رسائل اعتكاف جماعة العدل و الإحسان

وسيم المغربي
wassim__75@hotmail.com

2011 / 9 / 1

لم يكن اعتكاف جماعة العدل و الإحسان في الأيام العشر الأخيرة من غشت سلوكا دينيا فحسب ، و إنما رسالة سياسية مشفرة للاعبين الدوليين في الساحة المغربية أولا، و للنظام ثانيا ، وللشباب المستقل و لتيارات اليسار المعارض الموجودة داخل حركة 20 فبراير ثالثا . فالجماعة بعد سنوات من العزلة ، استطاعت عبر الحركة فك الحصار المضروب عليها سياسيا و إعلاميا ، و لم تكتفي بذلك ، فقد أرادت باعتكافها ، أن تظهر للجميع أنها القوة الضاربة داخل الحركة ، و بدونها تصير الحركة غير قادرة على احتلال الشارع ، و بالتالي فإن كان من تفاوض فيجب أن يكون معها ، و أن اليسار المعارض و الشباب المستقلين داخل الحركة ليسوا إلا أقلية ، و عليهم أن يتوقفوا عن مطالبة الجماعة بالوضوح و مراجعة خطها الإيديولوجي و السياسي الذي يرفض الديمقراطية ، ويقبلوا بلعب أدوار الغطاء و الكومبارس في معركة شد الحبل وتبادل الإشارات و الرسائل مع النظام .
لكن ما انتبهت إليه الجماعة بعد وصول الرسالة إلى المعنيين ، هو أن خيطا ما رفيعا بشباب الحركة قد انقطع بسبب عدم وفائها بتنفيذ البرنامج النضالي الرمضاني ، إذ شعر الشباب أن العدليين تخلوا عنهم و حاولوا توريطهم في وقت حرج تمر منه حركة 20 فبراير ، كما شعر اليساريون أن العدل والإحسان أرادت أن "تفضح" ضعفهم التنظيمي الكمي في وقت يتم فيه تسليط الضوء على الحركة إعلاميا خصوصا قبيل الانتخابات التشريعية المبكرة في نونبر المقبل .
لن تكون عودة الجماعة للحركة سهلة إذن في ظل هذه الظروف ، خصوصا و أن اصواتا كثيرة داخل اليسار المعارض و بين الشباب المستقل المؤسس للحركة ارتفعت من أجل الدعوة إلى وقفة للتقييم و إعادة النظر في التحالف مع الإسلاميين و لتوضيح الغموض السياسي و النضالي القاتل الذي أضر كثيرا بالحركة ...
لكن ربما تبدو دعوة البعض على صفحات الفيسبوك إلى مسيرة مليونية في 17 شتنبر فرصة لا تعوض للجماعة ، إذ تستطيع عبرها أن تعود إلى الحركة بقوة عبر تقنية الإنزال التنظيمي ، مما سيعفيها من من تقديم تفسيرات أو توضيحات أو تنازلات بشأن اعتكافها السياسي و مواقفها الغامضة من عدة قضايا كالديمقراطية و الدولة المدنية و حقوق الإنسان و حوارها مع أمريكا ، كما ستمكنها هذه المسيرة المليونية ، إن تمت ، مواصلة مناوشة النظام و الحوار سرا مع أمريكا ، من هنا كان لافتا أن توجه اتهامات للجماعة دون غيرها بالوقوف وراء الدعوة إلى المليونية على الفيسبوك ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن