القوميون العرب و الثورات العربية..... كشف المستور

الحسين المزواري
Lhos00@yahoo.com

2011 / 9 / 1

و أخيرا سقطت و رقة التوت التي تستر عورات مجموعة من المثقفين و القوميين العرب ,دلك أن ما بات يصطلح علية الآن بالربيع العربي ساهم بشكل كبير في فرز مجموعة من الحقائق ,ليس اقلها انهيار ايديولجية القومية العربية و تبيان مدا وهن هده الأطروحة على الصمود و إيجاد أجوبة واضحة لطبيعة المرحلة الحالية , ربيع الثورات في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط أوضح فيما لا يدع أي مجال للشك أن فكرة القومية العربية لا يمكنها أن تفك ارتباطها التاريخي بمجموعة أنظمة عربية استمدت من القومية العربية شرعيتها و جعلت منها وسيلة من اجل تبرير استمرارها في الجتوم على صدور شعوبها, و هو الأمر الواضح من الموقف المخزي حقيقة لبعض المفكرين و القوميين العرب المتذبذب و الانتقائي في كثير من الأحيان من الثورات العربية ,فحينما قامت الثورة في تونس و في مصر كانوا سيوفا على رقاب نظام بن علي و نضام حسني مبارك أما الآن حينما ينتفض الشعب الليبي و الشعب السوري على الأخص و يثور على نظام البعث العربي( نضام الممانعة العربية) لا نكاد نسمع لهؤلاء همسا و لا ركزا, بل الأكثر من ذلك فهم الآن ممن يصطفون إلى جانب النظام السوري في نسج اسطوانته الفضة عن العصابات المسلحة و المؤامرة الخارجية و ما الى دلك من مبررات اتضح زيفها للعالم,الآن انكشفت عورة هؤلاء القوميين (إلا قليل من شرفاء القوميين حتى لا نظلم احد ممن أبدى شجاعة و نفض ثيابه من مجازر القذافي و بشار الأسد) و اتضح أن لا فلسطين ولا القدس و لا العراق تهمهم ,بقدر ما تهمهم مصالحهم الذاتية ومصالح مجموعاتهم المشبوهة.
الجميع تابع معنا إبان الثورة التونسية و الثورة المصرية كيف أن المفكر العربي "د.عزمي بشارة" كان لا يفوت أي فرصة في قناة الجزيرة ليشحن و يحرض الثوار في ميدان التحرير , بل هناك من ذهب إلى حد بعيد و اعتبر وقتها برنامج " حديت الثورة " في قناة الجزيرة بمثابة خطط حربية بمقاس الثورات العربية السلمية و كان من ساهم في وضع هذه الخطط الدكتور عزمي بشارة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن لمدا توارى كل هؤلاء القوميين العرب فجأة و لم نعد نسمع لهم إلا في ندوة هنا وهناك, فرغم أن الدكتور عزمي بشارة تفطن أخيرا و بدأ يعبر عن مواقف مشرفة على الأقل تبرأ ساحته من أي اتهامات مستقبلية بمساندة نظام البعث , إلا أن الحماسة التي كان عليها عندما كان الأمر يتعلق بنظام بن علي و نظام مبارك لم تكن هي نفس الحماسة حينما تعلق الأمر بثورة الشعب السوري التي أبهرت العالم بمستوى التضحيات التي دفعتها و مستوى القمع الذي تعرضت له و الوجه المهول للنظام الذي واجهته بصدرها العاري,
في المغرب هناك العديد من الشخصيات و التنظيمات الحزبية و الجمعوية المعروفة كثيرا ما تغنت بالقومية العربية و فلسطين و العراق,لكن مدا حدت لكل هؤلاء حتى لا نسمع لهم موقف واضح على الأقل في كل المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري و قبله الليبي قبل يسطر ملامح معركته أخيرا بالإطاحة بالعقيد القدافي و تحطيم صنمه من داخل بيت العزيزية, ناهيك عن أزمة المجاعة في الصومال كمسألة غير بعيدة عن واقعنا الأفريقي و العربي , لمدا لم نرى هؤلاء في مظاهرات و فعاليات مساندة لهذه الشعوب , ألا يستحق الشعب السوري و الليبي الحرية و الأنعتاق من نظام البعث, هل هم اقل عروبة عند هؤلاء من العروبة التونسية أو الفلسطينية مثلا,
في تصريح لأحدى الجرائد الوطنية قال احد الشخصيات القومية العربية المغربية التي كنا نحترمها كثيرا إن مجموعاتهم لا تتضامن مع الشعوب العربية إلا في حالة الاعتداء من الخارج,و الله إن كل هدا يبعث على الشفقة على هؤلاء,الم يستوعبوا أن هذه الأنظمة التي لا شرعية لها إلا شرعية القتل و التنكيل هي المؤامرة الحقيقة على الشعوب العربية , هل هناك مؤامرة خارجية على الشعوب العربية المنتفضة اكبر من هذه الأنظمة بنفسها, هده الأنظمة التي تستبيح الأرواح و العرض والمال و كل شيء هي المؤامرة الحقيقية ضد إرادة الشعوب المنادية بالحرية و العدالة الاجتماعية ,هل النظام البعثي في سوريا كان ليصمد طوال هذه المدة إلا بتدخل خارجي اراني و مساندة روسية و صينية ,ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم ,
إن مثل هذه التصريحات و المواقف لا يمكن أن تفهم إلا في سياق سياسة الهروب إلى الأمام و العقم الفكري و الإنساني الذي أصاب هؤلاء القوم ,فلا دين و لا ثقافة و لا مبادئ يمكن لها أن تبرر حجم المجازر و الفضائح في حق الشعب السوري ,
نتمنى أن يعود هِؤلاء القوم إلى رشدهم و أن لا يبخسوا نضالهم التاريخي بمواقفهم الغير المشرفة مما يحدث في لإخوانهم في سوريا و ألا يراهنوا على أنظمة بائدة لم يكن لتهمها يوما لا فلسطين و لا لبنان و لا القدس و لا العراق بقدر ما كان يهمها الاستمرار في الجتوم على صدور شعوبها ,



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن