الموضة الخضراء

كامي بزيع
camybzeih@hotmail.com

2012 / 2 / 14

قال المحاسب على الصندوق في سوبرماركت الى سيدة مسنة بانه كان عليها ان تأتي بكيس من البيت لتضع اغراضها لان السوبرماركت لم تعد تستعمل اكياس النايلون حفاظا على الوسط البيئي.
اعتذرت السيدة قائلة: "لم تكن الموضة الخضراء دارجة على زمني"
اجابها المحاسب: "هذه هي مشكلتنا اليوم، ان جيلكم لم يهتم بما يكفي في الوسط البيئي لتجنيبنا المشكلة".
معك حق، قالت: جيلنا لم يكن عنده الموضة الخضراء، انذاك، كانت عبوات الحليب، وزجاجات المرطبات والعصائر تعاد الى الدكان حيث تحملها الشركات فتغسلها وتعيد تعبأتها، بحيث كانت تستعمل وتستعمل مرة بعد الاخرى. لكن معك حق، لم يكن لدينا الموضة الخضراء في عصرنا.
كنا نصعد الادراج لانه لم يكن هناك سلالم ميكانيكية في كل سوبرماركت ومحل تجاري، كنا نذهب مشيا على الاقدام الى المحال القليلة الموجودة، فلا نستعمل السيارة بقوة 300 حصان لاجتياز 200 متر. لكن معك حق لم يكن لدينا الموضة الخضراء في زمننا.
انذاك كنا نغسل حفاظات الاطفال لانه لم يكن هناك الحفاظات التي ترمى، كان الغسيل يجفف على الحبال تحت الشمس وليس بآلة تعمل بـ200 فولت، وكان الاخوة الصغار يستعملون ثياب اخوتهم الصغار لانه لم يكن هناك موضة لكل موسم. لكن صحيح لم تكن دارجة الموضة الخضراء في عصرنا.
انذاك كان لدينا تلفزيون او راديو في البيت، وليس شاشات عملاقة، وليس تلفزيون في كل غرفة. في المطبخ كنا نطحن ونهرس على اليد ، لانه لم يكن هناك الالات كهربائية تقوم بذلك.
عندما كنا نريد ان نرسل بالبريد شيئا سريع العطب كنا نلفه باوراق الصحف وليس باغلفة جاهزة، ذاك الوقت لك نكن لنستعمل موتور ونستهلك المحروقات لقص اعشاب الحديقة بل كنا نستعمل الجزازة التي تعمل بقوة العضلات. كنا نقوم بالتمارين بممارسة اعمالنا، لذلك لا حاجة لنا لنذهب الى النوادي الرياضية لنركض على شريط ميكانيكي يعمل على الكهرباء. لكن صحيح معك حق، انذاك لم تكن دارجة الموضة الخضراء.
كنا نشرب من الابريق عندما نعطش، بدل ان نستعمل الاكواب والقناني البلاستكية في كل مرة نريد الشرب. كنا نأكل ماتوفر من المونة في البيت وماتعطيه الطبيعة في الحقل، فلم يكن هناك نفايات بلاستيكية، ناتجة عن الماكولات الجاهزة.
كنا نعبأ الاقلام بالحبر من المحبرة ولم نكن لنشتري اقلاما جديدة كل مرة، وكان الرجال يغيرون شفرات الة الحلاقة ولا يرمونها كلها. لهذا لم يكن لدينا الموضة الخضراء انذاك.
ذاك الوقت كان الاولاد يذهبون الى مدارسهم مشيا على القدمين، والى الجامعات في الباصات او القطار، ولم يكن الاباء والامهات مجرد سائقي على امتداد 24 ساعة عند اولادهم كما هو اليوم . كنا نستعمل التدفئة على الحطب، او الفحم، ولم يكن هناك اجهزة تدفئة مركزية، لم نكن لنحتاج الى اجهزة تعمل عبر الستلايت لنعرف اقرب محل بيتزا قريب من بيتنا.
لهذا يبدو يبدو لي منطقيا ان الجيل الحالي يشتكي باستمرار عن عدم مسؤوليتنا نحن المسنيين اليوم لاننا لم نكن لنعرف الموضة الخضراء في عصرنا.
هي رسالة وصلتني من صديق يهتم بالوسط البيئي، احببت مشاركتها معكم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن