مصر الدولة في ذمة التاريخ

عدلي جندي
stuzzichino13@hotmail.it

2011 / 10 / 10

ليس تشاؤما ولكنها وللأسف الحقيقة التي يعيشها كل مصري أيا إن كانت عقيدته أو نظرته فالسلفي يحلم بمصر المنقبة المتصحرة القانعة بتنفيذ أقوال رسول الصحراء وسوف يحاول بكل مايملك من قوة وإجرام أن يعود بمصر إلي ألف عام مضت وهم قوة ليست بالقليلة ولا تفكر بعقل ديالكتيكي بل تؤمن بأقوال لا يمكن مراجعتها أو حوارها فقد قال الرسول وعليه لا يقول أحدا خلاف هذا القول وإلا ....؟؟ وكيف تبول الرسول واقفا أم مقرفصا أم ....!!!وكيف إستنجأ الرسول بحجر أبيض أم أسود أم زلطة وهكذا وفي مصر الأخوان المسلميين ليس حزبا يعمل بالسياسة فقط ولكنهم جماعة تسيطر علي شريحة لا بأس بعددها ولا نعرف لها هوية هل هي جماعة دينية وعملها الدعوة والإرشاد ؟أم مؤخرا صارت حركة سياسية وتريد الحكم ولكن وحتي تفوز تتمحك في عزمها تطبيق شريعة محمد النبي الصحراوي وفي نفس الوقت تداعب الإمبريالي الغربي والتوقيت مناسب فالشعب المصري في أزمة ثقافية وإقتصادية وأيضا ثورية؟ وجماعة العلمانيين وهي تمثل نسبة كبيرة لو أضفنا إليها القبط المسيحيين بكافة توجهاتهم وهم يريدونها علمانية مدنية وتأثيرهم علي عامة الشعب غير ذات فاعلية فالثقافة والتعليم والإعلام تسيطر عليه التوجهات الإسلامية وخاصة الإقصائية لكن ومع التكنولوجيا وثورة المعلومات صارت أجهزة الكمبيوتر ومواقعه شريكا في التوعية والفصل ما بين غيبيات الأديان المتهالكة في القدم وحقائق المخترعات والفلسفات والإكتشافات الحديثة وتتغير مفاهيم الشباب ولكنهم قوة بلا موارد أو إقتصاد أو أموال ولذا مصر أصبحت دولة بلا هوية فلا هي دولة مدنية يؤمن غالبيتها بضرورة العلمانية سبيلا وطريقا للصلاح ولا حتي أصبحت بالكامل دولة دينية لأن الجماعات والتنظيمات الدينية والإسلامية علي وجه الخصوص لم تتفق علي ماهية الدولة الدينية وهل هي الدولة المنغلقة علي طريق السلف علي النمط الطالباني ؟أم أنها الدولة الدينية علي طريق مملكة بن سعود طبقة تعيش في بحبوحة وتتحالف مع الغرب من أجل مصالح الطبقة الحاكمة بإسم الشريعة المحمدية وفي نفس الوقت تعاقب بشدة من يريد أن يتشبه بالغرب حتي لو كان في مجال الحوار لا الفعل...مصر ليست في مرحلة المخاض مصر الدولة في ذمة التاريخ.... مصر ودون مواربة أصبحت بلد علي كيفك خاصة لو كنت سني إخوانجي بلطجي عسكري ستحرق وتدمر وتدهس وتتحكم ولن تحاكم بالقانون لأنك في بلد علي كيفك وقانونك هو ما تمليه وتحاكم الآخر وتحكم عليه وعلي كيفك ...حتي شريعة محمد أصبحت شريعة ينفذها الفرد بطريقته وعلي كيفه وكل الأحداث تثبت وجهة نظري مصر الدولة الواحدة أصبحت بلد علي كيفك في كل مكان مباني دون تراخيص في الإسكنرية علي الكورنيش وفي المنوفية علي الطريق الزراعي مباني شاهقة الإرتفاع وفي الشرقية و.....ألخ ولا أحد إعترض ولكن عندما بني الأقباط قبة كنيسة الكل شاف وإعترض وقال بدون تراخيص وكمان القبة تؤذي بصر العميان عن الحقائق ...لأنها بلد علي كيف القوي واللي يقدر يكون بلطجي عربجي إخوانجي سلفي أو عسكري ...أما المسالم والضعيف والمثقف النظيف لا يمكنه الحياة في غابة كان إسمها في يوم دولة مصر لأن الغابة قانونها القوة الغاشمة ولذا مصر الدولة أصبحت في ذمة التاريخ



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن