كيف نخلق التوازن النفسى لآنفسنا ؟

عبدالله صقر
asadmody67@yahoo.com

2012 / 4 / 13

نظرا للظروف العصيبة التى نعيشها جميعا بنى الآنسان فى دول العالم الثالث المقهور , ونظرا للضغوطات الحياتية اليومية وما نعانيه من تشتت وتمزق ما بين الروحانيات والماديات , جعلتنا فى حالة من عدم الآتزان النفسى .
هناك نوعية من البشر لا تحتمل هذه الضغوط فتصاب بكثير من الآمراض النفسية من قلق أو أكتئاب أو ضغط عصبى أو أهتزاز نفسى أو توتر , ولذا يقول أطباء الطب النفسى أن أول الطرق للعلاج من هذه الآمراض هو وعى المريض بأهمية العلاج النفسى والسعى الحثيث للطبيب النفسى حتى يساعده للخروج من دائرة الآمراض النفسية .

كما ينصح أطباء النفس أن أى إنسان لزاما عليه أن يتوازن مع نفسه ومع الظروف الحياتية مهما كانت صعوبتها وأن يتكيف مع الحياة , ولا ننسى أن نكون صادقون مع أنفسنا لآن الصدق يخلق حالة من التوازن النفسى , ولذا يجب على كل فرد أن يوطد علاقته بالطبيعة ويتألف معها وأن يخلق حالة من التناغم مع كل ما هو أخضر اللون وأن يعود لبساطة الحياة .
بلا شك أن حالات القلق والآحساس بالتعاسة أو الشعور بالأحباط يتعطل مع كل منهم جهاز المناعة للأنسان , ولذا نجد الآمراض تهاجم الآجسام التى تعيش فى نكد ومعانة نفسية , وتبدأ الآمراض تنهش هذه الآجسام .

ولذا يجب علينا أن نواجه حياتنا بشئ من العقلانية والتفاؤل وأن نواجه مشاكلنا الحياتية بصلابة وقوة , وما أجمل الآحساس بالسعادة لآنها أفضل علاج للنفوس المريضة وهى مفتاح لكل مشاكل البشر وعن طريقها يمكننا أن نشفى من أمراضنا , فالذى لا يعرفه كثير منا أن هناك علاجات عن طريق المرح والموسيقى , والآحساس بالسعادة هو منهاج تتبعه بعض المستشفيات المتخصصة فى علاج كثير من مرضى السرطان . إن التفاؤل يخلق حالة أفضل بصحة البشر , لآن الذين يتشاءمون فإنهم سرعان ما يموتون , أو يعانون من أمراض نفسية وبدنية , لآن التشاؤم يخلق حالة من عدم الطمأنينة والرضى الداخلية , ولذا يلزمنا أن نكون متفائلون حتى تستقر مشاعرنا .

فى دول العالم الثالث كثير من البشر يعانون من أمراض العصر , ولذا يجب أن نعالج مشاكلنا بشئ من الوعى الشديد حتى لا نزداد قلقا وأحباطا ثم نهوى فى كارثة الآكتئاب , وهذه كارثة كبرى , لآن هناك أناس كثيرون ينتحرون بسبب الآكتئاب إذا لم يتم علاجهم .
وعلينا أن ندرك بعقلية متفتحة ما يدور حولنا ونزداد وعيا وإدراكا بعقيدتنا السمحاء كجزء من طبيعتنا التى هى من صنع الله عز وجل .

التفاؤل :
التفاؤل يعمق ثقة الآنسان ويحفز النفس على مواصلة حياته بأعتيادية وبدون يأس حيث يزرع فى الآنسان النشاط والهمة وهذا ما يحتاجه الآنسان فى حياته لتحقيق النجاح المنشود , فالأنسان المتفائل نظرته للحياة دائما يحذوها الآمل والآيجابية سواء حاضرا أو مستقبلا , وبالرغم من صعوبة الحياة وتحدياتها التى تواجه الآنسان لكنه لابد وأن يهزم اليأس وينتصر على القنوط والتشاؤم .
كما أن التفاؤل يشحذ قدرات الآنسان ويزيد من قدراته على تحقيق الآهداف , كما يجب علينا أن نرى الجانب المشرق للأشياء , وأن نستعيد ثقتنا بأنفسنا وذلك عن طريق تحديد الآهداف المرجوة على المدى القصير والطويل , كما يجب الآبتعاد عن المبالغة , وألا نجسم من مشاكلنا .
يجب أن نتخلص من أحاسيسنا بالذنب والمسؤولية والنظر للحياة بمنطق النجاح لا الفشل , ولا ننسى أن نحب أنفسنا ولا نبغضها وأيضا نحب الحياة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن