اللوح المحفوظ (4)

ميس اومازيغ

2012 / 2 / 12

اللوح المحفوظ(4)

توقفت في المقالة السابقة عند القول بان محمد ادرك كون الأرض كروية الشكل. تدور حول نفسها وحول الشمس. كما ادرك بان القمر هي بدورها تدور حول نفسها , حول الأرض وحولالشمس.نعم وهذه حقائق يتعين على كل ذي ضمير حي يعي معنى المسؤولية والأ مانة التاريخية ان يعلنها, متى تحقق له استخلاصها عن طريق ملكة افظل ما يميز الأنسان عن غيره من عناصر الكون, الى غاية ما اقرته تجاربه حتى عصرنا هذا, والتي هي ملكة العقل.

عزيزي القارىء يتعين ان اكرر ان محمد لم يعد الا مراجعة ما سبقه من افكار غيره من اخينا الأنسان ووقف عند حقائقها. وما الجديد الذي اتحفنا به سوى طريقته الخاصة في التبليغ. اذ لا فرق في مبتغى ما يسمى عقائد دينية ايا ما كانت تسميتها, من وثنية الى سماوية سابقة و مراد محمد من افكاره.

لقد سبق واوردت ان ركن الحج حجة على ادراك محمد لدوران الكوكبين المذكورين. وقبل ان استرسل في توظيح ذلك يكون لزاما علي بان اخبرك ان محمد ما كان ليفرض القيام بمراسيم هذا الركن, لأنه بالنسبة اليه مجرد تحصيل حاصل ما سبق و استخلص من عملية الصلاة والصوم .واعتقد جازما انه تردد كثيرا قبل اقرارها. غير انه طبعا طوعها وفق ما يساير ما انتهى اليه من استنتاجات فكرية قبل ان يتخد قراره الأخير.فكثير من شعائر الحج كانت موجودة حتى قبل وجود محمد .ولم تكن في البدا شعائر دينية بالصيغة التي تطورت اليها. بل كانت مجرد وظع رسم عملي تطبيقي على الأرض لأفكار استخلصت مسبقا عقليا او هي مجرد مسرح عمليات توظيحية وتاكيدية في نفس الوقت .فاخونا الأنسان الذي اهتدى الى هذه العملية في مراحلها الأولى وظعها وفق ما يساير ما استخلصه من نتائج تفكيره و هو بصدد الجواب عن الأسالة الفلسفية التي رافقت تطور الأنسان مذ بلوغه مرحلة الأدراك والتمييز والأختيار.

اليك ما اطلعت عليه على الشبكة العنكبوتية. ولقد ارتايت ايراده لكونه له علاقة وطيدة بموضوعي, الى جانب كون صاحب الفكرة ما يزال على قيد الحياة, التي اتمنى له ان تطول سليما سعيدا معافيا.

(الأنسان منذ فجر التاريخ عندما كان يريد اثبات خضوعه لناموس الكون كان يضع نقطة اعتبارية يقدسها ويطوف حولها كطواف الكواكب حول الشمس. كما لو كانت الكروية او الأستدارة ناموسا قدسيا الى جانب كونها ناموسا علميا. منذ فجر التا ريخ والحج فريضة دينية )
د:سيد محمود القمني مجلة الكوت السنة الأولى العدد 12 _13 الكويت.

لا استغرب من ان هذا اللبيب سيخرج بهذه الفكرة لأن الباحث العاقل لابد ان ينتهي الى الحقيقة و الصواب او يقترب منها على الأقل.

ان الحج حقا هو شرح بواسطة رسوم و تصرفات الغاز, لكثير من حقائق الكون. وبصفة خاصة ما اسماه محمد بالعالم السفلي او الدنيا. وسا اهتم هنا با ختصار في انتظار التفصيل ما هو اكثر بروزا في المراسيم الخاصة بالحج , الا وهي البيت و الطواف به + رمي الجمار .


البيـــــت: انه رمز للأرض. الم يقل محمد بانه اول بيت وظع للناس؟ انه حقا كذلك. فهل للناس بيتا ا ول غير امنا الأرض؟ ثم ما بالك بالحجر الأسود الدائري الشكل؟ ما محل وجوده بلونه ذاك بالبيت من الأعراب؟ الا تلاحظ هذا التهافت من قبل المريدين في التدافع و محاولات الأقتراب منه بل وحتى تقبيله بالرغم من انهم لا يدركون مغزاه؟ لقد اريد للبيت شكله المربع للتحايل فقط ودفع المريد على التفكير الشخصي الفردي. اذ كا ن من السهل على صاحب الفكرة ان يشيده على الشكل الأقرب لما يريد تبليغه ولم يفعل. لأنه حتى وهو على هذه الصورة فان من شان ان يبلغ ما دام ان عملية الطواف ستساعد على ذلك. ليبقى السؤال عن تاريخ الحجر الأسود احقا حديث وظعه بالبيت ام كان موجودا به قبل محمد؟ اعتقد ان المنطق يقضي بالأخذ بقصة اقتراح محمد بوضعه بالبيت كحل لمشكل ادعاء الطرفين المتخاصمين بشان ايجاده, وبالتالي تملكه. لكون محمد ادرى منهما بدوره بالبيت وبلا نفعيته لأي من الطرفين المذكورين. ولا يقف في وجه هذا الرأي عدم دائرية البيت في اصله. وهو ما كان يجب ان يكون منطقيا. ما دام ان واظعه الأول كان يعلم بالشكل الحقيقي. لكن ياعزيزي لا تنسى ان الألغاز حتى تؤدي وظيفتها يتعين ان تكون على درجة معينة من التعقيد. سيما اننا امام عملية مبتغاها الحث على التفكير العقلاني.ثم لولا المرغوب من هذه الألغاز لأكتفى مكتشفوا هذه الحقائق بالتبليغ اللفظي واعفوا انفسهم وغيرهم من مشا قها. اذ غايتهم ان يذهب المبلغ له الى ابعد من ذلك بعد ايقا ظه من غفلته وكسله الفكري.
وقد عمل محمد في هذا الأتجاه بشكل واظح حد الأفتظاح . اذ كثيرا ما عبر على نوع من الأستخفاف بسائليه متى اتظح له من السؤال كونه يفظح السائل بشان فشله في ادراك مبتغى محمد من شعيرة ما من شعائره, كما هو امرجوابه عما اذا كان اكل لحم الجمل منقضا للوضوء.
اذ اجاب بانه فعلا منقض للوضوء, لدفع السائل الى اعادة الوضوء حتي يعي المراد من العملية .كما سيفعل الذين سياخذون بهذا الجواب . اذ انهم هم بدورهم لم يدركوا كنه العملية, فيستمرون بالقيام بالوضوء الى ان يدركوا ان هم تحقق لهم ذلك . ما دام ان لا علاقة لأكل لحم الجمل ولا غيره من الأنعام بالوضوء بالنظر الى الغاية منه.
ليأتي الطواف حوله هذا البيت وهو كما يعلم القارىء يبدأ من الحجر الأسود وينتهي به لسبعة اشواط. تبدأ بالهرولة لتخف. وهي تتم على عكس سير عقارب الساعة. أي من اليمين الى اليسار. اليس ذلك دليلا واظحا على ان ما يرمز اليه البيت انما هو الأرض؟ انها تدور حول نفسها و هذا ما يدل عليه الطواف بالهرولة في مبتدئه. ثم على بعد آخرحول الشمس وهو ما يشير اليه الطواف على الهيئة الأخف .ثم انها تدور من اليمين الى اليسار من مركز الشمس بينما عقارب الساعة حتى تؤدي وظيفتها تعين ان تعمل على عكس ذلك لتستغرق الأرض بنصفيها المظيء والمظلم. ثم ان ما يؤكد ذلك توظحه لنا عملية رمي الجمار فما معنى الجمار؟


حقا قد يتراءا للبعض ان العملية مجرد لعب اطفال, او هي نوع من تهافت الدهماء. وهذا النوع من الفكر هو وبكل تاكيد ما اراد اخونا الأنسان ان في شخص محمد او السابقين من امثاله اصلاحه عن طريق هذه الأ لغاز.
ان الجمار كما بلغنا وكما هو معمول به على ثلاثة انواع. صغرى, متوسطة ثم كبرى فلم الجمرة اوالحصاة وليس كومة من القش او القماش او غير ذلك؟ ولماذا هذه الثلاث احجام صغرى ,متوسطة وكبرى؟ ان الأمر محير اليس كذلك؟ لا يا عزيزي الأمر بسيط ادراك كنهه. اليست هذه الثلاثة هي بالتتابع القمر/ الأرض/ الشمس؟ الا ترمز الجمرة الى النار والحصاة الى الجسم البارد؟ اليست الشمس اكبر من الأرض وهذه اكبر من القمر؟ فلم يبق للفاعل اليقض الا الرمي بالجمرة الصغرى في مكانها والأخريين كل واحدة في مكانها لتشكل في الأخير في مجموع كل صنف على حدةالأكوام التي ينتهي اليها رمي هذه الجمار التي لن تخرج عن رسم نصف الجسم الكروي لكل واحد من الكواكب الثلاثة؟ اذ لا يبقى للفاعل المفعل لملكة التفكير غير اتمام الرسم ما دام يستحيل التوجيه الى المراد خارج ألأرض. فالقاعدة تكون على سطح المنطقة مكان رمي هذه الجمار. فيرسم بذلك قطروسط الشكل الذي ينتهي على القمة ليس على شكل هرم وانما على شكل كروي, وهو ما تفرضه العملية. فلا يبقى على اللبيب الى اظافة النصف الأخر ذهنيا والا فانه لا يكون الااظاع وقته وجهده في القيام بهذه الأفعال.

ثم لم الجمار؟ لتعلم عزيزي ان اللفظ انما كان لمحمد لا لغيره من تبعه في عصره. فقد اخذ عنه لأنه الأدرى بمعناها. فاذا كانت الشمس لا تحتاج الى دليل على انها نار او سديم مشتعل بالمفهوم البسيط لتكوينها. فان الكوكبين الأخرين كان اصلهما نارا ومحمد كا ن مدركا لهذا. وما لفظ الجمار الا دليلا على ذلك . اذ ما كان من الناحية العملية والمنطقية ان يعد محمد لتبعه افرانا يستخرجون منها الجمار حتى يبلغ الفكرة وتطمان قلوبهم. اليس محمد القائل:(خلق الأرض في ستة ايام ونظر الى السماء وهي دخان فقظاهن سبع سما وات طباقا؟) هل يوجد دخان بلا نار؟ اليس هذا هو ألأنفجار العظيم الذي نتداول فكرته في عصرنا والذي ما تزال الأبحاث العلمية جارية بشا نه (تجارب الأنبوب العلمي الأوربي تحت الأرض)؟ فهو سماها جمارا غير انها في حيقة الأمر وواقعيا انما ستكون حصيا وما دام ان الرموز تتظمن الشمس وهذه ما تزال على هيئتها فلك ان تعقل ايها القارء العزيز.

الى اللقاء

يتبع



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن