في ضرورة التصدي الدولي لآل أسد!

حميد زناز
hamidzanaz@gmail.com

2011 / 11 / 13

على الذين يرفضون التدخل الدولي بشكل مطلق حتى لا أقول بشكل مرضي أن يجدوا لمأساة أشقائنا في سوريا حلا عاجلا بديلا، أن يجدوا طريقة أخرى لردع النظام الدموي القائم وإيقاف جنونه الممارس على السوريين، ليس منذ بداية المظاهرات فحسب بل منذ قيامه و احتلاله أرض سوريا وشعبها.
لقد ورث بشار سوريا و شعبها كمن يرث مزرعة أو قطيعا من الغنم. فعن أي شرعية يتحدث و أي حب لسوريا يكن؟ و عن أي خطر من الإسلاميين يهاب؟ أليس هو من دفع البلاد نحو الأظلمة و الأسلمة؟ أليس هو المنكّل بالديمقراطيين و العلمانيين و اليساريين و كل العباد الصالحين؟
يقول أهلنا في الجزائر في أمثالهم: "قل لي من هو صديقك أقول لك من أنت؟" والملالي أصدقاء عصبة الأسد. فهل في نظام هؤلاء ذرة من الحرية أو العلمانية أو الإنسانية؟ و دون ذكر الأصدقاء الآخرين كنظام القذافي المقبور و عبد الله صالح المحتضر و روسيا الرشوة و صين الموبقات!
تلك بديهيات يفضل المعلقون إبعادها، و ربما ذلك ما يبعدهم عن لب المشكلة التي هي أساسا احتكار للحكم في سوريا من جماعة و تنصيب نفسها وصية على شعب بأكمله. وهو ما يؤدي بمثل هذه الأنظمة إلى انتهاج سبيل العنف و القتل و التدمير لأن ذلك هو السبيل الوحيد أمامها للمحافظة على السلطة.
و دون تدخل دولي حاسم على الأرض لردع هذا النظام البربري و إيقافه عند حده بقوة النار التي لا يفهم غيرها كغيره من الأنظمة العربية الأخرى، سيرتكب هذا النظام جرائم أخرى في حق الإنسانية السورية ستكون من أحزن المجازر التي ارتكبت في حق الإنسانية. سيذهب هذا النظام في غبائه و جهله و لا مسؤوليته و قصر نظره إلى آخر نقطة ممكنة قبل سقوطه الوشيك.
لا أحد يحبذ التدخل الأجنبي و مجنون من يدعو لذلك وفي أي بلد من البلدان.. و لكن لا يمكن لإنسان له ضمير أن يقبل إبادة شعب تحت أي مبرر كان. و الأجنبي اليوم في سوريا بل المحتل هو ذلك الذي يعتدي على الشعب السوري و يهينه و يحاول كسر إرادته بقوة السلاح الثقيل.
فليس التدخل الشرعي الدولي ضرورة إنسانية و سياسية فحسب وإنما هو الواجب الأخلاقي عينه في مثل هذه الظروف المأساوية.
تحية إلى الأحرار في سوريا و الخزي لأشباه الفنانين و المثقفين و المداهنين العرب الذين تركوا الحصان السوري وحيدا.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن