هل النضال القومي التحرري نقيض للنضال الطبقي ؟؟؟؟

كوسلا ابشن
akcel.ibashan47@gmail.com

2012 / 7 / 19

يشكل النضال البروليتاري وكفاح شعوب البلدان المسعمرة ( فتح الميم ) صلة وثيقة في استراتيجية التحرر القومي والطبقي .
يحتوي النضال القومي التحرري بطابع اجتماعي , فالثورة التحررية باستهدافها تحرير البلاد من المغتصب الاجنبي , تحرر في أن واحد الشغيلة من الرأسمال الاستغلالي الكولونيالي .
في مرحلة مناهضة الاستعمار تشارك جميع الطبقات والفئات الاجتماعية في النضال القومي التحرري ضد الاستعمار, بغض النظر عن الاوضاع الاجتماعية لهذه الفئة او تلك , ففي هذه المرحلة تضع حركة التحرر القومي في استراتيجيتها رغم كل الظروف قضية تحرير الارض والشعب من السيطرة الكولونيالية في الدرجة الاولى كقوة دافعة في الصراع بين المضطهد ( كسر الهاء ) الاستعماري وبين المضطهد ( فتح الهاء ) المستعمر.
تعد الاهداف المرحلية للحركة القومية التحررية , اهداف الشعب باكمله وفي مقدمته الشعيلة وكافة الكادحين , التحرر من الكولونيالية والامبريالية ولذا فطبيعتها وطنية وتقدمية وثورية , مساهمة في نضال الحركة الثورية العالمية ضد الاستعمار والامبريالية وتقف في خندق العداء للقوى القومية الشوفينية في الحركة الكولونيالية , وهنا يستوجب التمييز بين الحركة القومية الشوفينية الرجعية للدولة الكولونيالية وبين الحركة القومية التحررية للامة المضطهدة والمستعمرة ( فتح الميم ) .
لقد ميز لينين التناقض بين الامم القاهرة والامم المقهورة وأيد احقية الامم المضطهدة والمقهورة في تقريرمصيرها بنفسها وتحررها من الاضطهاد القومي الشوفيني للدولة الكولونيالية .
لقد ربط لينين بين ازالة الفوارق القومية بتحرير الامم المستعمرة ( فتح الميم ) والغاء الاضطهاد القومي وبين النضال لازالة الفوارق الطبقية عبر الاستلاء على السلطة السياسية , من جهة اختفاء العداء القومي بين الامم ومن جهة اخرى ازالة التناقض والتناحر الطبقي بين الطبقات.
الكفاح القومي التحرري مرحلة تاريخية وحالة طبيعية نتج عن الاضطهاد الكولونيالي الذي تتعرض له الامة المضطهدة ( فتح الهاء ) بجميع فئاتها الاجتماعية , فطبيعة العلاقة في النضال التحرري يجب ان يفهم في العلاقة الجدلية بين النضال القومي والنضال الطبقي بمعنى ربط قضية التحرر القومي بقضية التحرر الاجتماعي .
يشكل النصال الطبقي في البلدان المستعمرة ( فتح الميم ) , شكل الكفاح القومي ولا يقتصر النضال الطبقي على الصراع الاقتصادي - الاجتماعي في ظل السيطرة الكولونيالية .
الصراع الطبقي جزء من حركية النضال العام في صراع الحركة القومية التحررية ضد الكولونيالية والامبرالية .
تنطلق كل فئة مكونة للحركة القومية التحررية من منظرها الخاص للتحرر ولمشروعها المستقبلي ومن ضمنها الشغيلة والفلاحين وجميع الكادحية الا ان انجاح المشروع التحرري الشامل القومي والطبقي لا يقتصرعلى الممارسة الثورية لهذه الفئات الاكثر استغلالا وقهرا فحسب لكن كذلك على وعيها الذاتي كونها طبقة ونصالها ضمن اطارها الصحيح المعبر عن مصالحها ومشروعها الاجماعي والسياسي , الا ان موقعها الريادي في نضال الحركة يحدده وزنها الكمي والنوعي ونهجها الثوري .
تقوم الامبرالية في نضالها ضد حركة التحرر القومي بمساعدة بقايا الانظمة الكولونيالية الرجعية بكل الوسائل ومدها بالضروريات المادية والفكرية وتمويلها لبيادق الكولونيالية محاولة منها اضعاف حركة التحرر واعاقة نشاطها الميداني والفكري وتغلغلها في اوساط الجماهير الشعبية والحيلولة دون اشعال الثورات التحررية وقيام دول محرر من قبضة الاستعمار و مستقلة عن التبعية للامبرالية وتهديد مصالح قوى النهب والقهر , ومحاولة منع استقلال دولة ازواد الامازيغية ودعم القوى الظلامية الاسلاموية من جهات عروبية وسكوت من يدعي اليسارية واستعداد القوى الكولونيالية في المنطقة للتدخل العسكري لانهاء الجمهورية الفتية , نموذج للوسائل القذرة للنشاط الامبريالي وبيادقه اليمينية واليسراوية في حربهم ضد حركة التحرر القومي في المنطقة .
اثبتت التجربة في الشمال الافريقي كون دعاة ّ الشيوعية ّ الاسمية , عرقية الكنه , والتحريفية ليست الا جزء من المكون الكولونيالي , مهمتها الاساسية تثبيت اركان الكولونيالية ومدها بروح البقاء والاستمرارية , ورمزية تحركاتها في الحراك الشعبي يأخذ طابعه الخاص ضمن الاطار العام للوجود الكولونيالي , فكيانها الوجودي المميز معبر عنه في موقفها من جدلية الماضي والحاضر, فالعداء المطلق للتحريفية اليسراوية للتاريخ والتراث ( السلبي والايجابي ) المحليين الامازيغيين ومحاربتها للهوية المحلية ومحاربتها للحركة التحررية الامازيغية , بدعوى الماضوية والشوفينية , وفي نفس الوقت تعتزالقوى التحريفية بتراث امرؤ القيس وتاريخ الغزوات الاعرابية وبالهوية العربية وجغرافية ّ المعرب العربي ّ .
مع المنهج الميتافيزيقي السكوني للتحريفية اليسراوية تحولت الماركسية من اداة الثورة التحررية , التغييرية الى مجرد أيات مقدسة يرجع اليها للاقتباس والاستشهاد في تناقض صارخ للفلسفة الماركسية والمنهج الدياليكتيكي النافي للمطلق والمقدس والرابط بين الانتاجات الايجابية والتقدمية للشعوب في سيرورتها التاريخية .
ما حوجنا للاداة الثورية للامة المقهورة والمضطهدة , المنطلقة من الواقع المحلي وقوانينه والمعتمدة على التحليل الملموس للواقع الملموس ومراعاة الحالة التاريخية في وضع الاستراتيجية والتكتيك الثوريين , تنظيم من طراز جديد يربط بين العام والخاص , بين التحرر القومي والتحرر الاجتماعي , تنظيم يعتز بالارهاصات التقدمية في تراثه العريق ويعتز بتاريخه الحافل بالانجازات الحضارية .





https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن