المصطلحية العسكرية: مقاربة وصفية مقارنة

ربيعة العربي
raelarabi@hotmail.fr

2011 / 12 / 26

الكلمات المفاتيح : مصطلحية عسكرية – معجم – قاموس – معلومة – إحصاء – مقارنة- ترجمة – تعريف - الناتو- الحرب الالكترونية – الحرب النووية- القوات البرية – القوات البحرية – القوات الجوية...

التصميم:
- مقدمة.
1 - البحث المصطلحي العسكري في أمريكا.
2 - البحث المصطلحي العسكري في فرنسا.
3 - البحث المصطلحي العسكري في روسيا.
4 - البحث المصطلحي العسكري في العالم العربي.
- خاتمة.

تهدف هذه الدراسة إلى تقريب النقاش الذي ساد بخصوص المصطلحية العسكرية. و لا شك في أن هذا ميدان منفتح على فروع معرفية كثيرة، تخضع بكيفية دائمة إلى تغيرات عديدة و تعقيدات متزايدة. و هذا أمر يجعل من البحث في هذا الموضوع متشعبا، و بالتالي يفرض استحضار جوانب متعددة لغوية و ايديولوجية و سوسيولوجية و نفسية و سياسية و اقتصادية و قانونية و تقنية و غيرها. تشكل هذه الجوانب جميعها مجالات مستقلة، لكنها تجد في المجال العسكري أرضية للتلاقي و الانصهار.
لعل من نافلة القول إن للمصطلحية أهمية خاصة في مجتمع المعلومات، إذ هي أداة للتفاعل بين جميع فروع المعرفة، وهي القـناة التي تمرر عبرها الخطاطات. لذلك حق لها أن تكون الأداة المؤسـسة لمختلف أنماط التواصل بين الأفراد والجماعات و الشعوب. إن ما يصدق على المصطلحية بوجه عام، يصدق على المصطلحية العسكرية أيضا،حيث تزايد الاهتمام بها، سواء في الغرب أو عند العرب. إذ نلاحظ في هذا المجال مدى حرص الدول عامة على وضع معاجم متعددة للمصطلحات العسكرية، و ذلك لضبطها من جهة و لتوسيع مجال استخدامها من جهة أخرى.
توخيا لتقديم تصور مركب و مبنين للمعطيات الواردة في هذا الحقل، سنحاول اللجوء إلى منهج وصفي إحصائي مقارن، نروم من خلاله تقديم تصور عام للمنهجية التي اعتمدت في تناول المصطلحية العسكرية و كذا التركيز على الأهمية الخاصة التي حظيت بها. لا سيما و أنها، كما أشار إلى ذلك كاردريز (2007)، تعد موجها أساسيا للتأثير على الفكر العسكري، خاصة في مجال العلاقات العسكرية الدولية.
يشير سوريانو(2000)، في إطار دراسة مقارنة للمصطلحات العسكرية في اللغة الفرنسية و مقابلاتها في اللغة الإسبانية، إلى أن هذه المصطلحات يحكمها عموم و خصوص، إذ هناك مصطلحات عامة يستعملها العسكريون على اختلاف تخصصاتهم، من نحو تلك الخاصة بالحياة اليومية و الرتب و استراتيجيات الحرب و الزي الخ. إلى جانبها توجد مصطلحات أخرى محكومة بالمجال الذي تستخدم فيه. في هذا الإطار نجد مصطلحات يقتصر استعمالها على البحرية و مصطلحات يقتصر استعمالها على القوات البرية، و أخرى نجدها متواترة فقط عند أفراد القوات الجوية و غير ذلك. أضف إلى هذا ما نجد من مصطلحات يتم تداولها في فرع محدد دون أن يشمل الفروع الأخرى من المجال نفسه، نحو المدفعية و المشاة التي تندرج في إطار القوات البرية، لكن لكل منها مصطلحات خاصة لا يتخطى استعمالها هذا الفرع ليتداول في الفروع الأخرى التي تتقاسم معها المجال ذاته. و الحاصل أن الأمر ينتج عنه نوع من التنافر، في الوقت الذي من المطلوب فيه أن يتم التواصل بين مكونات القوات العسكرية بسرعة و فعالية كبيرة. يطرح هذا التنافر تعقيدات على مستوى اختيار المداخل و تصنيفها و تحديدها بدقة، و بالتالي فهمها و تداولها بين جميع مكونات القوات العسكرية.
انطلق العمل الذي قام به سوريانو (2000) من متن جمعه من أربعة قواميس عامة هي Vox (ف) و Sopena (س) وLarousse (ل) و Hachette (ش)، و ذلك في إطار عملية إحصائية تحليلية، تم فيها جرد 101 مفردة، أشارت هذه القواميس إلى أنها تستعمل في المجال العسكري، و قد جدولها وفق الشكل التالي:


ل ش س ف

مجموع المداخل 89 98 92 75

مجموع المداخل الموسومة 59 71 41 31

مجموع المداخل غير الموسومة 30 27 51 44

بترجمة عسكرية 22 22 30 24

بدون ترجمة عسكرية 8 5 21 20

مجموع المداخل التي لها ترجمة عسكرية 81 93 71 55


لدراسة هذه المعطيات الإحصائية تبنى سوريانو (2000) تحليلا ذا مستويين: مستوى ماكروبنيوي و مستوى ميكروبنيوى.
1- المستوى الماكروبنيوي: ركز فيه على ترجمة المصطلحات العسكرية، ليخلص من خلال هذه الترجمة إلى وجود تقارب في عدد المداخل المعجمية و تشابه في طريقة تصنيفها المعجمي و في نسبة المعلومات الواردة بخصوصها، و كذا الصيغة التي وردت بها هذه المعلومات، كما لاحظ أن المحدد لاخنيار المفردات المقبولة هو تواترها في اللغة المعيار.غير أنه أشار إلى غياب اعتماد معايير محددة في انتقاء ايراد معلومات دون غيرها و غياب الإشارة إلى المجموعة الفرعية التي تنتمي إليها. أما بخصوص المختصرات العسكرية الموظفة في هذه المعاجم، فهناك ثلاث علامات تشير إحداها إلى المجال العسكري بوجه عام و تشير العلامة الثانية إلى المجال الجوي، بينما تشير العلامة الثالثة إلى المجال البحري. غير أن استعمال هذه العلامات يحكمه نوع من الاعتباطية ، مرد ذلك إلى أن نسق العلامات المستعملة غير مبنين بشكل جيد.
2- المستوى الميكروبنيوي : لاحظ سوريانو(2000) في هذا المستوى تقاربا في الترجمات المقدمة للمصطلحات في اللغة الهدف، إلا أن تصنيف هذه المصطلحات تم بشكل غير مطرد، فمن جهة لا تشير هذه المعاجم إلى أن المدخل المعجمي ينتمي إلى المجال العسكري، و من جهة أخرى لا تلتزم في قائمة المختصرات بالمختصرات نفسها التي اعتمدتها في الميكروبنيات، أضف إلى ذلك اختلاف المعايير المعتمدة في تصنيف المداخل المعجمية. يعزو سوريانو (2000) هذه السلبيات كلها إلى عدم الانطلاق من ضبط المجال الخاص بهذه العلامات.
يستخلص إذن أنه ينبغي أن تكون هناك منهجية واضحة في التعامل مع المصطلحات العسكرية تصنيفا و تحديدا، و هذا لا يمكن أن يتم في غياب معاجم عسكرية تضبط هذا المجال بكل فروعه و تشعباته، و توضح سبل التعامل معه. إن الوعي بهذه الضرورة جعل الدول تحرص على إنشاء معاجم متخصصة في هذا المجال تدرس المصطلحية العسكرية باعتبارها، كما يشير إلى ذلك كاردنيز(2007: 92) مجموع الكلمات التقنية التي تنتمي إلى علم محدد يقول:

" إن المصطلحية العسكرية ينبغي أن توازي مفردات خاصة بالأنشطة العسكرية و الدفاع. إنها
تحدد المعنى المضبوط الذي يجب إسناده لكل حد أو تعبير. و هي أداة ضرورية لكل تفكير
تصوري أو مذهبي حول الأسلحة و الجيش، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي."


1- البحث المصطلحي العسكري في أمريكا:
إن الوعي بالأهمية القصوى للمصطلحية العسكرية نشأ أول الأمر، في أمريكا و ذلك بفعل عوامل محددة نجملها كالآتي
1- الحرب الباردة التي فرضت استعمال مصطلحات تخص حرب المعلومات و الحرب النفسية. نتج عن ذلك تشكيل منظمات متخصصة منذ الخمسينات،إذ منذ الحرب العالمية الثانية شرع متخصصون من أمثال ويليام دونوفان في التنظير للحرب النفسية، ليفتح المجال بذلك لتكوين معاجم تحدد المصطلحات الخاصة بالاستراتيجيات المتعلقة بالحرب النفسية .
2- شيوع استعمال المختصرات و الإحالات إلى مفاهيم رنانة.
3- محاولة التأثير الاستراتيجي في حرب تنعت بأنها حرب نفسية و حرب معلومات. و هنا نود أن نشير إلى الأهمية القصوى لهذا التصور، من خلال ما أورده الجنرال بروس لاوفور. يقول :
" إن المعلومة قادرة على أن تغنينا عن الجنود . إن المعلومة تخول لنا أن ندفع بالدولة إلى أن تفعل ما
نود منها فعله. لم نعد محتاجين إلى القوات المسلحة."

في هذا المنحى، نجد مجموعة من المعاجم انكبت على جرد المصطلحات العـسكرية و ضبطها و تعريفها، لعل أهمها هو:

DOD Dictionary of military and associated terms

و يشار إليه اختصارا ب Joint pub 1-02 أو JP 1-02 . صدر هذا المعجم سنة 2001 عن وزارة الدفاع الأمريكية، وهو معجم إلكتروني انطلق من مسألة أساسية تتمثل في تجميع المصطلحات العسكرية المعيار، و المصطلحات التقنية و المتخصصة التي تحاقلها و تقديم تعريفات لها، و ذلك لبلوغ غاية محددة تتمثل في الإحاطة بأنشطة القوات المسلحة الأمريكية و حلفائها، و كذا الإحاطة الشاملة بأنشطة وزارة الدفاع. بشكل عام و بلغة واضحة. إن المصطلحات الواردة في هذا المعجم الالكتروني هي جميعها مصطلحات قد تمت المصادقة عليها من قبل جميع مكونات وزارة الدفاع و حلف الناتو. و بالتالي فإن استعماله ملزم لجميع الهيئات التابعة لوزارة الدفاع، إذ الاستراتيجية المؤطرة لهذا العمل هي : استعمال موحد للمصطلحات و مضامينها سواء في الولايات المتحدة أو خارج الولايات المتحدة. إن السبيل الذي سلكوه لتحقيق ذلك هو التعاون بين وزارة الدفاع الأمريكية و حلف الناتو من جهة و الاقتصار على استعمال المصطلحات التي تمت المصادقة عليها، من جهة أخرى.أما المنهجية المتبعة، فتتمثل في الانطلاق من الإقرار بالمصطلحات التي استعملها حلف الناتو، سواء المصطلحات الانجليزية أو مقابلاتها الفرنسية مصحوبة بالتعريفات التي قدمت لها و إقرار اعتمادها، باعتبارها مداخل تخص حلف الناتو و وزارة الدفاع. كل ذلك يؤطره مسعى محدد هو تفعيل المعيارية الدولية للمصطلحات العسكرية. بهذا الخصوص تم إدماج العديد منها في هذا المعجم و تمت الإشارة إلى هذه المصطلحات المدمجة بالعلامة (*) للإشارة إلى أنها مصطلحات مشتركة و متداولة بين وزارة الدفاع و حلف الناتو.
تم التركيز في هذا المعجم على جملة من المعـايير المعتمدة في قبول المصطلح من أهمها:
- ينبغي لهذه المصطلحات أن تتسم بالشرعية العامة و بالأهمية الخاصة.
- ينبغي أن تكون على مستوى عال من التخصص.
- ينبغي أن يتم تعريفها بلغة بسيطة و واضحة.
- تختزل مصطلحات التسلح في المصطلحات أنسقة الأسلحة.
- الاتفاق على استخدام المصطلح ذاته و تداوله بين جميع مكونات الدفاع.
- لا ينبغي أن تتضمن المداخل المعجمية مختصرات إلا إذا اقتضت الضرورة ذلك.
- لا يكون للمصطلحات استعمال خاص إلا إذا استعملتها القوات المتحالفة جميعها.
- لا تنشر وزارة الدفاع معاجم إلا بالتوافق مع مجموعة المصطلحية العسكرية أو ما يشار إليها اختصارا ب USNMTG
كما تضمن هذا القاموس جرد للمختصرات المتداولة و المختزلات المستعملة بصفة مشتركة بين مكونات وزارة الدفاع.
بالإضافة إلى هذا القاموس المرجع، نشير إلى قاموس آخر لا يقل أهمية، و نعني بذلك قاموس:

Dictionary of military terms

من تأليف ريشارد بويير، و قد صدر سنة 2000 و يضم 220 صفحة، تضمنت في ثناياها 7000 مصطلح أمريكي – انجليزي عسكري معرفة تعريفا شاملا. تشمل هذه المصطلحات مجالات عدة من بينها المجال الدولي كالمناورات و التكتيكات، و المجال الجغرافي. كما تضمنت مجالات أخرى تهم الأسلحة و التجهيزات و الأوامر و غيرها.
لم يقتصر الأمر على الاهتمام بالمصطلحات العسكرية معزولة، بل نحت محاولات أخرى منحى مغايرا يهدف إلى ضبط المصطلحات التي تندرج في إطار علوم أخرى تتعالق مع الميدان العسكري. يمكن أن نشير في هذا الصدد إلى معجم:
Space and Electronic Warfare Lexicon

صدر سنة 2001. يجمع هذا المعجم مختصرات و مصـطلحات عسكرية، و كذا مصطلحات تهم مجالات متعددة و متعالقة مع المجال العسكري، من ذلك مصطلحات الحرب الإلكترونية و حرب المعلومات و العمليات الخاصة و تقنيات المعلوميات و الأمن الوطني و غيرها من المصطلحات ذات الصلة بمختلف الأنشطة العسكرية. إن ما يثير الاهتمام في هذا المعجم الإلكتروني، هو تجاوز بعد التعريف و التحديد إلى الإخبار،و هذا المعطى يتيح للقارئ الاستفادة من مجموعة من المعلومات التي تهم المجال العسكري.
2 – البحث المصطلحي العسكري في فرنسا:
في فرنسا أدى الوعي بأهمية المصطلحية العسكرية إلى إنشاء مكتب خاص لضبط المصطلحات المتعلقة بالجانب التكتيكي و اللوجستيكي و الإداري، و ذلك في مجال محدد يخص بالأساس القوات البرية. تحقيقا لهذا الغرض تم بالانطلاق من تحيين الوثيقة المتعلقة بالعبارات و العلامات و الرموز و المختزلات العسكرية للقوات البرية و هي:

Le glossaire des termes expressions signes symboles et acronymes militaires de l’armée de terre.

أو ما يشار إليه اختصارا ب TTA 106 ، و ذلك لتستجيب لمتطلبات المصطلحية التي يفرضها المعطى الدولي الجديد. في هذا الاتجاه تم إنشاء فريق المصطلحية العسكرية للقوات البرية، الذي عمد إلى إصدار الجزء الأول منTTA 106، و ذلك سنة 1999. أعقب ذلك صدور ثلاثة مجلدات الأول منها سنة 2000 و الثاني سنة 2001 و الثالث سنة 2002، و كلها مجلدات مزدوجة اللغة: انجليزية و فرنسية، و هما اللغتان الرسميتان لحلف الناتو. تلا ذلك و بالتحديد سنة 2002 تنسيق بين مختلف القوات العسكرية لتشكيل لجنة في مجال المصطلحية، لتشمل تلك التي تستعملها القوات البرية و البحرية و الجوية. هذا التوسيع سيمتد فيما بعد ليشمل أيضا تنسيقا على المستوى الدولي، و ذلك في إطار ما يشار إليه اختصارا ب AAP 31، الذي تمت فيه الموافقة على 420 مصطلح مع تعريفاتها تقدمت بها اللجنة الفرنسية في إطار حلف الناتو، ليصدر مجلدان تضمنا 2300 صفحة باللغتين الفرنسية و الانجليزية.
بالإضافة إلى هذا العمل الجماعي نصادف عملا جماعيا آخر أملته الضرورات نفسها و الأهداف ذاتها. يتمثل في:

Dictionnaire de la défense et des forces armées : les hommes, les moyens, les
missions.

صدر سنة 1988، و هو من تأليف مجموعة من الباحثين مدنيين و عسكريين. كتب مقدمته جان- بيير شوفنمون Chevènement. يتوخى هذا القاموس تقريب المفاهـيم و الحدود الأساسية المستعـملة فـي مجال الـدفاع إلى القارئ العادي، و ذلك قـصد إطلاع المجتمع المدني على المفاهيم الخاصة بهذا القطاع، سواء في شقها التقني أو الاقتصادي أو السياسي. لذلك ركز على الشائع من المصطلحات و حاول تحديدها بلغة بسيطة.
وازى هذا العمل الجماعي عمل فردي آخر، تجلى في الكثير من المحاولات التي اهتمت برصد المصطلحات العسكرية. نذكر منها على وجه الخصوص:

Dictionnaire interarmées des termes militaires et paramilitaires

و هو قاموس انجليزي – فرنسي لصاحبه بيير بواPierre Boi ، و قد صدر سنة 2005 بصفحات بلغت 656 شملت أزيد من 23.000 مصطلح مترجم من اللغة الانجليزية إلى اللغة الفرنسية، مع ضبطها و تحديدها و أمثلة عديدة تضمنت 2500 مختزل و مختصر انجليزي مترجم مع التعليق عليها، كما تضمن جردا شاملا للمفردات العسكرية و البرا عسكرية باللغة الانجليزية و مقابلاتها باللغة الفرنسية، و قد استهدف هذا القاموس مجالات عسكرية متعددة برية و بحرية و جوية، كما اهتم بالمصطلحات المستعملة في النزاعات و الحرب و السلم و التسلح و التكوين العسكري و الزي العسكري و الرتب العسكرية و الدبلوماسية و الجيوسياسية و الجغرافية و كل ما يتعلق بالمجالات المرتبطة بها. إن المفيد في هذا المعجم أن مادته جمعت من مصادر متعددة منها الوثائق الإدارية الصادرة عن الهيئات الدولية و وزارات الدفاع الفرنسية و الانجليزية و الأمريكية، بالإضافة إلى الصحافة العامة و المتخصصة، حيث تم استخلاص المصطلحات المتداولة في الإعلام بكل أصنافه. يتميز هذا القاموس بطابعه البيداغوجي، على اعتبار أنه موجه إلى المهتمين بالمفردات الجيوسياسية، لا سيما المقبلين على اجتياز الامتحانات العسكرية. و ذلك لتمكينهم من فهم المادة و تحليل النزاعات المعاصرة و ضبط المصطلحات العسكرية و البراعسكرية التي تهم السلاح و القوات الجوية و النزاعات البحرية و الحرب و السلم و التجهيزات العسكرية و الزي العسكري و السفن و الرادار و مصطلحات الديبلوماسية و الجيوسياسية و الجغرافية و غيرها.
لا يمكن أن نتحدث عن المعاجم الفرنسية بدون أن نورد جملة من المعاجم المهمة التي ألفها فيليب لولاي Philippe Le lay . تناول فيها نقل المصطلحات العسكرية الفرنسية إلى الإنجليزية و الأمريكية و الإسبانية و الألمانية و الإيطالية، و ذلك في إطار ما عنونه ب:

Lexique thematique interarmées

و هي عبارة عن معاجم ثنائية أو ثلاثية أتت على الشكل التالي:
- معجم فرنسي – انجليزي-أمريكي.
- معجم فرنسي – إسباني.
- معجم فرنسي- ألماني.
- معجم فرنسي- إيطالي- انجليزي-أمريكي.
توخى فيليب لولاي من هذه المعاجم تقديم أدوات بيداغوجية، من شأنها أن تسهل عملية تعميق المعارف الخاصة بالمصطلحات العسكرية، و ذلك وفق منهجية محددة اعتمد فيها على تبويب هذه المصطلحات إلى أربع و خمسين فصلا، تناول كل فصل منها محورا من المحاور، نحو تنظيم الدولة و الرتب و العلاقات الدولية و تنظيم الدفاع و القوات الجوية و البرية و البحرية و العمليات البرية و الجوية و البحرية و المعلومات والوحدة العسكرية و اللوجستيك و الصناعة و برامج التسليح و المنشآت الجوية و البحرية و المواصلات و الأمن الوطني و الحرب الالكترونية و المجال الصحي، و غيرها من المحاور التي لها علاقة بالمجال العسكري. و قد عمد إلى تصنيف هذه المحاور وفق ترتيب أبجدي ييسر على المتصفح عملية البحث. صدرت هذه المعاجم في فترات متلاحقة و بأحجام مختلفة، و ذلك وفق الترتيب التالي:

- Lexique thématique Français –Allemand Militaire ,Maritime et Technique

صدر سنة 1993، و تضمن 166 صفحة و أزيد من 10.000 مصطلحا عسكريا، و قد كتب مقدمته الأميرال روبيار Robillard و راجعه القبطان كالي Callé.

- Lexique thématique Français – Espagnol Militaire ,Maritime et Technique.

صدر سنة 1996، وتضمن 132 صفحة ضمت أكثر من 10.000 مصطلحا عسكريا. كتب مقدمته نائب الأميرال Girard و راجعه الضابط ميرادMirad .

- Lexique thématique interarmées Français –Anglais/Américain

صدرت نسخة منقحة منه سنة 2002 و تضمن 287 صفحة شملت أكثر من 30.000 مصطلحا و تعبيرا عسكريا، مع جرد للمختصرات العسكرية. قدم له الجنرال موريلونMorillon و راجعه حوالي مئة متخصص. و قد صدر عن هذا المعجم نسخة إلكترونية

- Lexique thématique interarmées Français –Italien –Anglais/Américain

صدر سنة 2002 و تضمن 456 صفحة ضمت أكثر من 20.000 مصطلح عسكري. كتب مقدمته الجنيرال كيلش Kelche و الأميرال فونتوروني Venturoni الرئيس السابق للجنة العسكرية لمنظمة أوتان و قد راجعه أكثر من 150 متخصص.
لاقت هذه المعاجم اهتماما خاصا، إذ راجعها كما سبقت الإشارة إلى ذلك ،أكثر من مئة متخصص من جنسيات مختلفة فرنسية و إسبانية و ألمانية و ايطالية و انجليزية و أمريكية، و قد اعتبرت مرجعا أساسيا و إضافة ضرورية تستجيب للخصاص الملاحظ في المجال اللغوي العسكري.
إن هذا السعي في ضبط و تحديد المصطلحية العسكرية في فرنسا أطرته غايتان أساسيتان:
1 – التواصل بين مكونات المجتمع الدولي.
2- توسيع مجال استعمال اللغة الفرنسية .
و هما الغايتان اللتان أطرتا البحث في المصطلحية العسكرية في كندا،حيث أنشأت مكتبا خاصا بالترجمة في إطار قطاع سكرتارية الدولة، يترجم من الانجليزية نحو الفرنسية مع ضبط معيارية المفردات الخاصة بمجالات مختلفة، على رأسها المجال العسكري ووضعها في بنوك، أما بالنسبة إلى المصطلحية العسكرية فإن ترجمتها و اعتمادها يتم بالتنسيق مع منظمة الناتو.
3- البحث المصطلحي العسكري في روسيا:
أما فيما يخص روسيا، فقد تم التعاون فيما بينها و بين منظمة الناتو لإنجاز ستة معاجم تتناول ستة حقول هي:
1- المصطلحات السياسية- العسكرية و السياسية.
2- المصطلحات النووية .
3- المصطلحات الخاصة بإصلاح الدفاع.
4- المصطلحات الخاصة بالمحافظة على السلم .
5- المصطلحات البحرية القابلة للتطبيق على عملية المساعي النشطة active endeavour (2006).
6- المصطلحات المتعلقة بقوات العمليات الخاصة.
سنحاول أن نلقي نظرة إجمالية على هذه المعاجم. بالنسبة للمعجم المعنون ب:

Glossaire de termes politico-Militaires et Militaires Russie-Otan

فقد صدر سنة 2001 متضمنا ل 227 صفحة. تتلخص المنهجية المتبعة في هذا المعجم في ايراد المصطلح الانجليزي مصحوبا بالتعريف الذي قدم له ثم تتم مقابلته بالمصطلح الروسي مع ترجمة مضمون هذا التعريف. بعد ذلك يتم إيراد المصطلح الفرنسي متبوعا بترجمة للتعريف الذي قدم قبلا باللغة الانجليزية و اللغة الروسية، مع الإشارة في ذيل التعريف إلى المصدر المأخوذ منه.

Base de données Terminologiques sur la reforme de la défense 1re partie :Russe-
Anglais- Français

صدر سنة 2005 و قد كتبت مقدمته باللغة الروسية. شمل هذا المعجم نسختين، نسخة انطلقت في قسمها الأول من اللغة الروسية إلى اللغة الانجليزية،و في قسمها الثاني من اللغة الانجليزية إلى اللغة الروسية ،و النسخة الثانية جمعت بين اللغات الثلاث الروسية – الانجليزية – الفرنسية. النسخة الأخيرة جاءت على الشكل التالي :
1- تقديم المصطلحات باللغة الروسية و مترجمة إلى اللغة الانجليزية فاللغة الفرنسية بدون تعريف مع الإشارة إلى مصدرها.
2- تقديم المصطلحات باللغة الانجليزية مترجمة إلى مقابلاتها في اللغة الروسية.
و قد أشير في كلتا النسختين إلى المصادر التي اعتمدت منها المصطلحات.

- Combating Terrorism

صدر سنة 2006 ورد في نسختين :
1- نسخة يتم فيها إيراد مصطلحات روسية و مقابلتها بالمصطلحات الانجليزية.
2- نسخة يتم فيها ايراد مصطلحات انجليزية و مقابلتها بالمصطلحات الروسية.
و الملاحظ أنه لم ترد في أي من النسختين تعريفات لهذه المصطلحات، لكن إذا ورد أكثر من مقابل للمصطلح الواحد يتم ذكرها جميعها مرتبة و مرقمة. في النسخة الأولى اتبع الترتيب الأبجدي الخاص باللغة الروسية،أما في النسخة الثانية، فقد اتبع الترتيب الأبجدي الخاص باللغة الانجليزية.

- Peace Keeping

صدر سنة 2006 و قد ورد في نسختين نسخة انطلقت من الروسية إلى الانجليزية و أخرى انطلقت من الانجليزية إلى الروسية.اكتفت النسختان معا بإيراد المصطلحات دون تعريفها.

- Nato-Russia Glossary of Maritime Terminology Relevant to Operation Active Endeavour.

صدر سنة 2006 وورد في نسختين، النسخة الأولى من الانجليزية إلى الروسية و النسخة الثانية من الروسية إلى الانجليزية. اقتصر هذا المعجم على جرد المصطلحات باللغتين الانجليزية و الروسية، بدون إيراد أي تعريف لها . أضف إلى ذلك أن هذا المعجم لا يتضمن أي مدخل يشرح المنطلقات التي تم تبنيها في إنجاز هذا العمل.

- Special Operations Forces Glossary

صدر سنة 2006 و تضمن نسختين، الأولى من الروسية إلى الانجليزية و الثانية من الانجليزية إلى الروسية. إن ما قلناه بخصوص المعجم السابق يصدق أيضا على هذا المعجم، إذ لا وجود فيه لأي تعريف للمصطلحات، كما أنه لا يتضمن أي مدخل يقدم للموضوع.

- Glossaire Otan-Russie de Termes et Definitions Nucléaires

صدر سنة 2004 و قد تضمن ثلاثة أقسام :
1- جرد المصطلحات النووية و تعريفاتها باللغة الانجليزية.
2- جرد المصطلحات و تعريفاتها باللغة الفرنسية.
3- جرد المصطلحات و تعريفاتها باللغة الروسية.
كل قسم من هذه الأقسام يحتوي ملحقات يضم الملحق الأول المقالات التي أصدرتها منظمة الناتو أو الناتو – روسيا و الملحق الثاني يقدم تعريفات غير صادرة عن الناتو و الملحق الثالث يضم مقولات القوات النووية التي حددتها القوى النووية المنتمية إلى الناتو و COR. إن المقالات المعتمدة مستخلصة إما من وثائق الناتو و إما من الناتو-روسيا أو من المراسيم الوطنية. إذا كانت هناك تحديدات مختلفة لمصطلح واحد تتم الإشارة إليها جميعها و الإشارة إلى البلد الذي قدمها. صيغت هذه المقالات في اللغات الثلاث و رتبت حسب الترتيب الألفبائي ،كما أن كلا منها يتضمن حدا متبوعا بنص تفسيري يقدم تعريفا له مع الإشارة إلى مصدره ، و توجد نسخة إلكترونية من هذه الوثيقة لمن شاء الاطلاع عليها.
أنجز هذا المعجم مختصون نوويون بإشراف مجلس الناتو – روسيا، أو ما يشار إليه اختصارا ب COR و هو عبارة عن تجميع للمعطيات التي قدمتها مختلف الدول الأعضاء لمجلس ناتو- روسيا، لذلك نجده مقتصرا على ما ورد في المشاورات النووية لهذا المجلس من مفردات تخص الاستراتيجيات النووية و أنسقة التسلح النووي و الأمن و حماية الأسلحة النووية،إذ أتى هذا المعجم متضمنا للمفردات المرتبطة بمختلف المحاور التي ناقشتها البلدان الأعضاء في هذا المجلس مع ضبط تعريفاتها،و ذلك توخيا لتعميق التعاون و تنمية للثقة المتبادلة بخصوص المسألة النووية و حرصا على الشفافية و التفاهم حول الإشكالات التي يطرحها التسلح النووي، و التي تهم حلف الناتو و فيدرالية روسيا، لذلك تم تجنب التعريفات التقنية. يعد هذا المعجم وثيقة فريدة تجمع المصطلحات النووية التي يتناسب استعمالها لدى الدول الأعضاء في مجلس ناتو- روسيا، بغية جعل هذه المفردات متواترة و جعل تعريفاتها معيارية.
هذا التنسيق الذي نلاحظه بين مكونات المجتمع الدولي حول المصطلحية العسكرية مرده الرغبة في خلق تلاحم مصطلحي يمكن من تفادي الخلط و الأخطاء في استعمال المصطلح، أي بعبارة أخرى خلق لغة مشتركة يتم التفاهم بها بين جميع مكونات المجتمع الدولي، و ذلك في إطار التنسيق بين المنظمات الدولية المهتمة بهذا المجال مثل NATO. و UNO التي تعمل على جعل المفردات العسكرية إجرائية و معيارية و ملائمة للواقع الوطني و الدولي، كما يشير إلى ذلك كاردنيز (2007 : 94)،لأن ذلك يتيح توافقات معيارية خاصة بالتجهيز و التكتيكات و النشر و تبادل المعلومات.
بالإضافة إلى هذه المعاجم التي حاولت أن تكون جامعة للمصطلحات الواردة في المجال العسكري و المجالات المحاقلة له، نجد معاجم أخرى نحت منحى مخالفا،إذ حاولت الاقتصار على حقل بعينه. في هذا الإطار نجد معاجم كثيرة نذكر منها على وجه الخصوص قاموسا حاول أن يجمع بين اللغة الفرنسية و اللغة الانجليزية و اللغة العربية و اللغة الإسبانية و هو :

Dictionnaire multilingue de la défense et du maintien de la paix

لمؤلفه كدير صدر سنة 2004 و هو يتضمن 50.000 مصطلحا باللغات الأربعة الفرنسية و الانجليزية و العربية و الإسبانية، هي عبارة عن مفردات و تعابير متداولة في المنظمات المتخصصة في الولايات المتحدة، كما تضمن مسردا بالمختصرات و قائمة بمنظمات الدفاع. نذكر أيضا قاموس:

Dictionnaire aéronautique thematique&illustré.Anglais Français

لبيير بوا صدر سنة 2010، اهتم فيه صاحبه بجمع المصطلحات الخاصة بالمجال الجوي. تضمن أكثر من 22.000 مصطلحا موزعا على 15 فصلا بالإضافة إلى 15.000 مختصرا و 60.000 تعبير يهم هذا المجال مع ايراد مسرد باللغة الفرنسية و الانجليزية، و قد أشرف على إنجاز هذا القاموس مجموعة من المختصين بالمجال الجوي من جنسيات مختلفة: فرنسيين و إنجليزيين و أمريكيين.
نخلص من هذا العرض إلى أن الدول الأجنبية قد تنبهت إلى الدور الهام الذي تؤديه المصطلحية العسكرية، لذلك سعت في جمعها و ضبطها و توحيدها.
4- البحث المصطلحي العسكري في العالم العربي:
أما بالنسبة إلى العالم العربي، فنلاحظ أن الوعي بأهمية تأسيس مـعجم للمصطلحات العسكرية كان دائما حاضرا و إن أتى متأخرا نسبيا عن الدول الأخرى، حيث تكفلت العديد من الهيئات العسكرية في الدول العربية بإنجاز معاجم بهذا الخصوص. نشير في هذا الصدد إلى بعض المعاجم العربية،كالمعجم العسكري المصري و المعجم العسكري اللبناني و المعجم العسكري السوري.غير أن ما يؤاخذ على هذه المعاجم عموما هو خلوها من المصطلحات العسكرية الحديثة مثل مصطلحات الذرة و الأجهزة الإلكترونية و مصطلحات الحرب الكيماوية و مصطلحات الحرب الإلكترونية و مصطلحات الحرب الكيماوية و مصطلحات الحرب الجرثومية، و هي أيضا تفتقر إلى مصطلحات العلوم التي ترتبط بالمجال العسكري، أضف إلى ذلك ما يسم بعضها من ترجمات باللغة العامية و من تكرار و كذا من أخطاء إملائية و لغوية.
إن السمة العامة التي يمكن ملاحظتها هو اتجاه الاهتمام إلى توحيد المصطلحات العسكرية المستعملة في اللغة العربية و تعميم تداولها في دول العالم العربي. لبلوغ هذا المسعى تم تأليف ما سمي ب " نشرة المصطلحات العسكرية الموحدة " و هي نشرة من إصدار القيادة العربية الموحدة تضمنت 285 من المصطلحات العسكرية الأساسية المتواترة بين الجيوش العربية، و خاصة ما تعلق منها بإصدار الأوامر العسكرية. غير أن عدد المصطلحات الواردة في هذه النشرة يبقى قليلا، إذا ما قيس بالمصطلحات المتداولة في المعاجم الغربية، ثم إنها على قلتها ظلت غير موافقة للشائع من المصطلحات المستعملة،لذلك لم يكتب لها النجاح،إذ تخللتها مجموعة من السلبيات التي حالت دون بلوغ أهدافها، و قد أعقبتها محاولات أخرى تمثلت في إحداث لجنة تهتم بالبحث في المصطلحات العسكرية و توحيدها. تم ذلك سنة 1968 ،برعاية من الجامعة العربية. هدفت هذه اللجنة إلى إقرار المصطلحات العسكرية الفصيحة و نبذ العامية منها و الأجنبية و اقتباس الألفاظ الحضارية التي وضعتها المجامع العربية و التركيز على اختيار المصطلحات الشائعة، مع الأخذ بعين الاعتبار إدراج المصطلحات التي تخص الأسلحة الحديثة المتطورة و مصطلحات الأجهزة الإلكترونية و مصطلحات الحرب الجرثومية و الحرب الكيماوية و الحرب النووية، كان من نتائج ذلك إنجاز معاجم عسكرية موحدة انجليزية – عربية و عربية – انجليزية و فرنسية – عربية و عربية فرنسية، تضمنت 80 ألف مصطلح . و حاليا تقوم الشركة العربية لتقنية المعلومات بإعداد برنامج متكامل عن القاموس العسكري الموحد.
أما في المغرب، فإن الأهمية التي يحظى بها المجال العسكري تجسدت في التعليمات الملكية بتكليف مجموعة من ضباط الدرك الملكي و مجموعة من اللسانيين في معهد الدراسات و الأبحاث للتعريب بتأليف معجم عسكري،فرنسي – عربي و عربي – فرنسي ، و هو المعجم المعروف ب " المعجم العام للدرك الملكي"،. يضم مصطلحات عسكرية و قانونية و إدارية باللغة الفرنسية مع وضع مقابلات لها باللغة العربية. صدر هذا المعجم سنة 1990، و قد قدم له الجنرال حسني بنسليمان .أما المنهجية المتبعة في هذا المعجم فتتلخص في تتبع ثلاثة مراحل أساسية :
1 – مرحلة وضع الصنافة، و ذلك بالرجوع إلى الملف الدائم للدرك الملكي، حيث أخذت منه المصطلحات المتعلقة بالمجال العسكري و القانوني و الإداري و غيرها من المصطلحات المتعلقة باختصاص الدرك الملكي و قد اعتمدت هذه المرحلة المقاييس المعجمية المعتمدة في معهد الدراسات و الأبحاث للتعريب.
2- مرحلة الضبط المصطلحي، و ذلك من خلال التركيز على انتقاء المصطلحات المعبرة بدقة أكثر عن ما يفيده المصطلح الأجنبي.
3 – مرحلة التصنيف: و ذلك بتبويب المعجم إلى أربعة أقسام خصص القسم الأول منها لتقريب المنهجية المعتمدة، و تم الوقوف في القسم الثاني عند المعجم الفرنسي العربي،بينما خصص القسم الثالث لضبط الحقول الدلالية المضطربة، ليخلص في القسم الرابع إلى التركيز على المشيرة العربية توخيا لتسهيل عملية البحث عن المفاهيم الأجنبية المعربة، و قد تضمن المعجم بعض المختصرات باللغة الفرنسية و لائحة بالعلامات المدرجه فيه.
غير أن الملاحظة العامة التي يمكن استخلاصها من الوقوف على هذه المعاجم هو اقتصارها على تعريب هذه المصطلحات دون تعريفها.
نصادف أيضا معاجم عربية اهتمت بمجال خاص دون غيره من المجالات العسكرية نذكر منها:

- معجم مصطلحات صيانة الطائرات

و هو معجم انجليزي عربي ،صدر سنة 1999 من تأليف ايهاب صبيح محمد زريق و راشد عبد الله الزهراني. تم ترتيب المصطلحات الواردة في هذا المعجم حسب الترتيب الألفبائي الانجليزي مع تقديم مقابلاتها باللغة العربية ووضع تعريفات لها. يتضمن المعجم أيضا ملحقا بالمختصرات التي تهم الطيران و مسردا باللغة العربية و اللغة الانجليزية. غير أن المشكل الأساسي الذي واجه هذا المعجم هو أنه أحيانا يصادف مقابلات عربية متعددة للمصطلح الانجليزي الواحد.أيضا نجد:

- قاموس المصطلحات العسكرية البحرية

و هو قاموس إلكتروني أعده رؤوف العمري و برمجه شريف عزيز و قد اهتم بالمصطلحات المتداولة في مجال التسليح و الملاحة البحرية.

يبدو من خلال ما أسلفناه الأهمية القـصوى التي يكتسيها البحث في المصطلحية العسكرية.و قد حاولنا في هذه
المداخلة أن نقدم دراسة وصفية للمعاجم و القواميس العسكرية، و نبين المنحى الذي سلكته في ضبط المصطلحات، و ذلك بالانطلاق من إطار نظري و منهجي يرتكز على ضبط المعايير المستخدمة في مجال الدراسات المعجمية العسكرية، إيمانا منا بأن البحث المعجمي يقلص الهوة المصطلحية بين الغرب و العالم العربي و يحقق نوعا من التوازن على مستوى بلوغ المعلومة و ضبطها، إذ الافتقار إلى مصطلحات شاملة هو أحد أسباب تأخر الاستيعاب في مجال يعرف تطورا مطردا.

قائمة المراجع

إيهاب زريق و راشد عبد الله الزهراني1999 :معجم مصطلحات صيانة الطائرات.دار الكتب العلمية- القاهرة.
العمري. رؤوف قاموس المصطلحات العسكرية البحرية . برمجة : شريف عزيز http://rapidshare.com/files/2566.38297
عبيد حسنة.عمر : العسكرية العربية الإسلامية سلسلة كتاب الأمة العدد 20103
المعجم العسكري الموحد انجليزي-عربي1970: لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية جامعة الدول العربية القاهرة
لجنة توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية 1971: المعجم العسكري الموحد عربي -انجليزي . جامعة الدول العربية القاهرة.
المعجم العام للدرك الملكي مصطلحات عسكرية و قانونية 1990 معهد الدراسات و الأبحاث للتعريب - الرباط
Boi .P 2005 : Dictionnaire interarmées des Termes militaires Anglais français .La maison de dictionnaire
Boi .P 2010 : Dictionnaire Aeronautique thematique & illustré Anglais -Français .La maison de dictionnaire.
Bowyer.R 2000 :Dictionary of military terms. Routledge Garderes : la terminologie un atout majeur pour la pensée militaire française objectif doctrine la doctrine actuelle des forces terrestres ½ nº 39 édition bilingue . http://www.cdes.terre.defense.gouv.fr
Garderes 2007 : La terminologie comme outil d’interopérabilité Doctrine nº 11 / http://www.cdef.terre.defence/gouv.frpyblications/doctrine/doctrine11/version-fr/retex/ar
Guidere.M 2004 Dictionnaire multi langue de la défense et du maintien de la paix. Editions Ellipses.

Goursan.H : Dictionnaire de l’aéronautique et de l’espace Français- Anglais..Edition goursan.Saint-Orens de Gameville
Gusdorf. F 1992 : Word communications Dictionnaire thematique Anglais(publicité- communication – tourisme-service) .Edition Marketing.Paris.Gusdorf. F 1992 Words thechnique dictionnaire thématique anglais (industrie technologies- ingénierie) Edition marketing. Paris.
Huyghe 2009 : De la guerre psychologique a la conquête idéologique .huyghe .
Le lay 1993 : lexique thématique Français Allemand Militaire Maritime et Technique.La maison de dictionnaire.
Le lay 1996 : lexique thématique Français Espagnol Militaire Maritime et Technique .La maison de dictionnaire.
Le lay 2002 : lexique thématique interarmées Français Anglais/Americain Militaire Maritime et Technique .La maison de dictionnaire.
Le lay 2002 : lexique thématique interarmées Français Italien Anglais /Américain Militaire Maritime et Technique .La maison de dictionnaire.
Pavel.S 1984 : Perspectives universitaires vol II n 1 pp/176- 186.
Rostaing .P : Dictionnaire des forces terrestres Français anglais. La maison de dictionnaire
DOD Dictionary of Military and Associated Terms. http://www. Dtic. Mil/doctrine / jel/ doddict
Soriano .A.S 2000 : La traduction Français-Espagnol du vocabulaire militaire : Analyse de son traitement lexicographique.berica n° 2, pp27-42. Space and electronic warfare lexicon 2009 .http://.sew-lexicon.com
Dictionnaire multilangue de la defense et du maintien de la paix 2004
Nato-Russia glossary of nuclear Terms and definitions 2004 http://www.nato-russia-coucil.info/PDF/Nuclear
Glossaire de termes politico-Militaires et Militaires Russie-Otan 2001 http:// http://www.nato-russia-coucil.info/PDF/Nuclear
Base de données Terminologiques sur la reforme de la défense 1re partie :Russe- Anglais- Français2005 : http://www.nato-russia-coucil.info/PDF/Nuclear
Combating Terrorism Russian -English 2006 : http ://www.nato-russia-coucil.info /PDF/Nuclear
Combating Terrorism English - Russian 2006 : http://www.nato-russia-coucil.info /PDF/Nuclear
Peace Keeping Russian - English 2006 : http://www.nato-russia-coucil.info/PDF/ Nuclear
Peace Keeping English - Russian 2006 : http://www.nato-russia-coucil.info/PDF/ Nuclear
Nato-Russia Glossary of Maritime Terminology Relevant to Operation Active Endeavour 2006 Part 1 English -Russian http://www.nato-russia-coucil.info/PDF/ Nuclear
Nato-Russia Glossary of Maritime Terminology Relevant to Operation Active Endeavour 2006 Part 2 Russian - English http://www.nato-russia-coucil.info/ PDF/Nuclear

Special Operations Forces Glossary 2006 http://www.nato-russia-coucil. Info /PDF/ Nuclear
Glossaire Otan-Russie de Termes et Definitions Nucléaires 2004 : http:// http://www.nato-russia-coucil.info/PDF/Nuclear



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن