أين يأخذنا الإخوان والأدعياء ؟

رعد الحافظ
abusaif57@yahoo.com

2012 / 6 / 11

منذُ فتحتُ عينايّ على هذا العالم , والصرخةُ الكُبرى تنطلق من حناجر أدعياء الوطنيّة , تشّقُ طبلات آذاننا
بما يعني / أنّنا خير اُمّة اُخرجت للناس وأفضل خلق الله إحسانا , وأخلاقاً وعلماً وأدباً وحضارةً . فكم منكم مصدّقون ؟
كنّا نسمع لفظة الإستعمار في اليوم عشرات المرّات .
فهل بالكلام وحده , نحيا ونعمل وننتج حاجياتنا وطعامنا من دون المُستعمر ؟
في الواقع / نحنُ حاولنا أن نستقل عن ذلك الإستعمار , لكن لم نحاول يوماً التحرّر من عبوديتنا لماضينا التليد / المزعوم والمُبالغ فيه ,غالباً !
نحنُ ننظر لما ينتجهُ الآخر , ونأخذ ذلك الإنتاج وتلك الحضارة ونتمتع بها بلا أدنى تعب أو خجل , ومع ذلك نلعنهم ليل نهار .
وماذا ننتج نحنُ في المقابل ؟
لا شيء البتّة ! اللهم إلاّ ما جادت به علينا باطن الأرض من ثروات طبيعية . وحتى إستخراج تلك الثروات لم يكن بعلمنا وكفائتنا وتقنياتنا
( هو أحنا عندنا تقنيات أصلاً ؟ )
بل بما إكتشفهُ وإخترعه وقدّمهُ لنا الغرب الكافر الإمبريالي العميل .
حتى الدشداشة والسبحة وسجادة الصلاة نستوردها من الصين .
هذا وضع مُخجل بالتأكيد لكل ذي حسّ وكرامة !
لكن ماهو ردّ فعل ذوي النفوس الضعيفة القلقة لإخفاء هذا الوضع المُخجل البائس ؟ هل ينتفضون للعلم والعمل ؟
أبداً , بل يقولون لنا بمنتهى الغباء / كلّ مَن يُفكر ويكتب بطريقتكم , هو خائن عميل مُثبّط للهمم مازوخي يجلد نفسهُ وشعبه وبني قومه .
يا إلهي على ذكائهم المفرط / هل بطريقة سفهاء القوم , سنتقدّم شبراً الى الأمام ؟
أم بمواجهة النفس والواقع ووضع الحلول بضمير إنساني يُنصِف الجميع ؟
كيف يستسيغ المنافقون والمخادعون , الأخذ بكل ما أوتوا من قوّة من ذلك الآخر , بل المخاطرة بالنفس في سبيل الهجرة والإستقرار هناك
ثم بعد ذلك إلقاء كلّ مشاكلنا وتخلفنا وبؤسنا على ذلك الآخر ؟
أين الإنسانية والعقل والحكمة والدهاء في ذلك ؟
***********
إستراحة مع شريط فيديو
شريط حُلم الخلافة / الولايات المتحدة العربية الذي سيحققه / د.محمد مرسي . وعاصمة الخلافة / هي القدس
والإسلاموي الدموي ( تقريباً ) د. صفوت حجازي , يُردّد من أعماقه والجموع تُردّد ورائه ... بكره مُرسي يحرّرغزّة !
( تذكرت / مورسي الزناتي , إتهزم يا رجّالة / بالإنكليزي )
وعلى القدس رايحين ... شهداء بالملايين !
http://www.youtube.com/watch?v=QI3wG3loKlA&feature=youtu.be
أمّا شريط النائب السلفي / علي ونيس / فإبحثوا عنه بأنفسكم
كي لا أكون مُشجع على النميمة ونشر الرذيلة .
**********
دروس من البطولة الأوربيّة / يورو 14
1 / بعض المشجعين الألمان توصلوا لحلّ إقتصادي ( رغم إمكانيّات الألمان المعروفة للجميع ) للتخلّص من الإرتفاع الجنوني لأسعار الفنادق في أوكرانيا بمناسبة البطولة الأوربيّة .
فقام بضعة مئات منهم , ببناء معكسر من الخيم البلاستيكية في إحدى غابات أوكرانيا للإقتصاد في تكاليف تشجيع فريقهم / المانشافت .
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=701142&SecID=298
شوفوا الأمان والحريّة كيف تُساعد على التفكير السليم .
2 / ظاهرة اُخرى جميلة , هي قيام أفراد وعوائل أوكرانيّة بإستضافة بعض المشجعين ( مجاناً ) عن طريق إعلانات في الإنترنت / متبادلة بين الطرفين
شوفوا الإنسان في الغرب هل يستحق شتائم الجاهلينا ؟
أكاد أسمع أحدهم يقول / أين الشرف والبؤرة والمرود والمكحلة !
3 / الإتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” يتخذ إجراءات تأديبيّة ضد الإتحاد الروسي بسبب “السلوك غير اللائق” للمشجعين الروس خلال مباراتهم مع الفريق التشيكي , والتي فازوا بها بأربعة أهداف مقابل هدف , وذلك بسبب قيام بعضهم بتقليد أصوات القردة ضدّ لاعب تشيكي ذو بشرة سوداء .
شوفوا العنصرية كيف تُمنع ويُعاقب من يقوم بها . ولا تهاون في ذلك !
بينما عندنا العنصرية والطائفية نقوم بها ضدّ بعضنا في حالة عدم وجود غريب بيننا / ولله في خلقهِ شؤون وشجون وبلاوي زرقة !
http://arabic.euronews.com/2012/06/10/euro-2012-uefa-probes-behaviour-of-russian-fans/
4 / أخيراً عن شامل عبد العزيز / عن المعلّق الرياضي عصام الشوالي
أن الرقم التالي ( إنتبهوا جيداً ) , ثمانية مليارات يورو هي عائدات هذه البطولة في كلٍ من إوكرانيا وبولندا وهما الدولتان المُنظمتان لها .
وعن آيار العراقي / عن جريدة أفتون بلادت السويدية / أنّ أرباح مكاتب الرهانات ( بعد ذهاب نصفها لدائرة الضريبة ) هي 100 وتقرأ مئة مليون يورو
فأنا الآن ألوذ بكل من كتب عن فائض القيمة ( ومن فائض القيمة ما قَتَل ) , ليفسّر لنا ماذا نعتبر تلك المليارات الناتجة عن البطولة ؟
وهل يمكن لأوكرانيا وبولندا , الإستفادة منها في بناء مشاريع إنتاجيّة ومصانع جديدة ؟
أم أنّها محض سراب ووهم وخيال / لا حقيقة لهُ على أرض الواقع ؟
أفتونا مأجورين , بلا شتائم وتخوين !

تحياتي لكم
رعد الحافظ
10 يونيو 2012



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن