جمعة الحمد لله على السلامة أم جمعة التحدي؟؟

شمسان دبوان سعيد
Shamsan.trans@gmail.com

2011 / 7 / 20

بجثة متفحمة وجسم هادئ يخلو من الحركات الجنونية التي اعتاد صالح عليها في إلقائه خطاباته المعتادة .... ظهر صالح أمام شاشة التلفزيون الرسمي مخاطبا أنصاره في الداخل والخارج بالقول بعد البسملة " .... أتوجه بالشكر والتقدير لكل من واجه التحدي بتحدي .... " متناسيا نعمة الله عليه بالشفاء ... ينجوا من الموت ثم يفيق على مواجهة شعبه بالتحدي ؟؟!! كان الأولى للرجل أن يحمد الله على السلامة والصحة والعافية ثم يتوعد شعبه بمواجهه التحدي بالتحدي ..... وعلى الأقل تكون جمعة " الحمد لله على السلامة " تسمية صحيحة ومنطقية ..... لكن الرجل استبدل حمد الله بحمد الملك عبدالله بن عبد العزيز وال سعود فبدأ خطابه بمواجهه التحدي بتحدي واختتمه بالشكر والحمد لخادم الحرمين الشريفين على الجهود التي بذلها في سمكرة وصيانة جثته المتفحمة ..... ونسى فضل الله العظيم الذي إذا قال للشي كن فيكون . وهذا يذكرنا بإحدى مواقفه عندما رفع كتاب الله قائلا " مرجعنا كتاب الله وسنة رسوله"؟؟
تتفق البشرية على الاستغاثة بالله عندما يواجهون المصاعب دون تفريق بينهم وعلى اختلاف ألوانهم ولغاتهم ...... فالمؤمنون يدعوا الله بالفرج عندما يواجهون المشاق ..... منهجيتهم "حسبنا الله ونعم الوكيل " ...... السارق وهو يتسلق جدار بيت لينهب ما بداخله ينادي " يا الله سترك " إذا ما سمع هبوب الرياح ؟! المجرم وهو يقوم بتنفيذ جريمته ينادي " يا الله لا تفضحنا " فإذا ما اكتملت الجريمة حمد الله ؟؟ . فلو أخذنا فرعون مصر كمثال للطاغية الملحد الكافر ...بل وصل الأمر به إلى القول " أنا ربكم الأعلى " لكن عندما شارف على الغرق في البحر .... نادى الله قائلا " آمنت بالذي آمنت به بني إسرائيل " . ولك أن تفرق بين الطاغية فرعون والفندم صالح ؟؟ . والأمثال كثيرة .
قيل أن الجزاء من جنس العمل ..... كان الرئيس المخلوع مبارك يتعامل مع معارضيه بالسجن المباشر خلف القطبان .... فشاءت مشيئة الله أن يذهب حيث ذهب معارضيه . الرئيس زين الهاربين كان يتعامل مع معارضيه بالنفي خارج الوطن .... فقضت العدالة الإلهية أن يُنفى خارج الوطن إلى منبت قرن الشيطان وباختياره بعد أن أعمى الله بصره وبصيرته ؟ أما صالح فكان يجيد مهنة الحوادث سواء كانت مرورية أم غيره أهم شي تكون نتيجتها الموت . فشاءت قدرة الله أن تكون نهاية صالح بحادثة ولكن حادثة أوقعته بين الموت والحياة " الموت البطئ أو الموت السريري " وهي المنزلة التي لم ينالها في التاريخ الحديث إلا شارون مرتكب مجزرة صبرة وشاتيلا مع وجود فرق واضح بينهما وهو أن الأول " مرتكب جريمة إحراق ساحة الحرية بتعز " تشوهت صورته وتفحمت جثته وكأنه يلاقي حسابا مقدما من عذاب النار في الحياة الدنيا ومع ذلك يواجهه التحدي بتحدي ..... لكن الأخر ظل على فراش الموت حتى انتنت جثته وهو ما زال حيا . أما مجرم سوريا الذي ارتكب مجازر بحق الشعب السوري بمقابر جماعية فحتما ستكون نهايته مقبرة جماعية تضمه هو وأسرته وجميع أعضاء حزبه ومنافقيه . أما العقيد القذافي فنسأل الله أن تكون نهايته الإعدام شنقا .
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك انك أنت الله حسبنا الله ونعم الوكيل .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن