لا اريد ُ أن اسمع َ صوتك ِ في هذه العاصفة

ابراهيم البهرزي
abu_reham2002@yahoo.com

2012 / 1 / 26

طائر ُالشقرّق ِ
ينقر بصوته الفاضح
تينة َولعك ِفي القلب
تينةُ آخر الخريف
ملُتمة ً على شقهّا المغُوي ...
انت , بعد ثلاثين عاما من النبيذ
تبقينَ تينة ًمعتقّة ً..
وشقاّ ملتهبا في عضل القلب .....

لا اريد ان اسمع َ صوتك في هذه العاصفة
كوني بعيدة عن النداء
اسمي سام ّ ٌفي اناشيد البلاد
أزيز نحل ٍ اسود ٍ...
كانت الزهور البربرية مراضعنا
ومرابعنا
فصرنا ندبة الطبيعة الفارقة :
لا اريد نسيانك ولا سماع صوتك ...
كل اغنية
مخدع لنا ...
وكل سكوت ٍ وسادة ,


انفطرنا على وطن لا يلملم عوراته في الرياح
فصرنا فطورا تدب بها سائمات الدبيب
وصرنا ندب ّ ُعلى منتهى الارض
سعيا الى بعض ستر ٍمتاح ...
اسمعي !
لا تنادي علي ...
هنا في بلادي :
نداء المحبة كفر ٌ
وصوت المؤذن :
(حي على الذبح )
فرض ٌعلى كل صاح ِ


تسالين عن الدروب المراوغة , الحرس النارنجي الاهيف , انحداراتها الى فراديسنا ..
كان البعثيون حقيقة مروعة
حتى في رعونة الربيع , زهر المشمش الابيض , سيد الضحك , الخوخ المترنح بحمرة الحياء , كل ذلك المهرجان الالهي
لا يكسر عين بعثي مروبص !
وكنا آلهة حقا
نجترح الغزل من البيان الشيوعي , نخادع الحرس القديم والمروبص البعثي
ما اكثر اعداءنا ! ما اغزر الثكنات ....
غير انا بفرط المحبة انحنينا على ضلوع اعمارنا
وحملنا الرئات المثقبة وانفرطنا شتى ,
عن الدروب المراوغة لا تسالي بعد ..
ثمة هناك الحرس القديم والبعثي المروبص
ثمة هنالك صوت المؤذن
يثقب مرحنا الهارب لاعالي النارنج ...



حملة الرايات في الامام دائما
رؤيتي في الصورة شبه مستحيلة ..
ولكن
لو كان القلب راية ً !
آ؟ه لو كان القلب راية ً...


لطمة برد
سريعة وموجزة
تسرحني في براري الحمى
صبيٌّ يهرول خلف نظرة ضاحكة
ضاعت في الجغرافيا
كما ضاع وطن في قماطه الطري


هؤلاء جميعا
يبيعون ويشترون ,
القيمة الوحيدة التي اجيد :
نظرة ًبنظرة ٍ..
مقايضة الديناصور القديم لانثاه ..


ما انكفئتُ عن صوتك الطري
الا لانني جلف ٌ,
والا كيف قدّر َلي
ان اعبر الخمسين
في وطن ينتقي الطراوة َ
وبشرط السكين ؟


الشقرق ُينقر بصوته
باب روحي الباردة
انه النشاز الوحيد الممكن في شتواتنا
البلابل الوردية لا تفتقد العوسج
وانت مفعمة بذكرى سواي ...



ناي (يحيى )
من يتذكر نايَ (يحيى ) الاعمى في مفازات بهرز ؟
يجوس المقابر ليلا
مرشدا للمشيعين
يرى قبور موتى اسلافنا
وكأن نايه القصبي عين الله الباصرة
حين كان الله يغني ...
صرتُ ناي (يحيى )ياغريبة ..
اعزف لنفسي منفردا
والعميان يهزجون في المقبرة ...


عجيبة انت في روحي
النبيذ العتيق والندى العاجل معا ..
الخائنون والمخلدون في البطولة
(ما العلامة ؟)
ندم آخر في المحامل وربما غنيمة ....
عجيبة انت في الخسائر
غيث بلا غيم مثل مواسمنا الشيطانية
التي تاتي غب صلاة الاستسقاء
(وها قد حصدوا الارواح ..
فلمن الشكران ؟)


شمعداني نازف بضوء عيوني ياغريبة
حالما تدركين البلاد
سيدركني العمى ...
المروبص ذات المروبص
سادن السموات...

والشقرّق ُينقر ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن