رسالة إلى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان

أحمد بسمار

2012 / 1 / 17

وزير خارجية الإمارات: مشاورات قادمة بين وزراء الخارجية العرب حول إرسال قوات عربية إلى سوريأ..
#وكالات الأنباء#
ا السياسية



هل أضحك أم أبكي؟ دويلات وباندوستانات الخليج الميكروسكوبية, تريد إعطاءنا دروسا اجتماعية وسياسية وعن الحريات والديمقراطية..نعم إنها نهاية الفكر والحياة. فعلا أفقد الكلام. ماذا يمكننا أن نعلق على كل هذا؟ هؤلاء الذين يستعبدون الـعـمـالـة العربية والأسيوية بشكل لا إنساني منذ اكتشف البترول ـ المصيبة لديهم. ويعتبرون الأوروبي أو الأمريكي يقيمة عشرة على عشرة, والعربي صفر أو ناقص واحد. هؤلاء يريدون اليوم التدخل العسكري في ســـوريــا؟ بأي جيش؟ بالراقصات والمومسات اللواتي يتمخترن في قصورهم. يا للعار...
هل نترك لهم حرية التدخل في شؤوننا الداخلية, مهما كانت صعوباتها ومداخلها وملتوياتها التحتية والفوقية, أو لجيرانهم من آل الثاني والثالث والرابع وغيرهم من البدو الذين لا تاريخ لهم ولا حضارة, سوى تكديس العملة الخضراء في البنوك الأمريكية ـ الصهيونية.
لماذا لم نسمع أصواتهم حين قصفت غزة على رأس سكانها العزل.. لماذا لا نسمعهم حين يطرد الفلسطينيون مما تبقى من قراهم, حتى يبني الأمير حمد أمير قطر وابن عمه وزير خارجيته, مستوطنات جديدة لقادمين محتلين جدد من صهاينة أوروبا الشرقية وغيرها.. لماذا لا يحركون مؤخراتهم الجامدة في قصورهم, عندما يقمع الجيش الإسرائيلي أخواننا الفلسطينيين على المعابر.. لماذا لا نسمع صوتهم وتتحرك كرامتهم الإنسانية أو الإسلامية عندما ينقب الإسرائيليون تحت أساسات المسجد الأقصى, مهددة البنيان كله بالانهيار.. وخاصة أنها تمنع كل من عمره دون الأربعين سنة ـ هكذا ـ من الدخول الى هذا المكان التاريخي, والصلاة في حرمه....

تريدون إدخال جيوش (عربية) إلى ســوريـا؟؟؟
يا لمهزلة التاريخ والكرامة والعزة وما كان يسمى الوحدة والأخوة العربية......
حتى يتقاتل العرب على أرض الـشـآم ويقتل العرب عرب آخرون؟؟؟!!!... وتصحرون بلاد أخوانكم وبلادكم فكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا.. حسب الأجندات الأمريكية ـ الصهيونية المرسومة من عدة سنوات..........
يا لخجل التاريخ منكم.. ويا لخجل ما تبقى من القليل النادر من الكرامة العربية.

قل لي بربك يا شيخ عبدالله بـن زايـد بن نهيان, أي عسكر سوف تجند وترسل إلى سوريا؟ هل من ملايين العاطلين عن العمل في أوروبا وأمريكا؟ ومن سيمول؟ أنت؟ ومن سيجهز ويسلح ويقبض؟ الناتو وتجاره المتعددو الجنسيات؟ وكم مائة ألف أو مليون من القتلى السوريين سوف تكلف حملتك الديناصورية العسكرية؟ يا عبد الله.. يا ابن زايد؟ ومن يهمس في أذنك هذه المنفخات العنترية؟ ماما كلينتون.. أم معلمها المؤقت الفاشل باراك حسن أوباما, أخونا المزور في الإسـلام الجديد الذي يتنازع عليه كل من تركيا والسعودية وقطر...

وهل تظن يا عبدالله يا ابن زايد أن الشعب السوري سوف يترككم بسهولة الدخول إلى مدنه وشوارعه؟ هل تظن أن عسكركم المخلطين من جنسيات مجهولة معروفة, سيدخلون هكذا.. بكل حرية.. كأنهم بنزهة سياحية؟...
رغم آلاف المتسللين المندسين والمأجورين, الذين فجروا واغتالوا وظنوا أنهم يهيئون لكم طرق العبور والدخول.. هذه المرة أنتم تحاربون شعب سوريا كله.. ولن يكون تدخل عسكرك وعسكر حمد آل الثاني في نزهة ترفيهية...لأنك لا تعرف شعب سـوريا.. ولا يمكنك بحضارتك ورغم دراساتك في المعاهد العليا الأماراتية وألبستك الأرمـانية
De chez ARMANI
هكذا كأنك أيام الفتوحات الإسلامية, أو حكايا فتوحات الأندلس أو قصص ألف ليلة وليلة وشـهرزاد.. يمكنك فتح سوريا بعسكرك الورقيين وتركيع شـعـبـهـا!!!.......

بدلا من كل هذه العنتريات أنت وجيرانك من آل الثاني, بدلا من تصريحاتكم في أروقات ما سمي خطأ الجامعة العربية.. بدلا من التهديد والوعيد والحرب والعسكر. لماذا لا تحاولون الدعوة للأخوة العربية الحقيقية, أو ما تبقى منها, وتدعون بإيمان شريف صادق إلى الصلح والمصالحة الحقيقية بين الأشقاء, بدلا من الدس والفتنة والتهييج والتهديد والتفجير وشــراء الضمائر...
هذه ليست لعبة شطرنج ولا سباق إبـل مغشوش..يا سمو وزير الخارجية... ما تدعو إليه.. هي لــعــبــة الموت الحقيقي... والضياع والخراب... ألا تكفيكم ليبيا والعراق.. وملايين الأموات التي شاركتم وساهمتم ومولتم مصيرها الأسـود؟؟؟...
سـوريا شعب وأرض ودولة وكرامة وعزة معروفة عريقة منذ آلاف السنين, ومليارات الغاز والبترول سـوف تجف وتحترق وتنضب... لكن كرامة الشعب السوري وتاريخ الشعب السوري وعزة الشعب السوري, لا تنضب ولا تجف ولا تزول... لأن سوريا وشعبها هما التاريخ...وأغلى كنوز التاريخ...وهذا كل جيوش الأرض لا يمكنها العبور والبقاء على دروبه.....
أكتب إليك هذا المساء.. كما أكتب لبشار الأسد, كما أكتب لباراك حسين أوباما, أو للمطالبين بالحرية في سوريا, أو لمن لا يتوافقون مع أساليب وطرق مطالبهم.. لأنني لا أحب الحروب, ولا أحب لعبة الموت.. ويمكن للخصم أن يواجه خصمه بدون سلاح.. وخاصة إن كان لكل منهم أهل وأولاد وعائلة... ويمكنهم أن يجدوا ـ رغم أصعب الخلافات ـ نقطة مشتركة.. وخاصة إن كان مستقبل البلد في خــطــر..........................
ولك مني يا سمو وزير الخارجية... تحية طيبة مهذبة.

أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن