الى المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي العراقي في كردستان

سعاد خيري
suadkhairy@hotmail.com

2012 / 4 / 3


سافرنا الى براغ بالطائرة, في طريقنا الى كردستان ونزلنا في بيت الدكتور رحيم عجينة الذي خصصته مجلة قضايا السلم والاشتراكية لمندوب الحزب الشيوعي العراقي, في المجلة , وبقي تحت تصرف الحزب بعد اغلاق المجلة وسفر الدكتور وزوجته بشرى برتو الى لندن. وفي بيت نسرين وصفي طاهر وزوجها رواء الجصاني وحضور بلقيس زوجة الشهيد وصفي طاهر وابنتها نضال وزوجها القادم توا من العراق , تم حفل زواج يحيى في ايلول 1993. وقدمت لزوجته واحدة من اثنتين من كل ما ملكت من حلي في حياتي. واحتفظت بالاخرى وهي خاتم زواج امي , الذي اهدته لي, لاقدمه لوداد كهدية زواجها. وسافرنا في اتجاهين مختلفين , نحن الى كردستان ويحيى وزوجته الى بريطانيا, لاكمال دراسته.
وبكل الاشواق وصلنا دمشق لنمضي بضعة ايام في بيت احد شغيلة مقرالحزب الشيوعي العراقي في دمشق , زهير فاضل المدعو ابو زياد. ثم سافرنا بالقطار الى القامشلي. وتألمنا لما تعانيه القطارات وكل منشأت القطاع العام من الاهمال المتعمد, في سوريا, بعد ان بدأت هبة الدعوى الى خصخصة وادانة القطاع العام لتبرير بيعها بابخس الاثمان للقطاع الخاص. كما لاحظنا تخلف المناطق الشرقية من سوريا من ناحية العمارة ومستوى الجماهير من حيث الملبس وعموم المظهر. واقمنا في القامشلي في بيت مسؤل منظمة الحزب الشيوعي السوري. وكنت استحث السفر شوقا الى ارض الوطن.
وفي الصباح غادرنا منطقة عبور الحدود السورية العراقية ولم تكن اية مراكز سيطرة للحكومة العراقية . والتقينا نهر دجلة!! دجلة الحبيبة !! واختلطت دموعي بمائه وانا اسكب ملء يدي منه على وجهي وراسي , وحملت الى زكي المتعب ملء يدي من مائه ليشرب واخرى ليتعطر . وبقيت اتأمل مجراه الذي ضاق واخذت تجزئه الجزرات الصغيرة نتيجة قلة الماء بسبب بناء تركيا للعديد من السدود على منابعه. واشتد حنيني الى شواطئه في العمارة وفي بغداد ولاسيما شارع ابي نؤاس وجسوره ولاسيما الجسر المعلق في الكرادة وجسر الاحرار في مدخل شارع الرشيد وجسر التحرير في منتصفه فلم اكن امل من عبورهما ليلا ام نهارا لاراى انعكاسات اشعة الشمس على امواجه الهادئة صيفا والهادرة شتاء وانعكاسات اشعة القمر واضوية الشوارع والمنتزهات الملونة على ضفافه ليلا.
ولم اعد الى وعي الا بعد النداءات المتكررة لركوب الزورق الذي سيقلنا الى الضفة الاخرى الى ارض الوطن , ارض العراق الحبيب! قبلت تربتها على عجل, فالسيارة ستنقلنا قبل ان تداهمنا قوات السلطة الدكتاتورية. وسارت بنا السيارة الى دهوك وكم بدت جميلة بالنسبة لما كانت عليه القامشلي انذاك. وانزلونا في احد المقاهي المنتشرة على الطريق لتناول الغداء . كان كل شيء جميل ومريح والمنطقة عموما والمقهى ذات طابع كردي شامل , الاذاعة والاغاني والحديث فضلا عن الكباب والخبز الحار والشاي المحلى . وفي المساء وصلنا شقلاوة بعد المرور بعدة مواقف للسيطرة كانت ترحب بنا بعد التعرف على هويتنا. واستقبلنا الرفاق بحفاوة وانزلونا في غرفة واسعة فيها سريرين في حين يشغل الغرف الاخرى مجموعات من الرفاق من مندوبي المؤتمر.
ومرت بخاطري زيارتنا السابقة الى كردستان لحضور المؤتمر الرابع وكيف كان الحنين الى الوطن يعصف بكياني ويستعجل اللحظات للقاء ارض الوطن . وكم كانت خيبة الامل عميقة عندما رايت الجيش الايراني يطأ ارض الوطن ويتمتع بخيراته. وكيف سرنا على الاقدام نقتحم الجبال الشم والوديان التي خلت من البشر تحت وطأت نيران الجيش الايراني ونيران الدكتاتورية , وركبنا البغال تلك الحيوانات الحكيمة الصبورة وهي تسير على حافة الهاويات بتؤدة وثقة. في حين تميز لقاؤنا بارض الوطن , هذه المرة باستخدام الطائرات والقطارات والسيارات والزوارق واروع ما فيها لقاؤنا بدجلة الشريان الرئيس لارض الرافدين دجلة والفرات, واجمل انهار العالم واعذبها , اللقاء الذي اذاب بمياهه العذبة مرارة الغربة التي تراكمت عبر السنين واثارت اشجان جديدة واشواق وطورت المسؤليات وعمقت الحقد على اعداء شعبنا والبشرية



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن