المؤمنة بالديمقراطية وحشد جماهيره الواسعة يمكن القول بأن التيار يستطيع تحقيق نجاح دخوله الى البرلمان بثقة عالية .
فأذا كان التيار واضحاً أمام الشعب في طرح برامجه الأنتخابية ووضع البديل المقنع لما يحدث الآن والتركيز على هدف بناء النظام الديمقراطي االأتحادي الدستوري فأن ذلك يعتبر من الممهدات لأنتصاره في الأنتخابات ، يدعم ذلك المطالبة بأنهاء سياسة المحاصصة والطائفية .
أن التيار هو تيار سياسي أجتماعي ديمقراطي يعتمد الأفكار الديمقراطية وهو منفتح على القوى والشخصيات التي تتبنى برنامج التيار ويعتمد على تحالف قواه وضمان أستمرارها لأن ذلك سوف يفتح الطريق نحو البرلمان .
التيار الديمقراطي يعمل من أجل بناء قاعدة جماهيرية ديمقراطية واعية يريد من خلالها طرح أفكاره العملية فيجعل منها قوة لها دور في تبني مطاليب الشعب ، وأن تتحرك بأتجاه الأصلاح والتغيير .
أن حرية التعبير والتظاهر والأحتجاج وفق الدستور تجعل لهذا التيار مساحة مطلبية واسعة يستطيع من خلالها أيصال صوته ويدفع القوى الخيَرة الحريصة على مستقبل العراق أن تتبنى ماتريده الجماهير الشعبية ، فهو يعمل من خلال لجانه التنسيقية المنتشرة في الداخل والخارج على أيصال برنامجه وأهدافه الى الشعب مع التأكيد على الهوية الوطنية .
والتيار يسعى من خلال عمله ونشاطه الى تقديم النموذج الديمقراطي في المنطقة ،الذي سيكون ذو أسس قوية تبنى عليها الدولة الدستورية الحديثة والتي يتاح فيها الحريات وأحترام حقوق الأنسان
السؤال هل يستطيع أن يكون التيار بعيداً عن الصراع السياسي الدائر الآن بين الكتل السياسية ؟! الأجابة بالنفي ، لأن هذا الصراع له تداعيات سوف تحدث وسيكون تأثيرها على الشعب مباشرة ، فلابد أذن للتيار أن يعلن عن موقفه فيما يحصل ولهذا سيكون التيار طرف في هذا الصراع .
ولكن ماهو موقف الأحزاب والتكتلات السياسية من التيار ؟ أن لكل تكتل أو حزب لديه برنامج وأهداف يبين فيه الموقف من الديمقراطية والأيمان بمبادئها حيث تكون هناك درجات متفاوتة بين حزب وآخر أوتكتل سياسي وآخر فالتقارب أو الأبتعاد عن التياريكون حسب درجات الأبتعاد أو الأقتراب من القوانين الديمقراطية وحقوق الأنسان والحريات وأستقلالية القضاء و السلطةالتشريعية والتنفيذية .
الأفكار الشمولية والكتاتورية لايوجد من يؤيدها أو يقف بجانبها نتيجة للعبر والدروس التي تعلمها الشعب بكل قواه من تطبيق هذا النهج في حكم البلاد ، كذلك ليس لها تأييد عالمي .
أن التطور الحاصل في مجال المعلومات والأتصالات حيث أصبحت المعلومة متاحة للجميع بعد حصول ثورة في التكنلوجيا العالمية ، أدى ذلك الى معرفة كل شئ وتبادل المعلومات وكشف من الأسرار الخفية أضافة الى أن الحاجات المادية والتي يحتاجها الأنسان أخذت تأخذ أشكال جديدة فأصبح هاجس الشعوب التخلص من أنظمتها الشمولية التي لاتحقق الرفاهية والتعليم والعمل والثقافة ، والتي تقف بوجه التطور وأصبحت الأحزاب أمام واقع تغيير برامجها الذي يتناسب مع هذا التطور الحاصل .
التيار الديمقراطي يعتبر حامل لواء المستقبل لأنه يتجاوب مع قوانين التطور السياسي والأقتصادي والأجتماعي ويعبر عن التعليم والثقافة التقدمية وملبياً لمطاليب الناس .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن