ليبيا , نهاية الطاغوت !

رعد الحافظ
abusaif57@yahoo.com

2011 / 10 / 21

من ماسورة مياه كونكريتيّة , أخرجوا ملكَ الملوكِ جريحاً !
لم يتأكد الجميع لحّد الساعة من طريقة موتهِ , رغم عرض شريط موبايل يبدو فيه أنّه قادر على السير , يقتاده الثوّار وهمّ يكبرون ويهزجون .
على كلٍ , كثيرٌ منّا لم يكن يرغب بمشاهدة صدمة الأمس 20 إكتوبر بمقتل القذافي , وإن كانت صدمة مُفرحة في النهاية مهما قيل في الأمر !
فالرجل دمّر ليبيا على مدى 42 عام , وشهر واحد , و20 يوم !
وقاتلوه (لو صحّ القول) ربّما إستعجلوا الثأر منهُ لعشراتِ الآلاف من الضحايا والمغتصبات والجرحى والمشردين .
أو ربّما كرهوا إعادة تداعيات محاكمة صدام اللعين , وما حصل خلال محاكمتهِ من إستعراض كذبه وتزويره وفنخرتهِ , ثم بعد إعدامهِ من هيجان بعض أتباعهِ وقتل العديد من الأبرياء .
على كلٍ مات العقيد المجنون , سواءً متأثراً بجراحهِ أو بطلقة مسدس في رأسهِ من ثائر ليبي , يعني المهم ليس أمريكي أو صهيوني أو ناتوي إمبريالي كافر لعين ! فلو وقع بيد هؤلاء لوضعوه في مستشفى المجانين أو سجن خمسة نجوم , هل سمعتم بطلب صديم ( يومها ) سجنهِ في السويد ؟
المشكلة الآن ليس موت القذافي , لكن أن تعني الطريقة التي مات بها , عدم وجود قيادة واضحة وقرار واضح وكلمة موحدة .
فمستقبل ليبيا وشعبها البطل هو المهم عندنا اليوم وليس القذافي وجثتهِ !
**************
لا أتوقع أحداً سيبكي القذافي و يذرف عليهِ الدموع , حتى صديقه الرئيس التشادي ( إدريس دبّي ) , كانت علاقتهم مميّزة بحث تظهر صورهم معاً في تشاد .
لكن من يعلم ربّما ( بشار وبسّ ) سيبكي بهذهِ المناسبة ليس القذافي , لكن نفسهِ الأمّارة بالسوء , التي حسب سيناريو (( مسقط الرأس )) , ستكون نهايتهِ المنطقيّة في اللاذقيّة !
فصدّام إستخرجوه من حفرة قرب مسقط راسهِ تكريت , والقذافي من سرت , رحلت جثتهِ .
أليست حالة تستدعي الإنتباه ؟ الطغاة يعودون الى مسقط رأسهم عند قرب نهايتهم . وأنتَ يا صالح , وأنتَ يابشير ,أين مساقط رؤوسكم ؟
مبروك للشعب الليبي , وأتمنى لهم المحبّة و التكاتف , ومستقبل ديمقراطي مُشرق , وعقد إجتماعي مدني جديد , رغم صعوبة الموقف وتعقيدهِ .
لكنّ المهم سقط الطاغيّة ومعهُ جدار المستحيل اليوم .
وعلى الموت أن يتوقف خجلاً من هذا الشعب العظيم الذي قدّم الكثير , ثمّ رقص فرحاً بالأمس .. بمولد ليبيا الجديدة !
تحياتي لكم
رعد الحافظ
21 إكتوبر 2011




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن