الشعب يريد تنفيذ الاتفاق

خالد منصور
Farman1960@gmail.com

2011 / 7 / 7

الشعب يريد تنفيذ الاتفاق
بقلم : خالد منصور

هو شعار كان يجب أن تنظم تحته كل يوم وفي كل مدينة فلسطينية فعاليات وطنية متنوعة للضغط على طرفي الانقسام ( اللذان يحملان الآن اسم طرفي المصالحة ) واللذان وقعا على اتفاق إنهاء الانقسام ولم ينفذا أي من بنوده، وكأن الاتفاق لم يكن إلا إعلان مبادئ مثل إعلان مبادئ أوسلو-- بحاجة إلى سنين لترجمته على الأرض، وبحاجة لمراثون جديد من اللقاءات والحوارات والتنقل من عاصمة إلى أخرى-- عربية أو أجنبية-- للتوافق على صيغ لتنفيذه.
ومع مرور الأسابيع والشهور دون أن يرى الاتفاق طريقه للتنفيذ، توارى الأمل وتلاشت حالة التفاؤل بإمكانية طي ملف الانقسام وإنهاء المرحلة السوداء من التاريخ الوطني الفلسطيني، ولسان حال المواطن الفلسطيني يقول-- لقد امتص طرفا الانقسام غضب الشعب المتأجج عليهما بإعلانهما المفاجئ عن توقيع الاتفاق، وخدرا الجماهير وأوقفا حالة المد التي تفاقمت وكادت تصل إلى الحال الذي عاشته الجماهير التونسية والمصرية، ومازالت تعيشه الجماهير في اليمن وسوريا.. وهي الحالة التي تعصف-- في وضعنا الفلسطيني-- بثقة الجماهير وتأييدها لكلا الطرفين، باعتبار أنهما يغلبان مصالحهما الفئوية الضيقة، ومصالح البعض من مكوناتهما الداخلية، على حساب مصالح الشعب الوطنية العليا، التي يأتي إنهاء الانقسام في مقدمتها.
ولم تنج الأطراف السياسية الفلسطينية الغير منخرطة بشكل مباشر وعلني في الانقسام، من نقد الجماهير وغضبها ( وان كان ذلك بتفاوت )، لأنها اكتفت بلعب دور الشاهد على الاتفاق والمهلل له دون أن تأخذ دورها في العمل لإلزام طرفيه على تنفيذ بنوده، ولم يكن للبيانات الصادرة عن هذه الأطراف رصيد من الاهتمام عند الجماهير، لان الجماهير لم تلحظ تحرك فعلي وجاد من قبل هذه الأطراف على الأرض يجبر طرفي الانقسام والمصالحة على الإسراع بوضع جدول زمني لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.. بل ومل الشعب من سماع اسطوانة نقد المحاصصة بين طرفي الانقسام والمصالحة لأنه أدرك أن البعض من مرددي مصطلح المحاصصة كانوا يرسلون عبر بياناتهم رسائل تتمنى على المحاصصين أن يشركوهم ولو بالفتات من كعكة الحكومة..
وتتساءل الجماهير الآن عن جدية سعي القيادة لنيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وحدودها، وتساؤلها محق ومشروع لان أي قيادة وهي تخوض معاركها الحاسمة تقوم بالبداية بتوحيد صفوفها وحشد طاقات كل مكوناتها، وهو ما لم يحدث عمليا في وضعنا الفلسطيني، وقد أدرك أعداءنا قبل أصدقاءنا بان اتفاق المصالحة مجمد إلى أمد غير معروف ( أو على الأقل إلى ما بعد أيلول ) وهو لم يكن أكثر من مناورة حاول طرفا الانقسام القيام بها ليعزز كل منهما مواقعه التي بدأت بالانهيار بشكل دراماتيكي بعد اندلاع الثورات التي قامت بها العديد من الشعوب العربية ضد حكامها الفاسدين المستبدين، وبعد ظهور ميل واسع على الصعيد الفلسطيني وخصوصا بين فئات الشباب لمحاكاة ما يجري في العالم العربي، وتفجير الغضب ضد طرفي الانقسام-- اللذان باستمرار انقسامهما يعرضان جديا المشروع الوطني الفلسطيني التحرري كله للخطر.
ومازال هذا الشعار ( الشعب يريد تنفيذ الاتفاق ) قادرا على حشد أوسع فئات الجماهير، ومازال ينادي ويصرخ كي يتقدم الفرسان للميدان، ليشهروه سلاح تحمله الجماهير في مسيرات واعتصامات تستهدف مؤسسات ومقرات قيادات طرفي الانقسام، وهي فرصة لباقي الأطراف لتبادر بقيادة التحرك أو دعمه والانخراط فيه، وهو جهد لا يتناقض ولا يعيق أبدا الجهود المبذولة دبلوماسيا في معركة نيل اعتراف الأمم المتحدة بدولتنا الفلسطينية وحدودها، لان التوجه للمجتمع الدولي بدون وحدة صف يضعف حالة التضامن والاصطفاف الدولي مع قضيتنا.
مخيم الفارعة – 7/7/2011



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن