إسلاميو مصر صناعة أميركية

حسني كباش
husni_syria@hotmail.com

2011 / 12 / 25

نسمع مؤخرا عن حزبان يتصدرا المنافسة الانتخابية المصرية هما حزب الحرية و العدالة و حزب النور
فبرنامج حزب الحرية و العدالة يقوم على دولة مدنية إسلامية ( لا أعرف إن كان هذا الشيء موجودا ) تحترم المعاهدات التي أبرمتها الأنظمة المصرية السابقة
أما برنامج حزب النور فيرفض الحديث عن دولة علمانية و يريد مراجعة اتفاقية السلام مع إسرائيل و يرى بنفس الوقت العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل تعتمد على مصلحة مصر و العالم
حزب الحرية و العدالة هو تسمية جديدة للأخوان المسلمين المعروفين تاريخيا
و لكن من هو حزب النور ؟ و متى كانت أول مرة نسمع باسم هذا الحزب ؟
أول مرة سمعنا باسم هذا الحزب كان على الإعلام العربي الحر ( الموجه أميركيا ) إذا هو حزب كما الحرية و العدالة كان من المفترض أن يكتبا على واجهة مكاتبهما MADE IN USA
فلنعد النظر ببرامج الحزبين الأول يحترم المعاهدات مع إسرائيل و الثاني يرى بها مصلحة مصر
فالإخوان المسلمون أو الحرية و العدالة كما يسمون أنفسهم أو حزب التخلف كما أحب أن أسميهم أنا كانوا في ما مضى يتظاهرون بشوارع مصر منادين (( خيبر خيبر يا يهود ... جيش محمد سوف يعود )) و الآن نراهم يعترضون عن المشاركة بالمظاهرة التي حدثت أمام السفارة الإسرائيلية ثم نراهم يحترمون معاهدات السلام مع إسرائيل
لنرى مواقف مملكة آل سعود التي تشكل صوت أميركا بالمنطقة
سنرى بأنهم استقبلوا بن علي حين هرب على الرغم من منع بن علي للحجاب بتونس على عكس النظام السعودي الذي يجبر عليه
سنرى بأنهم احتجوا على محاكمة مبارك
إلا أنهم اليوم نسيوا أمر بن علي و مبارك
و لكن لماذا يصنع الإعلام الموجه أميركيا حزبان كبيران ذو طابع إسلامي ؟ هل يهم الساسة الأميركان تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر ؟
طبعا لا فأعود و أكرر صديق أميركا بن علي الذي منع الحجاب استقبله أصدقاء أميركا آل سعود الإسلاميون كلاجئ سياسي
و إن أمعنا النظر أكثر سنرى عسكر الطنطاوي ( صديق آخر لأميركا ) يمذقون ملابس المتظاهرة غادة كمال ( عمل يشابه إجبار المرأة على خلع ملابسها ) و لا غرابة بأن نرى فيما بعد نفس العسكري بلحية طويلة يلاحق امرأة أخرى لسفورها
و لكن لماذا تصنع أميركا حزبان كبيران اسلاميان ؟
إذا عاودنا النظر بشعار (( خيبر خيبر يا يهود ... جيش محمد سوف يعود )) سنرى بأنه ليس شعارا يتكلم عن آلة القتل الإسرائيلية التي تقتل الشعب الفلسطيني و إنما شعارا يتكلم عن الكراهية الأذلية بين المسلمين و اليهود شعارا يوضح التوجه الإسلامي للشارع العربي
و بتصنيع نظام مصري جديد بحزبان كبيران إسلاميان لا يلغيان العلاقات مع اسرائيل يكون ساسة أميركا قد ضمنوا نظاما لا يختلف عن سابقه بالعلاقات مع إسرائيل و شارع مصري راضي عن تطبيق الشريعة الإسلامية في بلاده و هكذا يبقى الشعب الفلسطيني منكوبا و المصري فقيرا و مقموعا و يصبح معارض النظام المصري الجديد عدوا لله
و ها هي أميركا تشارف على ضمان الطرف الأول من المعادلة ( النظام المصري ) إلا أن مليونية رد اعتبار حرائر مصر أثبتت استحالة ضمان أميركا للطرف الثاني ( الشعب المصري ) هذا الشعب الذي طرد الجلاد حسني مبارك و هو قادر لا محالة على طرد الجلاديين و العملاء الجدد
عاش الشعب المصري
عاشت حرائر مصر
عاشت البروليتاريا العالمية



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن