لماذا إزدهرت ظاهرة الاتجار بالبشر في العراق ؟

كاترين ميخائيل
michkatrin@yahoo.com

2012 / 7 / 5

بغداد: اعترفَ نائب عن القائمة العراقية بتفشي ظاهرة الاتجار بالبشر. كاشفاً ان هناك اذرعاً خارجية واجندات اقليمية مسؤولة عن ادارة (عصابات متخصصة). متوقعاً في الوقت نفسه انها (مافيات) كبيرة منتشرة في ارجاء الطرق وفي هذا السياق يعتقد النائب عن القائمة العراقية كامل الدليمي أن هناك اذرعاً خارجية واجندات اقليمية لهذه العصابات المتخصصة في الاتجار بالبشر وفي ظل ايادي ارهابية. وقال في حديث خاص بــ(المشرق): إنّ " الوضع الامني في العراق غير مستقر وان اللجنة الأمنية تحاول ان تجتهد في إلقاء القبض على هذه العصابات التي نشأت منذ بداية الاحتلال. واوضح الدليمي في حديثه" ان الجرائم تفشت اليوم بالبلد لذلك على اللجنة الامنية اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لتتبع هذه الاذرع الخارجية ومحاربتها والقضاء عليها”. متوقعاً انها مافيات كبيرة موجودة في العراق حتى الآن. واضاف قائلاً: ان السبب الرئيس في انتشار هذه العصابات هو الوضع السياسي والصراعات الموجودة على الساحة السياسية. ويرى الدليمي وجوب قيام الجهات الامنية بملاحقة هذه العصابات وإلقاء القبض على أفرادها وتطبيق جميع القوانين الدولية لمكافحة الاتجار بالبشر. واشار الى ان " الخط الساخن(171) الذي تم تخصيصه لمتابعة وتسلم شكاوى المواطنين، بادرة للعمل وفكرة جيدة لاتخاذ الاجراءات للقبض على هذه العصابات وملاحقتهم. وتساءل الدليمي قائلاً: " لكن هل من الممكن ان تنجح اللجنة الامنية وعلى مستوى عال في القاء القبض على هذه العصابات، معتقداً صعوبة نجاحها في هذه المرحلة ، لذلك نطالب وزارة الداخلية بتخصص جهة ذات امكانية عالية لمكافحة هذه الظاهرة لانها خطرة وتمس أمن المواطنين وسلامتهم خصوصا من جهة الشباب. واوضح ان هناك عصابات من جهات مختلفة وليس من جنسية عراقية، وربما القت الحكومة القبض على بعض العناصر التي تحمل جنسيات مختلفة عربية ولكن لم تظهرها على الاعلام بسبب حساسية الموقف للدول العربية. (23/06/2012 ) .
مصطلح يدخل ضمن مصطلحات لم نكن على علم مسبق بها (تجارة البشر) وهي التسمية العامة وتشتق منها (تجارة الاطفال) (التجارة بالنساء ) للاعمال الارهابية . إن أكثر من 150 طفل عراقي يُسفر سنويا كما كشف ضابط عراقي هناك أكثر من 12 عصابة متخصصة بالخطف والمتاجرة . (الجيران شباط 2011).

ظاهرة الاتجار بالبشر تتطور مع تغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية. فإنه يؤثر على النساء والرجال والفتيات والفتيان . يتم تجنيد الضحايا ونقلهم عن طريق الإكراه، بالقوة أو الاحتيال في ظروف قاسية ومخيفة أحيانأ بما فيها الاستغلال الجنسي والعمل القسري أو الخدمات، والتسول، والأنشطة الإجرامية، أو نزع الأعضاء. أحيانا أخرى بطرق الاحتيال والاغراء. قصص مروعة يرويها الضحايا .
الاتجار بالبشر جريمة كبيرة بشعة تأخذ أشكالا متعددة للاستغلال البشري، منها الارهاب الذي يستعمل الضحية لاغراضه الاجرامية أو تباع الضحية لممارسة الجنس، والعمل الشاق في الزراعة والبناء، أو صناعة الغزل والنسيج، أو يجبروا على العمل في المنازل وهذا يجري في دول خارج العراق الخ .
غالبا ما تحرم الضحايا من جوازات سفرهم، يمنع عليهم الاتصال بالمحيط الخارجي وعلى رأس القائمة عوائلهم وذويهم. لذا يصعب عليهم الهروب والرجوع الى الحياة الطبيعية . أما النساء بشكل خاص أحيانا لايرغبن العودة الى ذويهن خوفاٌ من القتل حيث العادات والتقاليد أقوى تأثيراٌ من غريزة الامومة والابوة . حيث تقتل الطفلة او الامرأة بسبب غسل العار . هي الضحية وهي التي تقتل لتنقذ العائلة من العار التي سببته هذه الطفلة البريئة وهذه العائلة تتخذ قرار القتل دون قانون يحمي الضحية .
ما هي الأسباب الجذرية لهذه التجارة الخسيسة ؟
الارهاب الذي يستعمل البشر دروعاٌ لعمله الارهابي للتفجيرات وقتل الالاف من الابرياء.
تفشي ظاهرة الخدمات الجنسية .
الحروب والنزاعات والصراعات السياسية والطبقية والاجتماعية
الفقر والعوز
إنعدام فرص العمل
العنف ضج المرأة
إنعدام فرص التعليم لدى الاطفال
ضعف الاجهزة الامنية المتابعة لهذه الظاهرة المخيفة.
الطلب الى اليد العاملة الرخيصة خصوصا الاطفال يُشغلو بأجور رخيصة جدا.
بيع أعضاء الجسم لاغراض طبية مثلا بيع الكلية والكبد لاغراض زراعة أعضاء الجسم للشخص المحتاج . هنا بالذت تتمييز سوريا ومصر وتركيا بهذه التجارة الخسيسة .

دور الحكومة العراقية ؟؟؟؟؟؟

على الحكومة العراقية رفع حملة مكافحة الاتجار بالبشر مع التعاون بالمؤسسات التالية : ضباط الشرطة وحرس الحدود ومسؤولو الحكومة المعنيين ، والمدعين العامين والمحامين، والسكن والعمل والصحة ومؤسسات اجتماعية ومفتشي الامن والاستقرار والعمال الشباب، ومنظمات المجتمع المدني وبشكل خاص المنظمات النسوية والمؤسسات الدينية ومؤسسات المستهلكين والنقابات العمالية ومنظمات أرباب العمل، ووكالات التوظيف المؤقتة ومكاتب تأجير السكن والدوائر والفنادق والملاهي والنوادي الليلية وبيوت الدعارة الموجودة في المحافظات كافة ، والهدف من ذلك هو إشراك وضمان تنسيق أفضل بين جميع الأطراف الفاعلة ممكن أن تعمل من أجل الكشف عن هذه العصابات .
على الحكومة العراقية وضع ستراتيجية أكادييمية مع مختصين تشمل إجراءات ملموسة لتمويل البحوث والدراسات والمشاريع وإنشاء إتفاقيات وتحالفات وشراكات مع دول لها خبرة بهذا المجال ، ووضع مبادئ توجيهية وأفضل الممارسات، وحملات التوعية والتدريب، الخ.

الأولويات التي يجب أن تحددها الستراتيجية المطلوبة ؟

1. تعزيز الهوية والحماية والمساعدة للضحايا مع التركيز بشكل خاص على الأطفال والنساء .

2- توفير ونشر واضح سهل الاستعمال معلومات عن الأفراد المفقودين وحقوق العمال الفقراء الذين يحتاجون الى لقمة العيش ، والمهاجرين وتقديم تعويضات لضحايا الاتجار بالبشر وفقا للقوانين الدولية مثلما عملت دول الاتحاد الاوروبي .

3- تكثيف الوقاية من الاتجار بالبشر، بما في ذلك عن طريق اساليب جديدة لتقليل الطلب بدراسة دقيقة إجتماعية إقتصادية عبر مبدأ العرض والطلب كون هؤلاء البشر سلعة يتعامل بها التجار وفق العرض والطلب .
4. زيادة ملاحقة المتاجرين بالبشر عن طريق وضع برنامج لاعادة تأهيل الضحايا عبر برامج العلاجات النفسية للاستفادة من معلومات تؤخذ من الضحية لتلاحق التاجر .

5. تعزيز التنسيق والتعاون والتماسك داخل الدول التي يجري نقل من والي الضحية ومع المنظمات الدولية، ومع دول العالم الثالث، بما في ذلك المجتمع المدني والقطاع الخاص .

6- إنشاء برنامج موحد لمنظمات المجتمع المدني ومقدمي الخدمات تعمل على حماية الضحايا ومساعدتهم في الدول الأعضاء لمكافحة الاتجار بالبشر ودول العالم الثالث .

7- التدريب المستمر لأولئك الذين يعملون في الميدان، والتي تستهدف السلطة القضائية خاصة وعبر المسؤولين عن تنفيذ القانون على الحدود ونقاط السيطرة بين المدن .

8- زيادة المعرفة والاستجابة الفعالة لكل دراسة وبحث من قبل الدراسات والمؤسسات الاكاديمية ، والاتجاهات الناشئة في مجال الاتجار بالبشر.

9- دعم المشاريع البحثية التي تستهدف كشف شبكات الإنترنت والمواقع الاجتماعية التي أصبحت أدوات شعبية متزايدة لتجنيد المهربين .

أُسس تحسين الوضع بالنسبة للضحايا؟

* يمكن أن تعمل الحكومة من أجل القضاء على الاتجار بالبشر، لا يمكن أن يتحقق دون وضع الضحية في وسط أي من الإجراءات والمبادرات الانسانية والنفسية وإعادة التأهيل وفق برامج وخبرات مستوردة من الدول ذات الخبرة .

* هذا النهج الذي يركز على الضحية موجود في جميع الاستراتيجيات العالمية .

الأولوية الأولى هي تحديد أفضل، وحماية ومساعدة الضحايا. التعرف على حالات الاتجارما يزال من الصعب، على الرغم أن الكثير من الناس يحبو التعاو بإتصال هاتفي يحتمل أن تكون ضحية نفسها. اقترح وضع مبادئ توجيهية لمساعدة المخبرين وكذلك المسؤولين القنصليين وحرس الحدود لتعريف أفضل لضحايا الاتجار بالبشر.

*من أجل مساعدة الضحايا بصورة أفضل التعاون ووضع ستراتيجية حديثة تعمل إلى تطوير نموذج وأليات لدول سبقتنا في هذا المجال مثلا البرلمان الاوروبي وامريكا لحماية ومساعدة الضحايا. هذه آليات تعمل إعطاء الطابع الرسمي للتعاون بين الوكالات الحكومية والجماعات غير الحكومية التي تتعامل مع ضحايا الاتجار . مثلا إنشاء نقاط اتصال في البلدان المعنية وتعيين المسؤوليات بوضوح إلى الجهات الفاعلة ذات الصلة بحيث يتم بمساعدة الضحايا وحمايتهم في جميع الأوقات. هذا مهم بشكل خاص من أجل ضمان أن الضحايا الذين يقررون العودة إلى بلدانهم الأصلية لا تزال معتمدة في ذلك البلد حتى يتمكنوا من التعافي بشكل كامل في المجتمع والاندماج من جديد. أو إعطاء الحرية للضحية ربما يرغب البقاء في بلد غير بلده الاصلي أو طلب اللجوء الى دول لها برامج لمعافاتهم .

وتهدف هذه الاستراتيجية أيضا إلى تقديم معلومات واضحة للضحايا على حقوقهم المنصوص عليها في القوانين الدولية والتشريعات الوطنية، ولا سيما حقهم في الرعاية الصحية والمساعدة، وحقهم في الحصول على تصريح الإقامة وحقوقهم العمل والدراسة وتطويل إمكانياتهم لزجهم في الحياة العامة .وتثقيفهم بحقوقهم فيما يتعلق بالوصول إلى العدالة وإلى محام، وتثقيفهم للمطالبة بالتعويض. أعتقد السفارات والقنصليات العراقية لازالت فقيرة بهذا المجال .

الحالة الخاصة للأطفال كيف يمكن معالجتها؟

يتم الاتجار بالأطفال لأسباب مختلفة بما في ذلك الاستغلال الجنسي والعمل.، يضطر الأطفال إلى الأنشطة الإجرامية مثل التسول والسرقة المنظمة ويجري تداولهم كسلع في بعض الدول التي لم يكن القانون فيها الحاكم العادل مثلا العراق ودول الخليج وإيران ودول أخرى ..
من الافضل وضع نموذج لأفضل الممارسات في دور الأوصياء أو التمثيل القانوني للضحايا من الأطفال والمبادئ التوجيهية بشأن نظم حماية الطفل. وتدعو الاستراتيجية أيضا على الدول الأعضاء لتعزيز نظم حماية الطفل من هذا وفق المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق وحماية الطفولة .ALPHA
ما هو مقترح لتكثيف الوقاية.
إنشاء بيوت خاصة لهم تشرف عليها وزارة العدل وتحت الرعاية الاجتماعية وتشكيل لجان مختلفة تقوم بوضع برامج كل حسب عمره .
إطلاق أنشطة التوعية التي تستهدف مجموعات ضعيفة محددة، مثل النساء والأطفال المعرضين للخطر، خدم المنازل، وجماعات الغجر، وأوضاع العمال غير الشرعيين مثلا في دول الخليج .

تشكيل لجان أيضا بمساعدة الدول الأعضاء في تعزيز تدابير لمنع الاتجار بالبشر عن طريق وكالات العمل المؤقت والوسطاء، مثل الزواج، وفرص العمل ووكالات التبني سواء داخل البلد أو خارجه .

ما الذي يمكن عمله لزيادة ملاحقة المتاجرين؟

1- تطوير التحقيقات المالية منها مصادر جمع المال خاصة قطاعات صناعة الغزل والنسيج في بعض الدول غالبا مايكون معظمها من الاطفال من كلا الجنسين , بعدها الخدمات المنزلية وقيادة السيارات الاهلية وصناعة الجنس غالبتها تكون من النساء من الاعمار الصغيرة من المراهقة حتى الثلاثين . بعدها تأتي قطاعات الزراعة والبناء هذه تكون غالبا بأعمار أكبر .
2- استراتيجية تعزز التعاون المتعدد التخصصات على المستوى المحلي والوطني وعبر الحدود الوطنية، وتشجيع الشرطة الوطنية المتفانية مع وحدة الاستخبارات، وتحفيز التعاون بين سلطات الإدارية والقانونية والمدنية والامنية بهذا الخصوص .
3- دراسة الثغرات القانونية وفرض قوانين صارمة وعدم التساهل بهذه التجارة مهما كانت الاسباب .
4- تشكيل لجان عبر الانترنيت والفيسبوك والتويتر لتقوم بجمع المعلومات وإيصالها الى الجهات المعنية والتحرك بسرعة لايصالها الى الشرطة المحلية والدولية المعنية بهذا الاتجاه . مثلا غرف الدردشة او الشبكات الاجتماعية .
5- يجب أن تكلف الجامعة العربية بهذه المهمة وتدرب فرق التحري في مجالات النقل البرية والجوية والبحرية داخل وخارج المدن وعلى مستوى المنطقة وخاصة منطقة الخليج العربي السيئة السيط بهذا المجال .
6- وضع ستراتيجية محكمة واضحة بين الاجهزة الامنية العراقية والانتربول وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني المعنية بالامر لتدريب كادر عراقي من النساء والرجال لغرض عمليات البحث والتفتيش والنقل وإستقصاء المعلومات بهذه الجريمة البشعة .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن