المسيح بين فلسفة القبر الفارغ و فلسفة العقل الفارغ و القلب الفارغ

أسعد أسعد

2012 / 1 / 18

يحتقر المسلمون العقيدة المسيحية في أن المسيح مات علي الصليب بعد إذلال و مهانة و إحتقار من اليهود و من الكتيبة الرومانية التي كانت تحتل أوروشليم في ذلك الوقت ... و إلي جانب إستنادهم إلي نص قرآني يقول عن اليهود "... و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم ..." فإن المسلمين يدّعون إن في عقيدة صلب المسيح إهانة لله ذاته من حيث أنه يترك أحد أهم أنبيائه اليهود لليهود ليهزأوا به و يعذبوه و يتفلوا عليه و يضربوه كام كف علي قفاه ثم بعد ذلك يصلبوه بينما الله يقف عاجزا عن أن يخلصه من أيديهم ... و رغم إن النص القرآني يقدّم علي الملأ إعتراف صريح و مباشر من اليهود بقتل المسيح "إنا قتلنا المسيح عيسي إبن مريم " فالقرآن ينفي عنهم هذا الإعتراف و يبرئهم من جريمتهم و يدرأ عنهم هذا الذنب و يقول عنهم و ما قتلوه و ما صلبوه... و هذا الفكر في حد ذاته مشكلة في الفكر اللاهوتي ... فعادة ما يوجه الله إتهامه لإنسان ما ... أنت فعلت كذا و كذا ... فيحاول هذا الإنسان إنكار فعلته ... أو علي الأقل يحاول تبريرها ... لكن هنا يعترف اليهود بجريمتهم و فعلتهم أمام البشرية و أمام الله و يقروا بها فينفيها عنهم إله القرآن و يبرئهم منها ... بل و يقول دفاعا عنهم ... ولكن شبه لهم ... مما يجعلنا أمام مشكلة حقيقيه في الفكر الإسلامي ... إنسان يعترف إلي الله بجرم إرتكبه و خطيئة فعلها ... فيبرئه الله منها ... بينما الذين يشهدون عن جريمة صلب المسيح و موته و يشهدون بمعجزة قوة قيامته من الموت فهؤلاء يدعوهم إله القرآن و يتهمهم بأنهم الضالين ...
و هذا عكس ما ورد في الكتاب المقدس ... فتلاميذ المسيح واجهوا اليهود صراحة و أدانوهم بأنهم هم الذين قتلوا المسيح ... فقد خاطب بطرس جموع اليهود في الهيكل قائلا "13إِنَّ إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، إِلهَ آبَائِنَا، مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ، الَّذِي أَسْلَمْتُمُوهُ أَنْتُمْ وَأَنْكَرْتُمُوهُ أَمَامَ وَجْهِ بِيلاَطُسَ، وَهُوَ حَاكِمٌ بِإِطْلاَقِهِ. 14وَلكِنْ أَنْتُمْ أَنْكَرْتُمُ الْقُدُّوسَ الْبَارَّ، وَطَلَبْتُمْ أَنْ يُوهَبَ لَكُمْ رَجُلٌ قَاتِلٌ. 15وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَنَحْنُ شُهُودٌ لِذلِكَ." ... و في موضع آخر خاطب بطرس رؤساء الكهنة قائلا "30إِلهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. 31هذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا. 32وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهذِهِ الأُمُور" ... أما اليهود فكانوا – علي عكس ما إعترفوا به في القرآن - هم الذين ينكرون ذلك الإتهام قائلين لتلاميذ المسيح " وَهَا أَنْتُمْ قَدْ مَلأْتُمْ أُورُشَلِيمَ بِتَعْلِيمِكُمْ، وَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْلِبُوا عَلَيْنَا دَمَ هذَا الإِنْسَانِ" ...
و في هذا العجب كل العجب فكيف يتغير موقف اليهود من الإنكار و محاولة التخلص من التهمة الموجهة إليهم بقتل المسيح .... فيعودوا و يراجعوا أنفسهم و يعترفوا في زمن القرآن بأنهم هم الذين قتلوا المسيح... ينكرون فعلتهم في فلسطين و يقرون بها و يعترفون في الجزيرة العربية ... في الكتاب المقدس التلاميذ يتهمون اليهود بقتل المسيح بينما اليهود يحاولون دفع هذه التهمة عنهم ... و بعد أكثر من ستمائة سنة يعترف اليهود في القرآن و يقرون إنهم هم الذين قتلوا المسيح بل و يشددون علي ذلك بلهجة التأكيد إنا قتلنا المسيح فيدفع عنهم إله الإسلام هذه التهمة التي إعترفوا بها بألسنتهم و يدافع عنهم و يقول لأتباع محمد ... ما قتلوه و ما صلبوه ... بل و يؤكد القرآن براءة اليهود بقوله ... ولكن شبه لهم ...و بذلك يصدر إله القرآن صك براءة اليهود من دم المسيح ... دون شهود ... دون تحقيق ... دون أي دليل علي براءتهم ... فقط ... أنتم أبرياء ... ما قتلتم المسيح و ما صلبتموه .... و اليهود يصرخون و يعترفون إنا قتلنا المسيح ... فيطلقهم إله القرآن و ينقلب علي أتباع المسيح الذين يشهدون علي أن اليهود قتلوه لكن الله أقامه من الموت ... فيقول إله القرآن عنهم إنهم هم الضالون و إنهم هم المحرفون و المزورون و إنهم هم الذين يقاتلون المؤمنين ليصدوهم عن دينهم ... و عجبا و أي عجب ... إن بين المسلمين و بين المسيحيين اليوم ... دم المسيح ... فما يفعله المسلمون اليوم هو إهدار دم المسيح بتقديم شهادة زور لصالح اليهود و تبرئتهم من فعلتهم و من جريمتهم .... و هذا يجعل المسلمين مسئولين و مشتركين مع اليهود في هذه الجريمة ... يهود الجزيرة العربية إعترفوا أخيرا بجريمتهم نكاية في نصاري الجزيرة العربية ... و المسلمون يدارون علي هذه الجريمة و يكذبون شهادة شهود الصلب و القيامة ....
شهادة المسيحيين عن المسيح تتمثل في شقين الأول الصليب رمز الشجاعة و قتال ملك الموت ... و الثاني القبر الفارغ رمز الإنتصار عليه و سحق رأسه كما في النبوات.... أما شهادة المسلمين عن المسيح فهي ببساطه ... خرج و لم يعد و لم يره أحد...
و لكن إذا فحصنا الأمر و حللنا السبب الذي لأجله يرفض المسلمون الإعتراف بصلب المسيح فسنجد أن السبب الحقيقي و الأعمق هو عدم رغبتهم في الإعتراف بما وراء الصليب ... أي بقيامة المسيح من الأموات ... لأن هذا الحدث العظيم ببساطة يجعل من المسيح أعظم إنسان و أمجد شخص وطأت قدماه هذه الأرض ... لأنه مات و قام بقوة الله و هو الآن حي إلي الأبد لأنه صعد إلي السماوات حيا بعد قيامته ... مات المسيح لأنه هو بإرادته و سلطانه أسلم روحه إلي الله من فوق الصليب ..."يا أبتاه في يدك أستودع روحي.." هم قتلوه أما هو فقد كان له سلطان أن يحيا أو أن يموت ... فأسلم روحه بسلطانه إلي الله .... ثم كان إنتصاره علي الموت بالقيامة إنتصارا أبديا ...فجميع الموتي الذين أقامهم هو في حياته و أثناء خدمته عادوا إلي القبر لاحقا و كذلك من قاموا بواسطة خدمة أنبياء آخرين مثل إيليا و إليشع عادوا مرة أخري إلي القبر ... و هناك شخصان صعدا إلي السماء دون أن يريا الموت و هما أخنوخ و إيليا ... أما يسوع فقد واجه الموت كإبن الإنسان بإرادته و قام من الموت بإرادته بقوة الله التي فيه التي في ذاته فقام إلي مجد الحياة الأبدية التي كانت فيه فلذلك لم يكن ممكنا للقبر أن يمسكه و لا للموت أن يستحوذ عليه و يقيده ... و هو ظهر لتلاميذه أربعين يوما .. ثم صعد عنهم إلي السماء من علي جبل الزيتون في أوروشليم و هم جميعا ينظرونه .. مش مهم ...كل هذا الكلام بتاع النصاري غش و تزوير و أساطير و كلام فارغ لا يصدقه إنسان عاقل ... إفترآت النصاري الكفار ... فماذا إذا الذي حدث للمسيح ... بل رفعه الله إليه ... أمام من ... من الشاهد ... هل رآه تلاميذه ... هل توجد شهاده مكتوبه من واحد أو عن واحد رآه و هو يرفعه الله إليه قبل بل و دون أن يصلب ... لا تناقش و لا تجادل ... و إن تسألوا عن أشياء إن تبدو لكم تسؤكم ... لكن نحن نتساءل ... ما هو الأعظم ... أن يواجه المسيح الموت فيهرب مرتعدا رعديدا جبانا خافيا متخفيا و يترك آخرا بريئا يموت في مكانه كأي جبان رعديد عديم الشجاعة و المرؤة أم أن يواجه الموت كبطل صنديد و يستهين بالصلب و العار في سبيل أن يعترك الموت و يصارع ملك الموت و ينتصر عليه و يقوم من القبر غالبا منتصرا ... أين شوكتك يا موت و أين غلبتك يا هاويه ... و السؤآل موجه من صاحب القبر الفارغ ..... إلي صاحب القلب الفارغ و العقل الفارغ .... أي مسيح تفتخر به مسيح جبان رعديد هارب من الموت أم مسيح مقدام واجه الموت و ملك الموت و صرعه و إنتصر عليه و قام من الموت ... أيهما يدعو إلي الفخر ... أيهما يشرفك أن تفتخر به و أن تتبعه ... الجبان أم البطل ... الرعديد أم الصنديد ... اليدين الناعمتين أم اليدين المثقوبتين من أجلك ...
فالقضية التي يواجهها المسلمون اليوم ليست هي قضية الصليب في حد ذاتها ... بل إن ما يخشاه المسلمون هو قضية ما بعد الصليب ... قضية القيامة من الموت ... قضية القبر الفارغ ... قضية إن هذا المصلوب الذي لاقي من الألم و العنف و الإستهزاء و الإحتقار و التفل و الشتم .... هذا المحتقر المذلول ... أقامه الله من الموت منتصرا ممجدا فوق كل البشر ... حيا إلي أبد الآبدين ... لايسود عليه الموت فيما بعد ... الإنسان أراد به هزءا بل و أشبعه هزءا و هوانا .. أما الله فمجده و أعطاه مجدا بالقيامة من الموت لم يعط لإنسان من قبله ليكون هو مجد و باكورة الراقدين ....
و المشكلة التي تستعصي علي فهم المسلمين هي ... لماذا صلب المسيح و لماذا قام من الأموات ... فالسد و الحاجز الذي أقامه القرآن في الذهن العربي بتبرئته الغريبة لليهود من دم المسيح قد ترك في العقل العربي فراغا لا يمكن أن يعبره إلي معجزة القبر الفارغ ... فالعقل العربي لا يجرؤ علي فحص نبوات الكتاب المقدس عن صلب و قيامة المسيح ... مع أن هذه النبوات بدأ الأنبياء بالنطق و التنبؤ بها عن هذا الأمر قبل ظهور النبي محمد بآلاف من السنين ... من أول إن نسل المرأة يسحق رأس الحية ....إلي ... ثقبوا يدي و رجلي ... إلي ... مجروح من أجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا ... إلي ...لن تترك نفسي في الهاوية و لن تدع قدوسك يري فسادا ... إلي أن تحقق كل هذا في مدينة أوروشليم ... ستمائة سنة قبل أن يبرئ إله الإسلام اليهود من فعلتهم و يقول قولته الشهيرة دفاعا عنهم... و ما قتلوه و ما صلبوه ...
و تدور المناقشات في حلقة مفرغة ... كيف تقولون إن المسيح صلب و مات و أنتم تدعون إنه هو الله ... كيف يمكن أن يموت الله .... فإذا قلت سيبك من حكايه إنه هو الله ... المسيح صلب ...لا .لا ... كيف يمكن أن يصلب و أنتم تدعون أنه هو الله ... أنتم تعبدون إلاها ميتا .... طيب سيبك من حكاية الصليب .. خلينا في المسيح هو الله ....لا ..لا .. كيف يكون هو الله و أنتم تدعون أنه صلب ... و الحلقة مفرغة و فارغة ... و للقلب الفارغ و للعقل الفارغ أقول ... إن حقيقة قيامة المسيح من الأموات تجعل منه بالضرورة شخصا إلاهيا غير عادي ... أو من وجهة أخري فمن حيث أن حياته برهنت أنه شخصا غير عادي يحي الموتي و يخلق ... و ما شارك الله أحدا في الخلق إلا الله ذاته... فهذا يجعل المسيح شخصا غير عادي يواجه الموت و ينتصر عليه و يترك القبر فارغا ... و لأنه حي إلي أبد الآبدين فهو يذهب و يبحث عن أصحاب القلوب الفارغة لينزع منها الموت و ليملأها بالحياة و عن أصحاب العقول الفارغة لينزع منها الشبه و عدم اليقين و ليملأها بالحق ...
و السبب الذي يؤمن به المسيحيون في موضوع صلب المسيح و قيامته ... إن المسيح قدم نفسه في جسده الذي خلقه لنفسه في رحم مريم كفارة لله عن البشرية .... كل من يقبل كفارته و يتقدم به إلي الله تائبا عن خطاياه حاملا في قلبه صليب المسيح يغير الله قلبه و حياته إلي حياة جديدة ترفض الخطية و تقاومها و تنتصر عليها بعمل الروح القدس في الإنسان التائب الذي قَبِلَ أن يموت مع المسيح بإنكار ذاته و يحمل في ذاته صليب المسيح فيقيمه الروح القدس إلي حياة روحية جديده أمام الله في المسيح .... إنتظارا لإمّا أن ينطلق و يكون مع المسيح ... أو أن ينتهي الزمان و ياتي المسيح ... و هذا كله بحسب نبوات من أول سفر التكوين الذي يتكلم عن نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية ... إلي سفر الرؤيا الذي يتنبأ عن الحياة الجديده مع الله إلي الأبد في الأرض الجديدة و السماء الجديدة ... فهذا يسميه المسلم سفر كوابيس و تخاريف يوحنا ... و يرفض المسلم أن يقرأ نبوات أشعياء و نبوات سفر المزامير عن مسيح الرب الذي ياتي كعبد متألم ...
و العقبة الكبري التي زرعها الإسلام في العقل المسلم تنقسم إلي شقين أولهما "ولاتزر وازرة وزر أخري" و ثانيهما "إن الحسنات يذهبن السيئات" ... فمن جانب لا يقبل المسلم أن المسيح يدفع ثمن خطاياه بأن يجتاز الموت بدلا عنه و هو – أي المسيح - برئ ... و الجانب الآخر إن أعماله – أي أعمال المسلم - الصالحة التي يعتز و يفتخر بها و تديّنه من حج و صوم و صلاة و زكاة كافية بأن تمحو خطاياه من كذب و سرقه و قتل و زنا إلي آخره ... و يلجأ المسلم إلي ميزان الحسنات و السيئات .... أيهما ثقلت كفته تحدد مصيره الأبدي ... فإن زادت حسناته عن سيئاته ذهب ليقضي أبديته في فض بكاراة حور العين و غلمان اللؤلؤ المنثور و أنهار الخمر ... و إن ثقلت كفّة سيئاته فإن جهنم سعيرها و وقودها الحجارة و الناس و أغلبها من النساء ...
و الفراغ الذهني العقلي الذي يعيشه المسلم عن أبسط قواعد العدالة هو إن التوبة و الإحسان لا يمكن أن يعوضان عن عقاب الخطية ... أي قاض في أي محكمة عادلة يقف أمامه متهم بجريمة ما فتنهمر من عينيه دموع توبة صادقة و تخرج من ثروته تعويضات خالصة أو يعد أن يخدم و يكفل من تضرر بجريمته فيعفو عنه القاضي و لا يرسله إلي السجن أو المشنقة ... أي قاض هذا و أي عدل هذا و أي قانون هذا بل و أي شريعة هذه ...أ هذه شريعة يقبلها المسلمون ... و أين و لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ... أما في الخطية الموجهة إلي الله .... إن الله يحب الخطّائين التوابين ... و إن الله غفور رحيم .... و أين العقاب ... عفا الله عما سلف ...
يقول الكتاب المقدس ... أجرة الخطيه هي موت ... و الخطية لها شقان شق أرضي في حق الناس و المجتمع و هذا تتراوح عقوبته حسب البيئة و القوانين الوضعية و الشرائع الدينية ... و الشق الآخر إلاهي ... فالعدل هنا ... و العدل أيضا هناك ... هنا قد يكون السجن أو الإعدام .... و هناك ... الرحمة يجب أن تكون مؤسسه علي العدل ... ليس عدلا أن تسرق مال شخص آخر و تبدده فيرحمك القاضي و يرسلك حرا بينما المسروق يعاني فقدان ماله ... ليس عدلا أن تقتل شخصا و يرحمك القاضي و يتركك حيا تتمتع بحياتك ... الدنيا فيها عدل ... و يجب أن يتم في جميع الشرائع و الأديان ... أما في الآخرة فقد إستوفي العدل حقه في المسيح ... فهو القانون و هو المشرع و هو القاضي الديان ... في القبر الفارغ أروع و أصدق شهادة علي ذلك ... في هذا العالم الخطية فعل و عمل ... أما أمام الله فالخطيه هي الحالة القلبية التي تدفع البشر أن يرتكبوا في دنياهم الفعل و يعملوا عمل الشر... فأمام الله لا يقف الإنسان قاتلا و لا سارقا و لا زانيا و لا كذابا ... إن الإنسان يقف أمام الله خاطئا ... و أجرة الخطيه موت ... و المسيح هو القاضي الديان ... ديان البشريه كلها .... لأنه هو الصورة التي خلقنا عليها الله ... فهو للبشر و لبني آدم كافة هو الرأس و الرئيس ... هو القاضي بحسب مركزه ... و هو في ذاته القانون بحسب طبيعته... و هو الذي يحاسب و هو الذي يعاقب و يجازي ... الموت إجتاز إلي جميع الناس من أول آدم .... الموت الجسدي ... موت الجسد بإنفصال النفس و الروح عنه ... و الجسد تراب عاد إلي التراب بسبب طبيعة الخطية التي إكتسبها هذا الجسد نتيجة الأكل من شجرة معرفة الخير و الشر التي حذر الله الإنسان من الأكل منها ... فأخطأ آدم و أخطأت ذريته ... و عصي آدم فعصيت ذريته... لا يعترض علي هذا مسلم و لا مسيحي ... الجميع يموتون ... مسلمين و مسيحيين ... لكن هذا الموت الأول هو موت أرضي ...هو عمليه مرور من حالة هذا الوجود الجسدي إلي الوجود الروحي أمام الديان العادل ... فإما أن يظهر الإنسان أمام الديان و هو حي أحياه الله في الروح مع المسيح بروحه قبل أن يموت جسده... أو يقف أمامه و هو ميت رفض في أيام جسده في العالم أن يموت عن ذاته و أن ينكر ذاته و يحمل صليبه كل يوم ليحيه الله مع المسيح ... فإذا كان الإنسان حيا بالمسيح فسيذهب مع رئيس الحياة ... المسيح الذي إختاره الإنسان و حمل صليبه و أسلم نفسه له لكي يسود هو عليه ... و إذا كان الإنسان ميتا في روحه فعند موت جسده فسيذهب مع ملك الموت الذي إختاره الإنسان برفضه للمسيح ...الله قال للإنسان في القديم قد جعلت قدامك الموت و الحياة ... الموت برئيسه و سلوكه و طبيعته المنفصلة عن الله فستذهب لتلاقي الله ميتا ... و الحياة المتمثلة في رئيسها ... الطريق و الحق و الحياة ... فستذهب لتلاقي الله حيا ... و يقول الله ... إختر الحياة لتحيا ... المسيح ترك القبر فارغا ... ليبطل فلسفة القلب الفارغ و العقل الفارغ ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن