البرلمانيون العرب ... تضامن مع حرية الشعوب .. أم تكريس للطغيان ؟

داود البصري

2002 / 9 / 4

      

أفتتح اليوم في بغداد مايسمى بالمؤتمر الطاريء للبرلمانيين العرب ، كجزء مكمل للحملة الإعلامية والسياسية البائسة التي يشنها النظام العراقي لمحاولة إنقاذ رأسه والنفاذ بجلده من العقاب الشعبي العراقي المنتظر ، وفي حضور عربي شبه عام بإستثناء مجلس الأمة الكويتي ومجلس الشورى السعودي ، وغني عن القول أن النظام العراقي له الخبرة الطويلة والمكتسبة في تنظيم هذا النوع من المؤتمرات البائسة التي تثير السخرية والغثيان ولاتعبر عن مواقف سياسية حقيقية بقدر ماتعبر عن صور فظيعة من النفاق الجماعي العربي الذي تبرع فيه الأمة العربية وتنابز الأمم به!!، وهذه المؤتمرات أيضا هي بضاعة عربية فاشلة وكاسدة وعقيمة لم تستطع على مدى عقود من النظام العربي أن تحقق أي شيء سوى تعميم سياسة النفاق والمجاملة و(شفط) ماتيسر من العطايا والهدايا للأطراف الداعية للمؤتمرات من المغرب وحتى بغداد ، وطبيعي القول إن مثل هذه المؤتمرات المسلوقة والمعدة إستخباريا وإعلاميا لايمكنها أن تغير من الحقائق الإستراتيجية ولامن التداعيات الميدانية ولكنها في المحصلة ستظل بمثابة مؤشر خطير على مواقف الشعب العراقي في المستقبل القريب من كل التجمعات العربية والهيكليات الرسمية الكاريكاتيرية والتي لاتعير حقيقة عن مواقف الشعوب قدر تعبيرها عن مصالح الأنظمة المرعوبة الخائفة الهلعة من نتائج وتداعيات التغيير العراقي القريب الذي سيعيد بلاشك صياغةوتكوين الشكل المريض للأمة العربية المريضة أصلا ! ، بعد ذلك لاندري الكيفية التي على أساسها يتصرف البرلمانيون العرب وهم يحتضنون نظاما سياسيا إرهابيا وبائسا يحتقر الديمقراطية بكل مسمياتها ومازال يحكم ويتصرف بمنطق وعقلية الخمسينيات ، ولاعلاقة له بالتعددية ولابروح العصر ويتخفى خلف شعار الديمقراطية المسلوقة على الطريقة البعثية عبر ذلك المجلس الصوري الهزيل المسمى زورا بالمجلس الوطني والذي كل أعضائه من لون سياسي واحد فقط لاغير ؟ الا يعرف السادة البرلمانيون العرب هذه الحقائق البديهية ؟ أم أنهم يعرفون جيدا أن الحال العربي التعيس من بعضه ! وإن جميع أنظمة الزبالة العربية بحاجة لإعادة تدوير بيئي شاملة ؟.

ورغم أن الديمقراطيات العربية ومجالسها التدليسية المزورة هي من نفس نوعية النموذج العراقي إلا أن الفضيحة الأخلاقية لمنتحلي الصفة البرلمانية العرب أكبر من أن يمكن إخفاؤها ؟

ولكن عن أي برلمانات عربية نتحدث ؟

هل نتحدث عن مجلس (الشعب السوري ) المهزلة الذي بدل الدستور السوري بأسرع من الكيفية التي يبدل فيها المرء حذائه من أجل إنتخاب المدلل بشار الأسد ؟ وكان تبديلا هو القمة في المهزلة والضحك على الذقون في إختلاق المواصفات المتناسبة وصفات السيد بشار ؟ وبعد عمر طويل وعندما يموت بشار سيجتمع نفس المجلس العتيد لإنتخاب حافظ الثاني بن بشار الأول بن الأسد الأول خليفة للجمهورية الأموية العلوية البقلاوية ؟؟!

أم نتحدث عن ديمقراطية آل ثاني في قطر العظمى ؟

أم برلمان شيخ النسوان زايد بن سلطان ؟

أم عن ديمقراطية الجماهيرية العظمى وقائدها العظيم الرفيق (أبو عقرب ) معمر بومنيار قذاف الدم الذي تحول لإفريقي بعد أن كان من الهنود الحمر ؟

أم ديمقراطية بو تلفيقة في الجزائر؟

أم  ديمقراطية الأحزاب الإرتزاقية في مملكة أمير المؤمنين المغربية ؟ ولاننسى بعد ذلك الديمقراطية العشائرية الأردنية المدفوعة الثمن ؟

أي عالم عربي ؟ واي ديمقراطية عربية ؟ واي رأي عام عربي نتوقع أن ينحاز للعراقيين وهم يقفون اليوم أمام مفترق الطرق التاريخية ؟

إن كل مايدور في العالم العربي اليوم من هذيان ونصب وإحتيال سياسي يذكرني بمقولة الزعيم المصري الراحل سعد زغلول في الربع الأول من القرن الماضي من أن العرب هم صفر + صفر ؟ لذلك لايسعني إلا أن أردد مقولته الشهيرة ( مفيش فايدة )...

فليذهب البرلمانيون العرب بكل مؤسساتهم وأنظمتهم نحو الجحيم ، ليلتحقوا بنظام متهاوي لاسبيل له سوى السقوط.

 

 



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن