الحفاظ على الرأس المرتفع : دور الإعلام العربي في الثورات الشعبية

حنين عمر
dr.haninomar@live.com

2011 / 11 / 11

الحفاظ على الرأس المرتفع
دور الإعلام العربي في الثورات الشعبية


إنّ الحديث عن دور الإعلام في تكريس الديمقراطية على المستوى العربي مازال مبكرا جدا، إذ أننا نفتقر حتى إلى وجود إعلام محترف حقيقي، فإن كان إعلاميونّا الأعزاء غير قادرين على ممارسة ديمقراطية لغوية سليمة، ليرحمونا من الأخطاء النحوية الفادحة ، بل ويتفننون في إطلاق لقب "إعلامي" على كلّ من هبّ ودب، وإن كانت معظم قنواتنا وجرائدنا تعتاش على الفضائح وعلى أخبار طلاق وزواج الفنانات، و الآن تستثمر الثورات ودماء الشعوب لحسابها الخاص، فكيف نطمع في أن يكون لهؤلاء دور حضاري أو تاريخي مهم ؟

إن الإعلام العربي يحتاج إلى إعادة هيكلة شاملة، وإلى إعادة النظر في مدى مهنيته و في موضوع ديمقراطيته الخاصة ، قبل أن يتدخل كأداة فعالة ومؤثرة في الديمقراطية الشعبية العامة.
أما عن الانتخابات كحل بديل في المنطقة، فالمشكلة برأيي ليست فيها بحد ذاتها لأو في مقدار نزاهتها ، بقدر ما هي مشكلة وعي عام على المستوى الشعبي، إذ أن شعوبا بلا وعي يستحيل أن تستطيع انتخاب حكومات واعية حتى في ظل انتخابات نزيهة، إذن هذا الوعي هو المهم وهو الذي سيجعل الشعوب تتخطى حواجز الجهل والدكتاتورية والخوف والتخلف، لذا قبل أن نتحدث عن ديمقراطية وعن انتخابات ونرفع شعارات دعائية، علينا أن نصنع هذه المفاهيم أولا في ذات الإنسان العربي الداخلية.

إن الانتخابات والديمقراطية لا تصنع الشعوب –برأيي – إنما الشعوب هي من تصنع الديمقراطية وتفرض نزاهة انتخاباتها وحكامها، بل وتصنع إعلامها القوي أيضا، يقول مارتن لوثر كينغ: "لا يمكن لأحد أن يعتلي ظهرك إلا إذا كنت منحنيا"، من هنا وجب تعليم الشعوب أهمية عدم الانحناء، وهذا ما جاءت الثورات لتفعله، لقد سئمت الشعوب انحناءها وقررت أن ترفع رأسها، والآن جاء دور الحفاظ على هذا الرأس مرتفعا وهي تسير نحو المستقبل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن