ملف فساد وإفساد أساتذة الجامعات المصرية وأبنائهم..أنصاف الآلهة (7)

محمود سلامة محمود الهايشة
mahmoud_elhaisha@yahoo.com

2011 / 6 / 23

۝ مهزلة بزراعة القاهرة:
وصلتنا رسالة إلكترونية على البريد الإلكتروني بعنوان "مهزلة زراعة القاهرة" من مازن سيد، يقول فيها:
ما الذي يحدث بجامعة القاهرة؟!
أستاذ تربية الحيوان بكلية الزراعة يشتم الطلاب بالأب والأم ويقول يا أولاد الكلب هل هذه أخلاق الأستاذ الجامعي؟! هل هذا مربى أجيال منهم المهندس والعالم وخلافه ام مربى حيوانات فقط ولو كان مربى حيوانات فقط ويتعامل معهم بهذا الخلق فسوف يقدم للمحاكمة الدولية عن طريقة جمعية حقوق الحيوان التي تجرم الإساءة للحيوان؟!
كيف يكون أستاذ ومعلم ويستغل الطلاب والطالبات في أمور تتنافى تماما مع المهنة وأخلاقها وآدابها.
هذا الأستاذ يقوم بإذلال المعيدين والمعيدات ويقول أنا ربكم الأعلى أنا الأستاذ أمر وانهي وكل اللي أنا أيريده اعمله !!
وصلت به الجرأة التطاول على أعضاء هيئة التدريس من هم دونه في الدرجة العلمية الأساتذة المساعدون والمدرسون على أنهم خدم عند سيادته بقوله: "أنا الأستاذ انا فرعون وانتم لا قيمة لكم من غيري ويستخدم معهم أسوء الألفاظ وأسوء الأخلاق ويحرمهم من حقوقهم فى التدريس والامتحانات وغيرها لماذا لأنه هو الأستاذ كيف ينفرد بوضع الامتحان بدون مشاركة لجنة الممتحنين. الا يعلم سعادة الأستاذ ان وضع الامتحان وتصحيحه بلجنة لا فرق بين احد من أعضائها ألا يعلم سيادته ان التصحيح يكون بلجنة لا ينفرد به احد كما يفعل
وهناك أمور أخلاقية يندى الجبين لذكرها حفاظا على الأعراض وحفاظا على أبنائنا الطلاب والطالبات الذين يدرسون في هذا القسم.
أقول لإدارة الكلية كيف تتقدموا للاعتماد وانتم على مرأى ومسمع مما يفعله هذا الأستاذ. أين الجودة أين نحن من مبادئ ثورة 25 يناير وهو القضاء على الفساد والمفسدين وحرية التعبير والرأي؟!
يا سيادة العميد ويا سيادة الوكلاء ويا رئيس القسم لماذا لم تحاسبوا هذا الأستاذ لماذا تظلوا صامتين حتى تحدث الكوارث استخدموا الحق والقانون.
قال ابن القيم أربعة أشياء تيبّس الوجه وتذهب ماءه وبهجته: الكذب - والوقاحة - وكثرة السؤال عن غير علم - وكثرة الفجور.# إلى هنا انتهت الرسالة#

التعليق على الرسالة وتحليلها:
• المهزلة ليست بزراعة القاهرة وحدها بل بجميع الكليات التابعة للجامعات المصرية.
• في كل قسم علمي يوجد فيما لا يقل عن أستاذ أو اثنين بهذه الصورة الموجودة بزراعة القاهرة.
• لو سألت أي طالب أو خريج من أي كلية من كليات الزراعة وسألته عن قسم الإنتاج الحيواني لسوف تجده يخبرك بنفس الحالة الموجودة في زراعة القاهرة، مع اختلاف في بعض التفاصيل البسيطة والصغيرة.
• طبعا هو الأستاذ الذي منحت أعراف وتقاليد الحياة الجامعية المصرية حصانة أقوى من حصانة القاضي الجالس على منصة القضاء، بل حصانة أكبر من حصانة رئيس الدولة، ما هي أسبابها؟! لا أدري، ولماذا بهذا الشكل المرعب؟! لا أعلم. صحيح الكبير في أي مكان لابد أن يحترم، وإذا كان الكبير هذا أستاذا فلابد أن نٌجله ولكن بشرط أن يتقي الله في الأمانة التي أتمن عليها.
• ويقول المثل الشعبي العامي المصري: "قالوا لفرعون أيه فرعنك ، قال ملقيتش حد يلمني" أي بمعنى "لم أجد أحدً يصدني أو يمنعني أن أصبح فرعون وأتكبر على خلق الله".

• لذا جميع الأساتذة مشتركين في هذه الجريمة التي ترتكب باسمهم جميعاً في المقام الأول، وفي حق المؤسسة العلمية التي ينتموا إليها في المقام الثاني، وبحق المهنة الشريفة التي يمتهنوها، وبحق طلابهم أجيال وآباء وأجداد المستقبل، وفي النهاية بحق المجتمع المصري كله. كيف لهم أن يتركوا المجرم يرتكب جريمته دون رد أو نقد أو ردع؟!، ما كل هذه السلبية وإهدار الكرامة؟!، فعضو هيئة التدريس الذي يترك زميلا له يهينه أو يهين الطلاب وهو لا يحرك ساكناً، كمن يرى زوجته أو بنته تغتصب وهو يتفرج على المغتصب بل ويهيئ له الظروف والجو الملائم لكي ينهي ما يفعله بنجاح، بل ويقدم له الهدايا والأموال بعد أن ينتهي من فعلته التي يهتز لها عرش الرحمن. أسف على هذا المثال الصعب ولكن هذه هي الحقيقة المرة التي لا ينتبه لها أحد، فإلى متى سيظل الأساتذة الشرفاء وهم الأغلبية صامتين على تلك المهازل والمصائب التي ترتكب تحت غطاء الحصانة الجامعية للأستاذ الجامعي، يسمع ويرى زميله الأستاذ يظلم الطالب ويسكت، يكون شاهد عيان على ظلم ما وقع على طالب ولا يكلف نفسه بتوجيه اللوم أو حتى النصيحة لزميله..!!

• ولكن نرجع ونقول أن هناك أجيال متعددة من أعضاء هيئة التدريس نشأت وتربت في السابق تحت نظام أمن الدولة المنحل، والجامعة البوليسية، والترغيب والترهيب، وقد حول النظام السياسي العسكري في مصر والذي ظل يحكم مصر من قيام ما يسمى ثورة 1952 وحتى ثورة 25 يناير 2011 الجامعات المصرية إلى ما يسبه الحكم العسكري بحيث أصبح السُلم الجامعي لأعضاء هيئة التدريس كنظام الرتب العسكرية في الجيش من أول رئيس الجامعة (وزير الدفاع) ثم نوائبه الثلاثة (كرئيس الأركان) ثم العمداء (قادت الأفرع الرئيسية والجيوش والمناطق العسكرية) وهم يشكلون مجلس الجامعة (كالمجلس الأعلى للقوات المسلحة) ثم يلي ذلك في المرتبة وكلاء الكليات ثم رؤساء الأقسام ثم الأساتذة الأقدم فالأحدث ثم الأساتذة المساعدين ثم المدرسين ثم المدرسين المساعدين ثم المعيدين في زيل القائمة، ويصبح جميع الإداريين والموظفين والعمال داخل الكليات والأقسام العلمية عبارة عن خدمات معاونة أو بما يماثل/ يقابل الجنود الأفراد وصف ضباط، حتى العمالة المؤقتة تعد جنود مجندين يقضون فترة التجنيد الإجباري.

• أرجو ألا يغضب المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصري الحاكم الآن من هذا التشبيه، فكل التحية والإعزاز لهؤلاء الشرفاء الذي يحمون مصر من الداخل والخارج في آنً واحد، فهم من الشعب وإلى الشعب، وهي المؤسسة المصرية الوطنية الوحيدة في مصر التي ظلت نظيفة من الفساد طوال الثلاثين عاما الماضية فترة حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، فلم تهتز صورتها كمؤسسة وطنية قوية في الداخل أو الخارج، ولن ينسى لها التاريخ ما قامت به في حماية ثورة مصر العظيمة في 2011، فبرغم أن القوة البدنية والعسكرية والسلطة في يد الجيش إلا أنه يتعامل مع الشعب بكل حب وود وتقدير واحترام. وهذا عكس ما يقوم به بعض وأقول بعض أو القلة القليلة من أساتذة الجامعات المصرية غير الشرفاء الظالمين المفسدين في معاملاتهم مع زملائهم وطلابهم من أبناء هذا الشعب العظيم.


• واعتقد أن النظام البائد/المنحل عمل على عسكرة الجامعات وأطلق أيدي بعض الأساتذة غير المتزنين أصحاب الاضطرابات والأمراض النفسية تعبس وتلهوا في مقدرات أجيال وراء أجيال من أبناء هذا الوطن، حتى لا تترك أي شبر على أرض الوطن أو أي فئة من فئات المجتمع دون سيطرة، فالتالي يسهل وضع جميع الأسر المصرية تحت سيطرة النظام الحاكم حيث يوجد ممثل واحد على الأقل من كل أسرة مصرية كطالب/طالبة داخل إحدى كليات الجامعة أو المعاهد التابعة لوزارة التعليم العالي. فكان هؤلاء الأساتذة ذراعاً عسكريا أخر للنظام ولجهاز أمن الدولة داخل الجامعات، واعتقد أن هؤلاء السفهاء كانوا من أكبر الأسباب والعوامل التي أدت إلى تخلف مصر في البحث العلمي وتدهوره بجانب التضييق المادي من قبل الحكومات المتوالية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن