المالكي.... انقلابات بيضاء

صفاء ابراهيم
ahleen65@yahoo.com

2011 / 7 / 31


في عرف السياسيين وفي مصطلحات الاعلام السياسي يفرقون بين الانقلاب والثورة
الانقلاب يقوم به شخص او مجموعة اشخاص يكونون في الغالب من العسكريين او رؤساء الاجهزة الامنية المقربين من النظام او من المحسوبين عليه ويكون في الغالب مصحوبا باستخدام القوة او التهديد بها ويكون هدف الانقلاب بالدرجة الاولى هو الاستيلاء على السلطة
والثورة هي حركة يقوم بها قطاع واسع من الشعب وقد يكونون الاكثرية من اجل تغيير الواقع الذي يعيشونه وفي الغالب تكون مصحوبة بالاضرابات والاعتصامات والتمرد المسلح وقد تنتهي باستخدام القوة المسلحة من اجل اتمام عملية التغيير المنشود
وجرت العادة ايضا على استخدام مصطلح الانقلاب الابيض للدليل على نجاحه في تحقيق اهداف دون اراقة للدماء وللتمييز بينه وبين الانقلابات الدموية التى تراق فيها الدماء وتنتهك الاعراض وتسحب فيها الجثث في الشوارع

واذا كان بياض الانقلاب وسلميته يعد ميزة وحسنة من حسنات الانقلابيين بامكانهم ان يتباهو بها فبالتاكيد ان السيد المالكي لديه ما يفخر به في انقلاباته المتكررة ضد الديمقراطية
بالامس فشلت اخر محاولات السيد المالكي لوأد الديمقراطية الوليدة في العراق عندما رفض اعضاء مجلس النواب وبضمنهم حلفاؤه في التحالف الوطني مشروع القرار الخاص بسحب الثقة من اعضاء مجلس المفوضين في المفوضية العليا المستقلة للنتخابات
قبل اعلان نتائج الانتخابات الاخيرة وعندما كان السيد المالكي يمنى نفسه بان يحصد ثلثي الاصوات ظهر على شاشة التلفاز منددا بمن يشككون بنزاهة المفوضية وحياديتها قائلا ان التشكيك بنزاهة المفوضية هو تشكيك بشرف العراق والعراقيين وبعد يومين فقط وعند ظهور النتائج المخيبة للامال ظهر على شاشة نفس الفضائية مهاجما المفوضية واعضائها متهما اياهم بالتلاعب بنتائج الانتخابات وداعيا الى حلها
مشروع القرار الاخير الذي رفضه البرلمان كان اخر سلسلة في انقلابات المالكي ضد الديمقراطية لانه لو كان قد نجح بالتوقيت الذي طرح فيه لتعذر تشكيل مفوضية جديدة تتمكن من اجراء الانتخابات القادمة بسبب التجاذبات السياسية والصراع السياسي المحتدم الذي يقود المالكي وحزبه الجزء الاكبر فيه ولاصبح تاجيل الانتخابات القادمة امرا لا مفر منه وهذا يوقع البلد في فراغ دستوري مرعب قد يعيدنا الى المربع الاول قبل التصويت على الدستور مع فارق وحيد انه سيبقي المالكي حاكما مطلقا دون رقابة برلمانية
المحاولة الانقلابية الاخيرة لم يكتب لها النجاح ربما لانها جائت في اطار دستوري هو عرض الامر على البرلمان للتصويت عليه ولكن مابالك بالانقلابات التي سبقته؟؟

اليس تشكيل المليشيات المعروفة بمجالس الصحوات والانفاق عليها من المال العام بتجهيز مقارها وتدريبها وتسليحها يعد انقلابا على الديمقراطية هو الاخر؟؟ الايحضر الدستور مثل هذه التشكيلات العسكرية خارج مؤسسة القوات المسلحة؟ ناهيك عن الدور التخويفي الذي مارسته وتمارسة وخصوصا اثناء الحملات الانتخابية
عدم تنفيذ الفقرة الخاصة باجراء الاستفتاء الشعبي حول الاتفاقية الامنية مع امريكا وتجاهلها مع انه نص موجود في صلب الاتفاقية وكان مقررا له في تموز 2009 الايعتبر انقلابا على الديمقراطية هو الاخر؟؟؟
عدم اجراء انتخابات مجالس الاقضية والنواحي مع انه قد نص القانون على اجراءها بعد ستة اشهر من اجراء انتخابات مجالس المحافظات الايعد انقلابا على الديمقراطية ايضا؟؟؟
الاحتفاظ بادارة الوزارات الامنية بيد السيد المالكي وعدم تعيين الوزراء الامنيين لحد الان وبعد مضي ما يزيد على نصف الدورة الانتخابية مع هشاشة الوضع الامني وصعوبة التحديات الامنية اتي يوجهها البلد الا يعتبر انقلابا على العملية السياسية هو الاخر؟؟
عدم تشكيل مجلس الاتحاد لحد الان وهو مقرر بنص الدستور الا يعد انقلابا على الدستور؟؟؟
الغاء التعداد العام للسكان الذي هو ضروري جدا لتطبيق المادة 140 من الدستور وحل مشكلة كركوك اتي مازالت معلقة منذ ثماني سنوات الا يعد انقلابا على الدستور؟؟؟
السيد المالكي
وعدنا بان يكون عام 2008 عام القضاء على الفساد
وعام 2009 لن يبقى عاطل عن العمل
وعام 2010 سيزودنا بالكهرباء 12 ساعه يوميا
وفي عام 2011 سيقدم الوزراء المتلكئين في اعمالهم للبرلمان ليحاسبهم ضمن مهلة ال 100 يوم
وسيتم ترشيق الحكومة
وتعيين الوزراء الامنيين
وستتحسن البطاقة التموينية
وتتوفر فرص العمل
و
و
و
تنصل المالكي من كل وعوده الانتخابية حول الاعمار والامن ومكافحة الفساد وتوفير فرص العمل واصلاح الكهرباء في مهلة المئة يوم التي اعطاها لنفسة وفي مئات الايام السابقة التي اعطيناه اياها الا يعد انقلابا علينا نحن الشعب الذي اتى به واجلسه مجلسه؟؟؟
اليست هذه كلها انقلابات؟؟
لكننا لا ننسى للسيد المالكي انه كان ولحد الان سلميا في كافة انقلاباته فجائت بيضاء ناصعة كالثلج
فشكرا له



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن