هل فعلا العشائر الاردنيه مستهدفه؟

احمد خلف الجعافره
ahmadaljaafreh60@gmail.com

2011 / 9 / 1

هل فعلا العشائر الاردنيه مستهدفه؟
اطل علينا التيار الاردني صبيحة هذا اليوم بدعوى الى اعتصام امام رئاسة الوزراء لمطابة الحكومه الاردنيه برد الاعتبار للعشائر الاردنيه التي تم الاسائه اليها على ذمة المنظمين للاعتصام ؛
وقبل الاجابه عن سؤال كيف يفهم هذا التيار الاسائه للعشائر ؛ علينا ان نجيب على سؤال ماهو النظام العشائري اولا؟
نلاحظ من خلال النقاش مع اصحاب وجهة النظر هذه انهم عندما يتكلمون عن العشائريه لا يفرقون بين العشيره كأفراد منضوين تحت هذه التسميه ؛ وبين العشائريه كأحد النظم الاجتماعيه التي سادة المجتمعات الانسانيه في عصور ماقبل تشكل الدوله ؛ لاننا نعتقد جازمين ان الدوله كونها نظام سياسي يظم جميع افراد المجتمع هي التشكيل السياسي الارقى الذي توصل اليه الانسان في العصر الحديث؛
ان الخلط المتعمد الذي يمارسه بعض افراد المجتمع الاردني وذالك بعدم التفريق بين العشائريه كنظام وبين العشائر كبشر ينطلق من قاعدة وهي ان كل افراد العشائر في الاردن هم بالحتم عشائرين ؛ أي يسعون الى المحافظه على النظام العشائري كنقيض لنظام الدوله الذي لا ينكر وجودها الا جاهل ؛ فالدوله الاردنيه تاريخيا تشكلت مؤسساتها قبل اكثر من تسعين سنه ؛ وبغض النضر عن وجهات النضر المتعارضه في اسباب تشكل الدوله الاردنيه الا ان المؤكد انها كانت تحمل في طيات تشكلها سمات الدوله العصريه التي تنتمي للقرن العشرين ؛
وبالرجوع الى علم الاجتماع ودراساته في هذا المجال نلاحظ انه تحدث عن وجود روابط اجتماعيه اوليه سماها المعشر وهي النواه الاولى للاسره ؛ ذالك المعشر لم يكن فيه لا اسياد ولا عبيد بل كان الجميع متساوين في الحقوق والواجبات ولم يكن تطور المجتمع في تلك الايام يحتاج الى رئيس ورعيه بقدر ما كان بحاجه الى ملء غرائزه الطبيعيه من غذاء وامان ومحافظه على النوع ؛
عندما ارتقت المجتمعات البشريه في تطورها ظهرت الاسره الممتده وهي التي تتشكل من الاب والام والجد والجده والاولاد والاعمام والعمات هؤلاء جميعهم شكلوا اسره متكافله اجتماعيا واقتصاديا في البدايه قبل ان تتجمع عدد من الاسر لتشكل اول تنظيم سياسي واجتماعي واقتصادي والتي سميت بالعشيره التي ظهر لاول مره فيها التنظيم السياسي حيث ظهر شيخ العشيره كصاحب العقد والحل ؛
هذا النظام العشائري كان هو السائد في العصور القديمه والعصور الوسطى حتى جاء الاسلام الذي يفترض انه الغى النظام العشائري لصالح النظام الاسلامي والدعوه الى تأسيس الدوله على معطيات جديده تعتمد على الدين وليس العرق او العشيره وهناك الكثير من الايات الكريمه والاحاديث النبويه الشريفه التي تؤكد على رابطة الدين – الفكره- دافعة بالنظام العشائري الى الخلف؛
لا ننكر ان كل الدول التي تشكلت خلال التاريخ الاسلامي كانت تحمل في طياتها النظام العشائري بشكل او بآخر – مع استثناء وحيد هي الدوله المملوكيه – وعندما نعترف بوجود النظام العشائري على راس الدوله الاسلاميه كما هو الحال في الدوله الامويه او الدوله العباسيه فهو يعني مسأله واحده وهي تسلط الاقليه العشائريه على نظام الحكم مما شكل حاله من القهر والظلم لبقية افراد الدوله وهي ما وسمت به تلك الدول بانها دول –اثوقراطيه –تحكم الناس بالحديد والنار ؛
مع بداية القرن العشرين تشكلت اولى الانتفاضات التي تأسس على اعقابها ثلاث دويلات اردنيه سعت لرسم خط سيرها في نظامها السياسي كنظام دوله وليس كنظام عشيره ؛كان من اهم سماتها اختيار هيئه تنفيذيه للدوله وهذه الدول وجدة قبل مجيء الامير عبدالله بن الحسين الى الاردن ؛
عندما جاء الامير عبدالله ووحد هذه الدويلات في دوله واحده كان مرشده ودليله هو اقامة دوله اردنيه تتبنى النظام السياسي للدوله لذالك نجده عمل – بمساعدة البريطانين- على ايجاد وزراء وقضاه ولاحقا مجلس امه بفرعيه الاعيان والنواب ؛ والملاحظه الفاقعه في هذه الفتره ان معظم رؤساء الوزارت كانوا من خارج حدود الدوله الاردنيه ولم يوجد من يعترض على ذالك من قبل العشائر الاردنيه التي استقبلت الامير عبدالله بكل ترحاب خصوصا في جنوب الاردن .
ومن نافلة القول ان الاسره الهاشميه كانت طوال تاريخها تعمل على الموازنه بين نظام العشيره ونظام الدوله الحديثه حيث نلاحظ ذالك في ابقاء النظام القضاء العشائري الى جانب القضاء المدني ؛ فهل كان ذالك تقصير من قبل الدوله بحيث انها جاملت رجال العشائرعلى حساب تشكل الدوله المدنيه الحديثه مما ساعد في تأخرنا وعمل على ترسيخ النظام العشائري الى هذه اللحظه ؟
ونأتي الى السؤال الذي سألناه في بداية الحديث وهو كيف ينظر التيار الوطني للاسائه للعشائر ؟
من الملاحظ ان قيادة التيار الوطني تعمل على ان تكون عباره عن عشيره وليس حزب له برنامج وطني لكل المواطنين في الاردن نعلم ذالك من خلال حديثه الممجوج عن العشيره الدوله وهذا ليس تجني عليهم بل قالها احد منظري هذا الحزب خلا ل احد مقالاته رابطا بين مفهومي العشيره الدوله حيث قال – ان طبيعة العمل الذي عمل به ابناء العشائر هو عمل متقارب من حيث الوظائف حيث التقيت ارادات العشائر في هذه الوظائف مما شكل عشيره اردنيه كبيره- هذا هي اذن نظرتهم للدوله الاردنيه مجموعه من العشائر تجمعت لتشكل عشيره كبرى اسمها المملكه الاردنيه الهاشميه؛
هذا من حيث النظره للدوله اما من حيث تحديد هذه العشائر فسيتم فصلها لاحقا تحت مسمى حركي وهم ابناء المحافظات وهم فقط الذين يحق لهم انشاء عقد مع شيخ العشيره الاردنيه ولايحق لمن هو خارج هذه العشيره الحديث عن أي اصلاح سياسي لان الاصلاح بمفهومهم هو اصلاح العشيره الاردنيه فقط؛ وعلى هذا الاساس نجيب على سؤال كيف يفهمون الاسائه للعشائر فهم باعتقادهم ان أي فرد لا ينتمي للعشائر الاردنيه المعروفه قبل تشكل الوحده بين الضفتين هذا الفرد عندما يوجه ملاحظه نقديه لاي فرد من ابناء تلك العشائر يكون قد وجه النقد للعشيره الاردنيه ولذالك على الحزب ان ينتصر لقاعدته الاجتماعيه- ابناء العشائر- ويدعوهم لاعتصام ليثبتوا انهم عشيره واحده تشكل دوله واحده بعقد اجتماعي خاص مع نظام الحكم الحالي .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن