السلطات الحاكمة العراقية ووقفة العز الوهمية

عبد الحسن حسين يوسف

2012 / 2 / 14


المسؤولون في الدولة والمتنفذين منهم في القائمة المسيطرة يقفون اليوم وقفة عز وهمية بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق لانهم من وجهة نظرهم منتصرين وتصريحاتهم وندواتهم الفضائية تؤكد تباهيهم بهذا الفوز. اني اعتقد ان انتصارهم المزعوم هذا ناتج عن وهم كبير يحاولون اسثماره لصالحهم .فتطورات الاحداث والتحركات الشعبية التي حدثت في الفترة الاخيرة رغم انها جنينية الا انها مؤشر واضح ان اتجاها جماهيريا بدأ يظهر للوجود.اتجاه ذات طابع ديمقراطي شعبي يضم فئات وطبقات اجتماعية واسعة وقوى سياسية رغم محدوديتها وضعف تأثيرها بدأت تلف من حولها وتتناغم فكريا مع كثير من الحركات ذات المصالح الحقيقية من اجل تغييرات جذرية في نضام الحكم القائم والسائرة بأتجاه ازاحة القوى التي تتخذ من الطائفية والقومية ستارا لها لتحقيق مصالحها الطبقية وتعميق تبعيتها للاندماج بالرأسمالية سياسيا واقتصاديا وقد بدأت هذه الفئات بطرح برامجها البديلة ذات الافق الوطني الديمقراطي الواسع.اي اننا بدأنا نرى ظاهرة تلاحم الحركة الجماهيرية مع القوى التقدمية ذات الطرح الجذري البعيد عن توجهات الاصلاحيين ودعات التقدمية المزيفين. فالاحتجاجات الطلابية الواسعة في الجامعات واضرابات وتضاهرات العمال وتزايد مطالبهم النقابية ورفض المعلمين والمحامين لقيادة نقاباتهم في مدن الوسط والجنوب والفعاليات العمالية والطلابية والجماهيرية الواسعة في السليمانية وكركوك وكثير من مدن وقصبات كردستان العراق تؤكد هذه الظاهرة. ورغمان المسؤولين يحاولون الالتفاف على المطالب الشعبية بتخويف الجماهير بعودة البعث وانتصار الارهاب الا ان سلوكها الحقيقي يؤشر بداية قمع الجماهير الكادحة ومحاولة زيادة معاناتها المعاشية خضوعا لرغبات صندوق النقد الدولي والدول الامبريالية مثل زيادة اسعار المحروقات والتهديد بين فترة واخرى بالغاء البطاقة التموينية التي تم ترشيقها الى الحد الذي اصبحت لا تعني شيئا .وهذا ما يطرح على قوى اليسار مهمة استثمار حالة التحرك الجماهيري من اجل تعميق الهوة بينها وبين النظام الحاكم وجرها نحو مواقع اكثر جذرية وتوحيدها بعيدا عن الطروحات الطائفية والقومية للقوى المسيطرة وهذا لا يتم الا من خلال العمل على بلورة التنضيمات النقابية والمهنية من خلال برنامج مطلبي واسع يضم اغلب ابناء هذه المهن وبالذات ابناء الطبقة العاملة وعزل القادة النقابيين الاصلاحيين الذين يتبعون تنضيماتهم الاصلاحية والرجعية وقطع الطريق امام السلطة وافشال مخططاتها المعادية لعموم الشعب .ان قيام تنضيمات نقابية عماليه هو الضمان لعدم تبعثر الجهود النضالية وسيرها باتجاه العمل العفوي. ان الضرورة تفرض وضع الاصبع على هذه الثغرات التى تعيق الحصول على انتصارات ملموسة.ورغم ان الجماهير الكادحة لم تدخل لحد الان معركتها الكبرى مع البرجوازية الحاكمة الا ان بوادرها الايجابية بدأت تظهر الامر الذي دفع القوى المسيطرة ان تفهم ايضا سير الاحداث وحاولت تجميع قواها تحت شعار حكومة وطنية عريضة تضم كافة قوى الشعب وحسب مفهومها ان قوى الشعب هي القوى الطائفية والقومية والعشائرية وهي محاولة لجر الصراعات الاجتماعية وجهة اخرى لا تحمي الا مصالح هذه القوى المسيطرة. وعلى كل حال فأن العوامل الموضوعية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية ومسألة الديمقراطية الحقيقية اصبحت تضيق الخناق على القوى الرجعية ولا تجعلها تنعم باا لدجاجة التى تبيض ذهبا .فعلى قوى اليساران توحد جهودها والارتقاء بالمطالب النقابية والجماهيرية الى مرحلة تصاعدية بشكل مستمروصولا الى المطالب السياسية وان نأخذ مقولة لنين بنضر الاعتبار(لو تركت الجماهير لوحدها لما وصلت الى اكثر من المطاليب النقابية)...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن