العلمانية هي منهج الانسان الطبيعي طبقا لمعادلة الحياة

سامي كاب
samiqab@yahoo.com

2012 / 2 / 12

الصراع بين العلمانية والدين قائم منذ الازل
الخصومة تنشأ نتيجة اختلاف وجهات النظر في فهم قضية معينة وليس نتيجة اختلاف حقيقة تلك القضية
فربما هناك شيء واحد بصفات محددة واحدة يفهم بعدة مفاهيم نتيجة عدة وجهات نظر نحوه وبمقاييس مختلفة للفهم فينشا بين اصحاب وجهات النظر هذه اختلاف بالمفهوم لذات الشيء
وبما ان الحياة هي ترجمة لشيء واحد يمثل الكينونة الوجودية موضوع الادراك والتمييز والوعي للانسان عموما وبما ان الناس يختلفون بتركيبهم العصبي من حيث المنشا والبيئة وظروف التطور والمنشا اذن من الطبيعي ان يختلف الافراد بوجهات نظرهم من حيث فهم الحياة وعلاقتهم معها ومن الطبيعي ان تنشا خصومات فيما بينهم تتعلق بمستوى الفهم والاهداف والغايات والظروف والحالات
وبالتالي فان هناك مرجعيات لعلاج تلك الخصومة وتحديدها وهي المرجعيات العلمية المعرفية الناتجة عن خبرة الانسان بالحياة وتقنيتها ومهارته المكتسبة في خضمها ومجموع استكشافاته في بحرها ومدركاته على ساحتها ومفهوماته لتفاعلاتها
وكلما تقدم الزمن كلما اقترب الانسان من الحقيقة بامتلاكه المعرفة والعلم والخبرة والمهارة والف الاشياء من حوله وابتعد عن الغيبيات والاوهام والخزعبلات والمعتقدات والتصورات في تفسير الاشياء وفهم الحياة
اذا الخصومة والصراع بين الفكر الطبيعي المادي والفكر الغيبي الايماني الديني المعتقدي الوهمي التصوري الغيبي قائم منذ الازل
ولا يحله اللا التاريخ الوجودي الحضاري الانساني بتقدمه وتفاعل الانسان مع مادة الكون واكتساب خبرات ومعارف حياتية اكثر ليكون الفصل والحكم والسيادة للفكر الطبيعي المادي
لان الانسان بتطوره ورقيه وتقدمه يقترب الى المادة والطبيعة لينصهر بها كجزء منها
وتقدمه ورقيه يعتمد عليها كونه وجد منها
ومن المادة الكونية يمتلك مقومات العيش والبناء الحضاري حسب قوانين الطبيعة
فالخامة الاساسية والوحيدة لبناء حضارة الانسان هي مادة الطبيعة والكون
وقانون بناء حضارة الانسان مستمد من قوانين الطبيعة ونظامها التكويني والانشائي والتحديثي والتغيري والتطوري والتمددي باتجاه اللانهاية في بحر الكون المادي اللا محدود
وعلى هذا نقول بان الفكر العلماني اي المادي الطبيعي يقود حتما نحو التقدم والرفاه للانسان
وان الفكر الغيبي اي الفكر الديني والمعتقدي يقود الى الرجعية والتخلف والعدم
من يقرأ تاريخ حضارة الانسان ويقرأ الواقع الحياتي ويفهم علاقة الانسان بالواقع الوجودي بذاته وبالكون من حوله فهما علميا طبيعيا ومنطقيا جدليا ماديا كونيا سيصل بالتاكيد الى نتيجة مفادها ان الانسان كيان مادي مطلق موجود في حيز مادي يملأ الكون بحدوده اللانهائية وعليه فان اي عنصر خارج حدود المادة لا علاقة له البتة في الانسان والحياة والكون من حوله
هذا وبما ان الله وما يتمخض عنه من افكار ومعتقدات وديانات واساطير واوهام وخرافات كلها كرزمة غيبية معتقدية وهمية تصورية لا تنتج عن المادة ولا تتصل بها ولا تمثلها بحقيقة تكوينها ووجودها ولا تلامس جوهر الادراك والحس والتمييز والوعي للعقل الانساني الراقي نقول بحكم المنطق العلمي بان الله وهم وخيال وصورة موجود براس من يؤمن به فقط وان ماهو مبني على هذا الايمان من معتقد ودين وشريعة ودستور ومنهج كلها لا تتفق مع حقيقة الحياة ومعادلة الحياة وعلاقة الانسان بالانسان وعلاقته بالكون المحيط من حوله
نخلص من هذا باستنتاج علمي منطقي هو ان الدين وهم واعتقاد بعيد عن حقيقة الحياة ومحتوياتها من عناصر مادية تكوينية وبعيد عن مسار معادلة تفاعلها ومسيرتها الذاتية الوجودية وبما ان الانسان بتميزه في الرقي عن باقي الكائنات الحية يعتبر سيد الكون يخضع لقانون الحياة الطبيعية اذن الدين يعتبر برنامجا معاديا لحياته ومدمرا لها ومعاكسا لاستمرارها بالشكل الطبيعي ويعتبر برنامج هدم وفناء وعدم لكل كائن يتصف بصفات الانسان من الرقي التكويني الطبيعي في هذا الوجود
وعليه فان العلمانية كمنهج طبيعي مادي علمي منطقي يتلاءم ويتناسب مع مستوى وعي الانسان وادراكه وحسه وتمييزه وفهمه واستيعابه وتطوره المتميز عن باقي الكائنات الحية في هذا الحيز الوجودي المنحصر بالكرة الارضية وما حولها نقول العلمانية منهجنا والطبيعة منبتنا والكون المادي حيزنا ولا اله والحياة مادة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن