الدولة الكوردية حلم ام استحقاق

عبدالباقي عبدالجبار الحيدري
baki1956@yahoo.com

2011 / 11 / 27


لا تؤسس الدول على أساس الأحلام فقط حتى لو كانت هذه بدايات كل المشروعات الكبيرة في التاريخ، وفيما يتعلق بالدولة الكوردية المستحقة، نجد كثير من المثقفين و الشباب لا يرون خلاصهم بأي حل غير دولة مستقلة تجمع كل الكورد في المنطقة وتحديداً في الدول الأربع، و يقدر نفوس الكورد اكثر من (40 ) مليون نسمة،و من القوميات الكبيرة في العالم التي ليس لها دولة خاصة بهم .
من حق كورد العراق أن تكون لهم دولة مستقلة، فوجودنا في العراق أقدم من وجود العرب بكثير،و نجد بأن هناك 22 دولة عربية، فما المانع من أن تكون بينها دولة كوردية ترتبط بعلاقات متوازنة مع جيرانها، وإن من حق شعبنا أن لا يحلم بدولته، بل يفكر باستحقاقه من باب حق الشعوب في تقرير المصير.
أن دولة كوردية في العراق مثلا تكون قادرة على الحياة حتى لو تواجه موانع إقليمية ، فاقتصاد هذه الدولة سيكون قوياً بسبب الموارد الطبيعية وخاصة النفط والغاز والجو الإقليمي المعادي يمكن أن يقبل بنشوئها على الارجح اذا شجعت الولايات المتحدة الامريكية قيام دولة
مستقلة للكورد في العراق، في حال تشجيع واشنطن قيام مثل هذه الدولة في العراق، ومنها ضمان وجود دولة صديقة وحليفة للولايات المتحدة الامريكية والغرب ، وتطوير واستثمار مشاعر الملايين من الكورد، المتعاطفة مع الولايات المتحدة في منطقة إستراتيجية، لا سيما أن الولايات المتحدة تواجه خزينا من الكراهية المتنامية عند الشعوب العربية.
ان الشعب الكوردي شعب أصيل له عمق التاريخي المتميز ، والذي كان ولايزال يرفد الحركة الإنسانية بقيم نبيلة راقية ، ساهمت وتساهم في عملية التنمية الشاملة، وكان دوره في مجمل الأحداث وصناعتها إيجابي وبناء ، وقد مر على هذا الشعب الكثير من الفتن والكثير من النكبات ، شارك في صُنعها القريب والبعيد ، وظل رغم كل ذلك عصياً ومتماسكاً ومصراً على حقه في الحياة وحقه في الوجود ، مقدماً في ذلك التضحيات الجسام من أجل نيل حريته وكسب إستقلاله وكرامته ، ولازال يمارس حقه الطبيعي ودفاعه المشروع من أجل الوصول لغايته النهائية التامة في الوطن القومي المستقل الكامل السيادة على أرضه، ومن حق شعبنا أن يطالب بحق تقرير المصير الذي يقره المجتمع الإنساني وتكفله القوانين والمواثيق الدولية، وكلنا يعلم مدى الجريمة التي أرتكبها العرب والاتراك والاستعمار بحق الكورد وبحق قضيتهم المركزية ، من خلال العمل على بعثرت الأوراق ، وما جاءت به معاهدت سايكس بيكو.
مثال على ذلك مملكة جنوب كوردستان 1919-1924م إذ تم نفي ملكها الشيخ محمود الحفيد إلى الهند، والحكومة الكوردية بقيادة الجنرال احسان نوري باشا في جبال آرارات 1927-1930م التي تمت محاصرتها من قبل عدة دول، وجمهورية مهاباد برئاسة القاضي محمد في 1946 الذي ذهب بأرادته إلى طهران و عوضاً عن ايجاد حل للقضية الكوردية فقد تم اعدامه، واتفاقية الجزائر عام 1975 من اجل القضاء على الحركات الكوردية المناضلة،حيث هي الوسيلة الوحيدة التي يستعملها محتلو كوردستان في تفهم القضية الكوردية.
واليوم يتطلع الشعب الكوردي لتحقيق هدفه القومي ببناء دولته الحرة المستقلة صاحبة السيادة ، من هنا تبدو المطالبة والدعوة لتحقيق هذا الاستحقاق المشروع ، ترتكز على قواعد وقيم القانون الدولي ولائحة الحقوق الدولية، وندعو الامم المتحدة والمنظمات الدولية باجراء الاستفتاء في كوردستان - العراق حول اعلان دولة كوردية مستقلة على غرار ما حدث في جنوب سودان.
ونحن جميعاً نعلم مدى الشراسة التي تم بها تقسيم الشعب الواحد إلى أربعة أجزاء ، في دول لا تكن له الحب ولا تعمل من أجل تحقيق قيمه الوطنية والثقافية ، وهذه الطبيعة العدوانية ساهمت بشكل مباشر بقتله وسلب إرادته أمام الجميع ، فأستخدمت بحقه الغازات الكيماوية السامة من دون مبرر وعمليات الانفال ودمرت نحو 4500 قرية وهُجر شعبه في المنافي من دون ذنب ، ومع هذا كله ظل يكافح من دون هواده ويبني رغم كل الظروف والصعاب ، وهو اليوم يعمل ويجاهد وفق مبادئ القانون الدولي الذي يكفل للشعوب حريتها ونيل إستقلالها شأنه في ذلك شأن أقاليم أقل منه مكانةً ومساحةً ونفوساً .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن