رسالة مفتوحة إلى الخائن الذي يقتل شعبه

حسان زين العابدين
zeinel.abidine@gmx.de

2011 / 7 / 16

وأنا أرى بأم عيني مشاهد المجازر المتكررة التي يتعرض لها شعبي الرائع العظيم على أيدي سفاحيك والمؤتمرين بأمرك.
وبعد هذه الإعتقالات والإغتيالات وبعد أحط الأفعال التي نفذها المسبحون بحمدك، بأمر منك بحق الأطفال والحرائر والمواطنين العزل، تلك الجرائم التي ورطت الجيش بتنفيذها،

أو تطلب مني أن أخاطبك قائلا: „سيادة الرئيس" ؟

أقولها بصوت عال منبعث من قناعة راسخة ومن أعماق أعماق ذاتي، التي لايدري بمكنونها سواي:
كلا وألف كلا، فأنا ما وليتك يوما على نفسي و عائلتي وما سافرت مهللا إلى سفارة بلدي لكي أبايعك كما فعل غيري طوعا أو خجلا أوبفعل إنبهاره بكذبك.
ها أنذا إذا أخاطبك بصفتك الفعلية: يا قا تل شعبك! أو "ياخاين"، مع شكري الجزيل لمغني الثورة سميح شقير.
أخاطبك بصفتك، أنت يامن أنت!
هل ظننت أن أحابيلك تنطوي إلى الأبد على شعبنا الأبي،
أول الأمر، إستبشروا بك خيرا، لأنك أوهمتهم بأنك سوف تنقل هذا البلد الذي إنتهك أبوك مقدساته إلى مصاف البلدان المتحضرة، إلى بلد يسوده الرخاء ويحظى شعبه بالحرية والكرامة التي طالما صبا لها على مدى سنين القمع والإضطهاد، ولقد كان الكثيرون واهمين، وهم يرددون حتى عهد ليس بالبعيد بالروح بالدم نفديك يا...
أما الآن فأنك ظهرت على حقيقتك: قاتل شعبه! وبعد إضطراح الوهم، تتضح الحقيقة:
"الشوكة لا تخلف إلا شوكة"!
هذه الحقيقة تتجلى لأعداد متعاظمة من هذا الشعب الرائع،
فهاهو المفكر العبقري، الذي كان يصرح قبل شهرين ونيف بأنه "يجب فك أسر الرئيس"، إذ أن ذلك الفيلسوف الطيب كان يعتقد بأن الرئيس ليست بيده حيلة، هذا المفكر الذي أصبح معارضا في آخر الأزمان يخرج من أوهامه لينتقد بشدة في اللقاء التشاوري الذي ظننت أنه سيكون أداة مطواعة بيدك تكرس مقولات إعلامك الكاذب، يخرج من أوهامه ليقول بأنه يجب تفكيك الدولة الأمنية، وليوجه هو وغيره آيات الغضب ضد إستخدام الرصاص لقمع الشعب، مما دفع إعلامك المتمرس في الكذب إلى قطع البث المباشر.
لقد خلت بأن أبناء شعبنا الطيب سوف يصدقون دوما رواية " الفتنة الخارجية والمندسين والمسلحين الذين يقتلون أفراد الأمن"، أتظن أن أبناء هذا الشعب سذج وإلام تود إستغباءهم؟

ورواية التدخل الخارجي التي طلعت بها علينا والتي روج لها ببغاؤك بشكل تشمئز منه الأنفس مدعيا بأن هولاء السفراء تحركوا بدون علم أولي الأمرإلى المدن المنتفضة، كيف تصدق هذه الرواية؟ وهل كان أولئك الدبلوماسيون يرتدون قبعة الإخفاء عندما عبروا حواجز أجهزتك الأمنية؟

وهل تريد أنت وأجهزتك إيهامنا بأنك على عداوة مع هؤلاء وحكوماتهم؟
أو تحسب أننا نسينا كيف أن صهرك وأفراد عائلتك المقدسة كانوا يقومون بجولات مكوكية للأجهزة الأمنية الغربية، وهل تعتقد بأننا نسينا كيف إستلمت أجهزة مخابراتك من الأجهزة الغربية أناسا لتقوم، أي أجهزتك، ما غيرها، بتعذيبهم وإنتزاع الإعترافات منهم، ولا غرو في ذلك، فهي مشهود لها بوحشية التعذيب و "إحترافه"

وتطلب من ثوار شعبي العظيم أن يحاوروك!
أي حوار هذا الذي تدعيه وأية إصلاحات هذه التي تزعم أنك بصدد تنفيذها؟
أوهل يتم الحوار الندي تحت وطأة السلاح؟(أخرج من هذه الأبواب) فإن شعبنا واع وراشد ولا يرغب بوصايتك ولا بوصاية أي من أزلامك. تبت يداك، فأنت سفاح وسيحاسبك هؤلاء المواطنون الرائعون على ماإرتكبت يدك ويد أبيك من جرائم.
أنا واحد من أبناء هذا الشعب الرائع، يتحرق قلبي وكبدي على أبنائه وبناته العزل، الذين يسقطون برصاص جلاوزتك وأقول مع شعبي الذي لا أجيز لنفسي أنني أتكلم بإسمه، بل أهبه كل الحب والإحترام والتقدير، وسأكون خادما له متى يشاء.
أقول: لاغفرت جرائمك، ولا ذكر إسمك التاريخ إلا بالعار والشنار ولا هنئت بعيش، ولتطاردك أرواح الشهداء وآهات الثكالى واليتامى وعبرات المغتصباتمدى حياتك.

وليتبرأ الطب منك وليدنك الأطباء المخلصون الشرفاء، فأنت خائن أيضا لمهنة الطب النبيلة ولقسم أبقراط فأنت لا توف بإلتزامات هذا القسم.
وكيف سترر جرائمك وعائلتك أمام أطفالك؟

مهما أراد الغاصبون لثورة الأحرار أن تتحطما فالحيف لن يتقى وسوف ترى العيون الأنجما

حسان زين العابدين- المانيا



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن