هجرة الكفاءات وأثرها على التنمية الاقتصادية-

عدنان فرحان الجوراني
adnan352000@yahoo.com

2011 / 6 / 7

المقدمة:
أدت العولمة وثورة تقنيات المعلومات والاتصالات غير المسبوقة تاريخيا إلى الاهتمام بشكل كبير برأس المال المعرفي، إذ يعد من أهم المجالات التي تتيح إنتاج ميزة تنافسية لاقتصاد البلد الذي يمتلك رأس المال المعرفي شرط توفر ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية وعلمية مؤاتية، وقد أكدت أدبيات التنمية الاقتصادية على الدور الكبير والمهم الذي يلعبه رأس المال البشري ذو المواصفات والقدرات والمهارات العالية في تطور اقتصاد البلد .
اتسعت هجرة الكفاءات العلمية من الدول العربية إلى الدول الغربية حتى باتت تشكل أخطر أنواع الهجرات على تطور المجتمعات العربية وتقدمها، هذه الهجرات ازدادت كثيراً وبشكل ملحوظ في العقدين الأخيرين نتيجة عوامل متعددة سياسية واقتصادية وعلمية، وتشكل ظاهرة هجرة الكفاءات مظهرا من مظاهر الخلل الاجتماعي والثقافي والمهني والتعليمي، وان نسبة كبيرة من الكفاءات العربية العاملة في ميادين الطب والعلوم والتكنولوجيا تقيم في البلدان الغربية، كانت الدول العربية نفسها ولعقود عديدة سبقت، مصدر هجرات متبادلة للأدمغة والعقول، ولم تكن لتشكل آنذاك ظاهرة سلبية لأنها كانت توظف خبراتها في خدمة تطور المجتمعات العربية، أما اليوم فإن ناقوس الخطر يدق بقوة محذراً من الآثار السلبية لاستمرار هذه الهجرات، وقد اشتد نزيف هجرة العقول العراقية في العقدين الأخيرين نتيجة لعوامل عديدة، ويعد هذا النوع من الهجرة أسوأ استنزاف للعمالة الماهرة في العراق، وأسهم إلى حد كبير في عرقلة جهود التنمية الاقتصادية في العراق، ودفع باتجاه ارتفاع معدلات البطالة، التي صاحبها مشاكل اجتماعية واقتصادية ونفسية، فضلا عن ذلك فان هجرة الكفاءات نجم عنها اتساع دائرة التخلف، وتعميق الفجوة العلمية والتقنية.
ويعقد المختصون والسياسيون مؤتمرات تبحث عن وسائل للحد منها وكيفية استعادة بعض هذه العقول إلى موطنها، فما هو واقع هذه الهجرة بالأرقام، وما الأسباب التي أدت ولا تزال تدفع بالأدمغة العربية والعراقية إلى الرحيل عن بلادها، ثم ما النتائج والتداعيات؟‏
أهمية البحث:
1 - تنبع أهمية هذا البحث من أهمية الكفاءات العلمية العربية اذ يعول عليها القيام بدور كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتشكل هجرة هذه الكفاءات خسارة للبلدان العربية وتؤثر سلباً على تنميتها الاقتصادية وتقدمها العلمي والتقني الذي يرتكز على دعائم العلم والمعرفة.
-2 تبيان أثر هجرة الكفاءات العلمية في العراق على التنمية الاقتصادية للبلد، والآثار السلبية لهذه الهجرة وسبل تلافيها أو الحد منها.
أهداف البحث:
-1 دراسة وتحليل ظاهرة هجرة الكفاءات العلمية العربية من خلال تشخيص الأسباب الدافعة لهجرة الكفاءات العربية إلى الدول المتقدمة وأثارها على التنمية في الدول العربية.
-2 دراسة وتحليل أسباب هجرة الكفاءات العلمية العراقية وآثارها على التنمية الاقتصادية في العراق.
أولا: مفهوم ونشأة ظاهرة الهجرة:
تعني الهجرة من الناحية اللغوية ، وبشكل عام :الخروج من بلد لاخر ويسمى الشخص مهاجراَ عندما يهاجر ليعيش في ارض أخرى بفعل ظلم ظالم لا يعرف الرحمة ، أو المغادرة الى ارض ثانية طلباً للأمن والعدل والعيش(الفضل ، 2002، 1)، وتصنف الهجرة إلى نوعين هجرة اختيارية تتم برغبة الشخص دون أي ضغط من أية جهة كما هو الحال في هجرة كثير من الشباب وأصحاب الكفاءات في مختلف دول العالم طلبا لتحسين المستوى المعيشي أو للبحث عن مساحة أكبر من الحرية أو غيرها من الأسباب، وهجرة إجبارية وهي التي تتم بواسطة قوة خارجية كالسلطة السياسية أو قوات الاحتلال.
واستحدث البريطانيون عبارة (هجرة العقول أو الأدمغة Brain Drain) لوصف خسارتهم خلال السنوات الأخيرة من العلماء والمهندسين والأطباء بسبب الهجرة من بريطانيا الى الخارج ، خصوصا الولايات المتحدة الأميركية إلا إن العبارة الآن أصبحت تطلق على جميع المهاجرين أصحاب المؤهلات العليا سواء من ناحية الشهادات الأكاديمية أو الخبرة العملية من بلدانهم الأصلية الى بلدان أخرى (زين، 1972). فيما اعتبرت منظمة اليونسكو أن ( هجرة العقول ) هي نوع شاذ من أنواع التبادل العلمي بين الدول يتسم بالتدفق في اتجاه واحد ( ناحية الدول المتقدمة ) أو ما يعرف بالنقل العكسي للتكنولوجيا ، وذلك لكون هجرة العقول هي نقل مباشر لاحد أهم عناصر الإنتاج ، وهو العنصر البشري (الاتحاد البرلماني العربي، 2001).
يقصد بهجرة العقول أو الكفاءات نزوح حملة الشهادات الجامعية العلمية والتقنية والفنية ، كالأطباء ، والعلماء ، والمهندسين والتكنولوجيين والباحثين ، والممرضات الاختصاصيات ، وكذلك الاختصاصيين في علوم الاقتصاد والرياضيات والاجتماع وعلم النفس والتربية والتعليم والآداب والفنون والزراعة والكيمياء والجيولوجيا ويمكن أيضا أن يشمل هذا التحديد : الفنانين ، والشعراء ، والكتاب والمؤرخين والسياسيين والمحامين واصحاب المهارات والمواهب والمخترعين وشتى الميادين الأخرى ، مما يعني أن مفهوم الكفاءة لا يعني فقط أصحاب الشهادات الجامعية بل أيضا أصحاب المؤهلات والخبرات (زين، 1972).
ترجع الهجرة العربية في بدايتها الأولى إلى القارة الأمريكية وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث كانت أول هجرة إلى الأرجنتين عام 1833 وإلى البرازيل عام 1860 ثم إلى كندا عام 1882 وبعدها إلى أمريكا عام 1878.
و بلغت الهجرة أوجها في العقود الثلاثة الأولى من بداية القرن العشرين, كما أنها ازدادت بعد حرب 1967، واتضحت ملامح الهجرة العربية بشكل كبير في بداية السبعينات من القرن العشرين اذ يمكن تمييز نوعين من المهاجرين (زرنه جي، 2005):
- النوع الأول: رجال الأعمال و الأيدي العاملة و بخاصة بعد حرب عام 1967 و اللبنانيين خلال الحرب الأهلية حيث بلغ مجموع عدد اللبنانيين المهاجرين 1.5 مليون إنسان.
- النوع الثاني: "هجرة الأدمغة" هجرة الكفاءات العلمية العربية من علماء و أساتذة جامعات و مهندسين و أطباء و أيدي ماهرة.
وطبقاً لإحصاءات جامعة الدول العربية ، فان نسبة المهاجرين ذوي التعليم العالي من مجموع المهاجرين في العالم قد ارتفعت إلى ما يزيد على (50%) فقط خلال السنوات الخمس الفاصلة ما بين عامي 1995-2000، وارتفع عددهم بذلك من (9.7 مليون مهاجر) إلى (19.7 مليون مهاجر) خلال المدة نفسها (جامعة الدول العربية، 2008).
أما حجم هذه الهجرة فقد كشفه تقرير منظمة الهجرة الدولية لعام 2005 الذي أوضح أن حجم الهجرة الدولية – والتي يقصد بها هجرة مواطني دولة ما لدولة أخرى ـ بالدول النامية بصفة عامة 64.6 مليون نسمة في عام 2000، ارتفاعًا من 46.3 مليون نسمة في عام 1990، وطرح التقرير توقعاتٍ حول عدد السكان في الدول العربية، وتأثير الهجرة على عدد السكان؛ فكشف عن أن عدد سكان السعودية في عام 2000 بلغ 22 مليون نسمة، ويتوقع التقرير أن يصل إلى 55 مليون نسمة عام 2050؛ متضمناً الهجرة الدولية، ومقدارها 5 ملايين نسمة خلال هذه الفترة (2000- 2005(
وكشفت تقارير أخرى عن حجم وتطور الهجرة من الدول العربية؛ فتؤكد أن مصر لديها ما لا يقل عن ‏824‏ ألف مصري مهاجرون هجرة دائمة؛، أما الهجره المؤقتة فإن حجمها لا يقل عن مليون و‏902‏ ألف شخص، وأهم الدول العربية المصدرة للعمالة اليمن ومصر والأردن ولبنان وسوريا ـ وفق إحصاءات منظمة العمل الدولية ـ وقد بلغت الهجرة الصافية في اليمن في الفترة (1994-2000) للفئة العمرية (20-49 سنة) بلغ حجمها (81367) مهاجرا بينما في مصر بلغ حجم الهجرة الصافية في الفترة (1996-2000) للفئة العمرية ذاتها (374588) مهاجرا، وفي الأردن بلغت الهجرة الصافية (72934) وفي لبنان بلغت (31808) وتعد البحرين والكويت وعُمان وقطر والسعودية والإمارات الدول المستقبلة للعمالة.
تسرب هجرة الكفاءات يمكن أن يتم في أربعة صور هي( حسين، 1984، 17):
1- هجرة المتدربين من العلماء والمهندسين خارج الدول النامية للعمل في الدول المتقدمة.
2- عدم استغلال المواهب المتاحة في الدول النامية، أي إهمالها إهمالا مطلقا، وهي حالة خطيرة سببها ظروف ملازمة لظروف الدول النامية.
3- عدم استغلال الكفاءات الاستغلال الأمثل، أو توجيهها بصورة سيئة.
4- عدم اكتشاف المواهب والعقول.
في السبعينات من القرن الماضي هاجر ما نسبته (23%) من المهندسين، و(50%) من الأطباء، و(15%) من كل العرب الحاصلين على الدرجة الجامعية الأولى إلى دول أوربا وأمريكا، وفي عقد التسعينات ارتفعت هذه النسب بشكل كبير فحوالي (75000) من مجموع (3000000) الحاصلين على الدرجة الجامعية الأولى من جامعات عربية هاجروا إلى أمريكا الشمالية ودول الاتحاد الأوروبي أي ما نسبته (25%) من مجموع الخريجين، وخلال المدة (1990-2000) هاجر أكثر من (15000) طبيب عربي إلى أوربا.( حسن، 2007، 37)
إلا أن "نزيف العقول" Brain "Drain لم يلق اهتماماً دولياً كبيراً إلا في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات بعد أن بدأت بلدان غربية مصنّعة، كإنجلترا، تفقد بعض كفاءاتها لدول غربية أخرى في حال اقتصادي أفضل.
وقد أشارت أحدث دراسات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تضم 30 دولة صناعية، إلى أن المهاجرين يتمتعون بدرجة من التعليم والكفاءة تفوق مستوى الأعمال التي يؤدوها، وأنه على البلدان الغنية أن تدمجهم في مجتمعاتها وأسواق عمالتها لجني ثمار منافعهم الاقتصادية.
واستندت دراسات المنظمة ومقرها باريس، إلى البيانات التي أعدتها كل دولة من دولها الأعضاء، والتي صنفت المهاجرين حسب بلد المنشأ، العمر،التعليم،الوظيفة، والقطاع الذي يعملون به.
وعرفت الدراسة التي صدرت حديثا بعنوان "لمحة عن المهاجرين في القرن 21"، عرفت المهاجرين بأنهم "أولئك الذين يختلف مكان ولادتهم عن بلد إقامتهم""، ومن ثم فقد استثنت الجيل الثاني أو أبناء المهاجرين وأوضاعهم ومشاكلهم.
وبينت أن نسبة خريجي المرحلة الثالثة من التعليم، أي بعد الثانوية، تفوق في حالة المهاجرين (24 بالمائة) متوسط مواطني دول المنظمة (19،1 بالمائة)، وذلك على عكس نسبة الإفراد الذين حرموا من التعليم أو حصلوا على درجة منخفضة منه.
وحددت أن نسبة العامين المهاجرين ذوى الكفاءات العالية تضاعف نظرائهم من مواطني اليونان وأسبانيا وايطاليا التي تحولت إلى بلدان مستقبلة للهجرة في عهد حديث.
كما ذكرت أن المهاجرين الجدد يحظون بكفاءات أعلى من الجيل السابق من الوافدين من ايطاليا واليونان والبرتغال، وأن الصينيين والهنود ذوى الكفاءات العالية يعملون بأعداد مرتفعة في قطاعي تكنولوجية الاتصال والعلوم في الولايات المتحدة.
وشرحت الدراسة أن المهاجرين قد يواجهون مشكلة اللغة ويحتاجون إلى الوقت للتغلب على العراقيل القانونية والإدارية، وأنهم يتجهون إلى القبول بوظائف لا تتطلب كفاءات أو مهارات على أمل الارتقاء فيما بعد.
وتسجل ظاهرة مشابهة في بعض الدول الاسكندينافية ولكن لأسباب مختلفة، إذ تقبل بكثير من اللاجئين الذين غالبا ما يتمتعون بمستويات عالية من الكفاءة والمهارة واضطروا للهجرة بصورة مباغتة وغير منظمة بل وربما لا يحملون مؤهلاتهم الرسمية أو يعرفون مدة إقامتهم.
وأوصت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بأن تزيد دولها الأعضاء استثمارها في تعليم اللغة للمهاجرين وأن تزيل أيضا العراقيل القائمة في وجه الاعتراف بالمؤهلات والخبرة الأجنبية.
كما أكد جون مارتين، مدير العمالة والشئون الاجتماعية بالمنظمة على "حتمية" بذل الجهود الفعلية ضد التمييز "ففي بعض الدول، يكفى أن يكون اسمك مختلفا لتتقلص فرصك في سوق العمالة".كذلك أن القطاع العام لم ينفتح على توظيف المهاجرين أصحاب الكفاءات العالية.
وفى الولايات المتحدة يعمل في القطاعات العلمية ما يزيد عن 20 بالمائة من المهاجرين من أصل آسيوي.
وأخيرا، يمثل عدد المهاجرين 7،5 بالمائة من تعداد دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تبلغ أعلى نسبة منهم 32،6 بالمائة في لوكسمبورغ، تليها النمسا (23 بالمائة) وسويسرا (22،6 بالمائة).
وبالأرقام المطلقة، تتلقى الولايات المتحدة 31،4 مليون مهاجرا فوق عمر 15 سنة، تتبعها ألمانيا (نحو 8 ملايين)، فرنسا (5،6 مليون)، كندا (5،3 مليون) وبريطانيا (4،5 مليون).
ثانيا: دوافع هجرة العقول العربية:
هناك العديد من الدوافع التي تدفع العلماء إلى الهجرة ، حيث يمكن تحديد اهم هذه الدوافع بالآتي :
1. ضعف المردود المادي لأصحاب الكفاءات العلمية ، وانخفاض المستوى المعاشي لهم وعدم توفير الظروف المادية والاجتماعية التي تؤمن المستوى المناسب لهم للعيش في المجتمعات العربية .
2. وجود بعض القوانين والتشريعات والتعهدات والكفالات المالية التي تربك أصحاب الخبرات ، فضلا عن البيروقراطية والفساد الإداري وتضييق الحريات على العقول العلمية المبدعة ، والتي تبدأ من دخولهم البوابات الحدودية لدولهم وصولا لأصغر موظف استعلامات في الدوائر الرسمية ، مما يولد لديهم ما يسمى بالشعور بالغبن .
3. عدم الاستقرار السياسي أو الاجتماعي والإشكاليات التي تعتري بعض تجارب الديمقراطية العربية ، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى شعور بعض أصحاب الخبرات بالغربة في أوطانهم ، أو تضطرهم إلى الهجرة سعياً وراء ظروف أكثر حرية وأكثر استقراراً
4. سفر أعداد من الطلاب إلى الخارج ، أما لأنهم موهوبون ، بشكل غير اعتيادي ويمكنهم الحصول على منح دراسية أو لأنهم من عائلات غنية ، وبالنتيجة يندفعون إلى التوائم مع أسلوب الحياة الأجنبية وطرقها حتى يستقروا في الدول التي درسوا فيها ، إذ إن فرصة السفر هذه وفرت لهؤلاء الطلاب الإطلاع على تجارب المجتمعات الأخرى والتأثر بما موجود فيها من وسائل العيش ، إضافة إلى توفر الجو العلمي المناسب بالمقارنة بين الحالة الموجودة في الدول العربية وبين ما موجود في الدول المتقدمة .
5. أن تكيف كثير من طالبي العلم مع الحياة في الدول الأجنبية ، ومن ثم زواجهم من الأجنبيات ، وبالتالي إنجابهم للأولاد ، مما يضع المهاجر أمام الأمر الواقع فيما بعد ، إذ يصعب عليه ترك زوجته وأولاده لاعتبارات عديدة منها أن زوجته وأولاده قد لا يستطيعون العيش في بلده الأصلي ، وهم غير مستعدين لمصاحبته ، كما أن كثيرا من التشريعات التي تضع إمامه العراقيل في حالة رغبته العودة إلى البلد الأصلي ، وعلى سبيل المثال ، عدم تعيين المواطنين المتزوجين بأجنبيات بمناصب عالية في بعض الدول العربية . وقد لا يستطيع توفير امتيازات لعائلته كتلك التي كانت متوفرة لديه سابقاً ، ومع تقادم الأيام تنتهي لدى المهاجر فكرة العودة إلى الوطن الأصلي.
6. ويرى بعض الباحثين ، بان من الأسباب الرئيسية ، في بعض الدول العربية لهجرة العقول العربية ، هو حالة الركود في تطور القوى المنتجة والذي وجد تعبيرا له في بقاء وسائل الإنتاج في الصناعة والزراعة وصيد الأسماك والرعي وغيرها دون تغيير ، وحرمان سكان المجتمع من ابسط الخدمات الإنسانية ، كتوفير مياه الشرب والكهرباء والرعاية الصحية
7. يعاني بعض العلماء من انعدام وجود اختصاص حسب مؤهلاتهم كعلماء الذرة وصناعات الصواريخ والفضاء ، ناهيك عن مشاكل عدم تقدير العلم والعلماء في بعض الدول وما اصدق قول رو برت مكنمارا مدير البنك الدولي السابق ، والذي قال في هذا الصدد ( إن العقول تشبه القلوب بصفة عامة في أنها تذهب إلى حيث تلقى التقدير ) وكذلك العقبات الناتجة من عدم ثقة بعض الدول العربية ، لما يحملون من أفكار جديدة ، وتخلف النظم التربوية والبطالة العلمية التي يواجهونها ، ومشاكل عدم معادلة الشهادات .
8. صعوبة أو انعدام القدرة على استيعاب أصحاب الكفاءات الذين يجدون أنفسهم أما عاطلين عن العمل أو لا يجدون عملا يناسب اختصاصاتهم العلمية في بلدانهم وعدم توفير التسهيلات المناسبة وعدم وجود المناخ الملائم لإمكانية البحث العلمي . ولعله من الظريف بمكان أن نذكر في هذا المجال نادرة قديمة خلاصتها : إن فيلسوفاً اقترف ذنباً ، فعلم به سليمان الحكيم بذلك فطلبه للمحاكمة ، وبعد نقاش ، لفظ حكمه قائلاً ( سنحكم عليك حكماً أقوى من الموت ) فاطرق الفيلسوف متملكه العجب وسأل ما هو ؟؟ فأجاب الحكيم ( حكمنا عليك إن تقيم بين قوم يجهلون قدرك ) .
تشكل هذه الدوافع ، غالبية الأسباب التي تؤدي إلى هجرة العقول العربية ، ولا نستبعد وجود دوافع أخرى ، كحب المغامرة ، والعقد الشخصية ، أو غيرها ألا أنها لا تأخذ صفة الشمولية وهي في كل الحالات دوافع فردية ، ولا تحتل الأهمية بحيث تضاف كدوافع إلى مجمل الدوافع السابقة للهجرة .
إضافة إلى وجود المزايا والمشجعات التي تتوفر في البلدان المتقدمة التي تجذب الكفاءات وتجعلها تترك بلدانها والتي أهمها:
1 - المحيط العلمي الأكثر تقدماً الذي يحفز على مواصلة البحث والتجريب وزيادة الخبرة حيث إن ظروف العمل في البلدان المتقدمة وسيلة لتحقيق الطموحات العلمية بما توفره من فرص البحث العلمي ووسائله.
2 - اعتماد الترقية والترفيع بالدرجة الأولى على البحث المنتج والكفاءة الفردية.إن الصعوبات التي تواجه الكفاءات في بلدانها في دخول مراكز المسؤولية أو على الأقل المراكز التي تتلاءم مع مستوى إعدادها يخلق لديها شعوراً بالكبت يتجلى سواء في اعتراضها على الأجور أو بالاشمئزاز وإهمال العمل والمؤسسات التي تعمل فيها، وفي هجرة عدد كبير منها في نهاية المطاف إلى الخارج.
3 - توفر الحرية السياسية والاجتماعية في البلدان المتقدمة الغربية أكثر منها في بلدان العالم النامي.
4 - المستوى المعاشي الجيد الذي يحققه الفرد والضمانات الاجتماعية وخدماتها ووسائل الاستهلاك والرفاه المادي وتسهيلاته.
ثالثا: مراحل هجرة العقول العراقية:
تعد هجرة العراقيين إلى الخارج، بأعداد كبيرة، ظاهرة حديثة إذ لم يعرف تاريخ العراق المعاصر لها مثيلاً باستثناء هجرة اليهود العراقيين إلى إسرائيل بعد قيامها في 1948- 1951 حيث كانت أعداد قليلة تهاجر إلى الخارج. فقد بلغ عدد العراقيين في الخارج 40984 وذلك في تعداد 1957، وانخفض قليلاً في تعداد 1965 حيث بلغ 40818 منهم 29892 في الكويت، أي بنسبة 73,3%.
هاجرت أعداد قليلة من الكفاءات العلمية في العقود التي تلت تأسيس الدولة العراقية عام 1921 بسبب ضعف دوافع الهجرة إضافة إلى قلة أعداد الطلبة الدارسين في الخارج. فقد بلغ مجموع البعثات العلمية العراقية في الخارج 9 فقط في السنة الدراسية 1922-1923 وهي أول سنة تظهر فيها إحصاءات رسمية تخص هذا الجانب. وأعلى عدد سجل في الأربعينات كان 258 في السنة 1946-1947 وفي الخمسينات 234 في السنة 1951-1952.

وتزايدت أعداد الطلبة الذين درسوا في الخارج ولم يعودوا بعد انقلاب 8 شباط 1963 ومجيء حزب البعث والقوميين للسلطة. فبلغت أعداد الذين درسوا في الخارج 6954 في كانون الثاني 1965، وتخرج 367 من معاهد التعليم العالي خارج العراق سنة 1964-1965. ويشير تعداد 1965 إلى وجود 3145 شخصاً يحملون الشهادات العالية في الخارج منهم 503 يحملون شهادة أعلى من البكالوريوس أو الدبلوم، و269 يحملون شهادة الدكتوراه في مختلف الاختصاصات.

وبدأ تيار هجرة الكفاءات يتصاعد أكثر بعد استلام حزب البعث للسلطة ثانية عام 1968. وطبقاً لبحث أعدته منظمة العمل العربية بلغ عدد المهاجرين العراقيين من أصحاب الكفاءات 4192 إلى الولايات المتحدة و204 إلى كندا خلال 1966- 1969. ويشار إلى أن العقول العراقية التي هاجرت إلى الولايات المتحدة خلال هذه الفترة تأتي من الناحية العددية بعد كل من مهاجري الأردن ومصر ولبنان، علما أن هذه الدول ذات موارد محدودة مقارنة بالعراق. هذا إضافة إلى أعداد أخرى توجهت إلى بلدان أخرى.

ويتضح أن النسب الأعلى للخريجين العراقيين غير العائدين للفترة 1958-1970 تركزت في الدول الغربية (83%) من المجموع بالأخص الولايات المتحدة وألمانيا الغربية سابقاً وبريطانيا. وتراوحت نسبة الاختصاصات العلمية من المجموع لغير العائدين بين 66,7% في الدول الاشتراكية و92,1% في ألمانيا الغربية. وأكبر عدد لغير العائدين حسب الدرجة العلمية هو للبكالوريوس وأقله للتدريب والشهادة المهنية.
من دراسة أجرتها (اليونسكو) تبين أن العراق من ضمن سبعة بلدان عربية يهاجر منها كل عام (10,000) من المتخصصين كالمهندسين والأطباء والعلماء والخبراء، وفي دراسة للأمم المتحدة عام 1974 قدر أن 50% من حملة الشهادات الجامعية الأولى (البكالوريوس) في العلوم الهندسية و90% من حملة الدكتوراه هم خارج العراق، ففي السعودية وفي منطقة مكة التي تضم مدن مكة وجدة والطائف بلغت نسبة العراقيين خريجي الجامعات 55% من مجموعهم في تعداد 1974، وهي أعلى نسبة مقارنة بجميع المهاجرين باستثناء القادمين من أوروبا والولايات المتحدة، وتشير دراسة أخرى إلى أن عدد الذين ولدوا في العراق وغادروا إلى الولايات المتحدة عام 1977 بلغ 2811 مهاجراً، وأن 634 منهم كان سكنهم الأخير قبل الهجرة العراق، ولو قُدر أن 5% من الذين هاجروا من هؤلاء إلى الولايات المتحدة هم من الأجانب الذين ولدوا في العراق فإن النسبة الباقية مع ذلك تبقى عالية جداً.(نعمة،2008)
مرت هجرة العقول العراقية بثلاث مراحل هي: (الدليمي، 2008)
المرحلة الأولى: امتدت من عام 1963 حتى عام 1970.

خلال هذه المرحلة القاسية مارست الأنظمة السياسية الحاكمة في العراق مختلف أساليب الاضطهاد والتنكيل والتعذيب والقتل وحتى ممارسة الإسقاط السياسي لخيرة الكفاءات العلمية العراقية وخاصة ذات التوجه الوطني واليساري ، مما أجبر قسماً من هذه الكفاءات والتي سنحت لها الفرصة بمغادرة العراق ولأسباب سياسية بالدرجة الأولى.


المرحلة الثانية: بدأت من أواسط السبعينات من القرن الماضي حتى عام 2002.

تميزت هذه المرحلة باشتداد الصراع السياسي بين الحزب الحاكم من جهة ، وبين الأحزاب السياسية العراقية التي كانت معارضة للنظام الحاكم من جهة أخرى وكانت طبيعة الصراع تحمل طابعاً سياسياً وإيديولوجيا ، أي صراع على السلطة وخلال هذه المرحلة العصيبة عانى الشعب العراقي بشكل عام والنخبة العلمية بشكل خاص من مرارات وقهر وعذابات إنسانية واقتصادية لامثيل لها في العالم ، وبسبب تسلط النظام السياسي ودكتاتوريته وممارسة الاضطهاد السياسي والحروب غير العادلة وفرض الحصار الاقتصادي اللاشرعي والظالم كل هذه الأسباب وغيرها قد شكلت عوامل رئيسية دافعة في هجرة غالبية الكوادر العلمية بما فيها المحسوبة على النظام الحاكم سابقاً.


المرحلة الثالثة: بدأت من ابريل عام 2003 ولغاية عام 2007.

بعد سقوط النظام الحاكم على أيدي قوات الاحتلال الأجنبي سادت الفوضى السياسية والأمنية والاقتصادية وخاصة منذ أواسط عام 2004 حتى أواسط عام 2007، حيث اشتد الصراع الطائفي والسياسي في آن واحد حتى وصل الأمر بأن الشعب العراقي على أبواب الحرب الأهلية ، وكانت قوى داخلية وإقليمية وحتى دولية تقف وراء هذه "الفوضى المنظمة" ولكل قوى حساباتها الخاصة بها.

إن أهم ما تميزت بها هذه المرحلة هي اشتداد أو تفاقم العامل الطائفي بالإضافة إلى العامل السياسي والأمني ، مما ترك كل ذلك أثره السلبي على النخبة العلمية العراقية وبغض النظر عن انتمائها السياسي أو الطائفي مما دفع نسبة غير قليلة من خيرة الأساتذة وخيرة الأطباء والمهندسين والفنانين إلى مغادرة العراق بسبب المضايقات والتهديدات والقتل ، إذ خسرت الجامعات والمعاهد العراقية المئات من خيرة الكوادر العلمية سواء الذين استشهدوا أو الذين غادروا العراق بسبب الانفلات الأمني والصراع الطائفي ، وهذه تعُد اكبر خسارة علمية ومادية على الشعب العراقي ومستقبله.

وإجمالا يمكن القول أن هناك أربعة عوامل رئيسية وأساسية لعبت مجتمعة دوراً كبيراً في هجرة الكفاءات العلمية العراقية وهي: ( الدليمي، 2008)

1. العامل السياسي

2. العامل الاقتصادي

3. العامل الطائفي

4. العامل الأمني

إن هذه العوامل الأربعة أختلف دور ومكانة وطبيعة كل عامل منها ارتباطاً بطبيعة المرحلة وطبيعة النظام الحاكم، فمنذ الستينات من القرن الماضي وحتى عام 2002 لعب العامل السياسي أي الاضطهاد السياسي والعمل الاقتصادي دوراً كبيراً في " هجرة العقول" العلمية ، وأخذت هجرة الكفاءات العراقية الهجرة الواسعة ومعظمها بشكل غير رسمي ، فقسماً منها اتجه نحو البلدان العربية وفي مقدمتها جمهورية اليمن الديمقراطية والجزائر وليبيا ، والقسم الآخر هاجر إلى بلدان أوربا للعيش والاستقرار ، إما المرحلة من عام 2003 حتى أواسط عام 2007، فأن السبب الرئيسي لهجرة الكفاءات العراقية يعود بالدرجة الأولى للعامل الطائفي – الأمني والسياسي، وذهب ضحية هذا الصراع الطائفي والانفلات الأمني المئات والآلاف من خيرة الكفاءات العلمية بحثاً عن العيش والاستقرار، وشكلت هذه الهجرة خسارة علمية ومادية وكارثية لايمكن تعويضها في الأمد القصير.
رابعا: أثر هجرة الكفاءات على التنمية:

توجد آثار سلبية عديدة لهجرة الكفاءات أهمها ما يلي:
1- تقليص حجم قوة العمل الإنتاجية كمًّا ونوعًا، واستنزاف الكفاءات الضرورية بواسطة هجرة العقول، التي تمثل اليوم إحدى معوقات التنمية الشاملة المعتمدة على التقنيات والتكنولوجيات المتطورة الضرورية لهذه البلدان الصاعدة.
2- أحدثت الهجرة خللاً وظيفيًّا كبيرًا في مجتمعات البلدان العربية المصدرة للعمالة، خصوصًا ذلك الفراغ الكبير في العمالة الداخلية: زراعة ـ صناعة ـ خدمات، وأثر سلبًا على كافة القطاعات الاقتصادية، وخصوصًا القطاع الزراعي.
3- تمثل الهجرة خطف للثروة البشرية النادرة في البلدان المصدرة للكفاءات ، مما يؤدي إلى إضعاف القوى المنتجة للاقتصاد وازدياد ندرة الكفاءات العالية.
4- ينجم عن هجرة فرد ما خسارة أولية لبلد الأصل تتمثل في التكلفة التاريخية التي تكبدها المجتمع في تكوين وتعليم المهاجر، بطريق مباشر أوغير مباشر، حتى وقت الهجرة. وبالطبع يقابل التكلفة التاريخية لبلد الأصل، حصول بلد المهجر على مكسب أولى يعادل التكلفة التي كان سيتكبدها لو كان المهاجر إليه قد تكون أساساً داخل حدوده.
5- تؤدى هجرة الكفاءات، في الأجل الطويل، إلى تخفيض الرصيد المعرفي، ومن ثم الناتج الإجمالي، في بلدان الأصل نتيجة لفقد الناتج المترتب على وجود الكفاءات التي هاجرت، من جانب، ولفقد وفورات الحجم الكبير في المعرفة التي تنجم عن اضمحلال مجتمع كفاءات بلد الأصل، من جانب آخر.
6- العجز الحاصل بسبب الهجرة في الكوادر العلمية اللازمة لرفع وتيرة التطور الاقتصادي والاجتماعي وهذا ما يؤثر بشكل مباشر على مستوى رفاهية الشعب.
7- انخفاض المستويات التعليمية في البلد نتيجة تناقص عدد المؤهلين من أعضاء الهيئة التدريسية بالنسبة لعدد الطلاب في الجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية مما يؤدي إلى تخرج دفعات ذات كفاءة محدودة.
8- اضطرار الدولة إلى استيراد الخبرات العلمية الأجنبية من الخارج لتلافي النقص الحاصل من جراء الهجرة وبالتالي الوقوع في دائرة التبعية.
ويرى بعض الخبراء أن الهجرة لها جوانبها الإيجابية التي تتمثل أهمها في ما يلي:
1- امتيازات تصدير قوى العمل للخارج، بما تتضمنه من تحسين الميزان التجاري للدولة عبر تحويلات قوى العمل.
2- الحد من وطأة البطالة، وتوظيف قوى العمل الزائدة، واكتساب مهن وحرف وتقنيات جديدة بواسطة خبرة العمل بالخارج، مع إمكانية تمويل وتنفيذ المشروعات الاستثمارية بالمشاركة الخارجية.
3- حجم تحويلات المهاجرين وتأثيراتها الايجابية ، شكلت تحويلات المهاجرين إلي مواطنهم الأصلية أحد أهم مدخلات تحسين العجز في النقد الأجنبي وفي معالجة الخلل في موازين المدفوعات كما أسهمت تلك التحويلات في تمويل بعض مشروعات التنمية في الدول العربية المصدرة للهجرة ، وأشارت بعض الدراسات إلي أن حجم هذه التحويلات لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعادل 3.8 مرة حجم المساعدات الحكومية التي تتلقاها هذه الدول. كما أوضحت أن هذه التحويلات تعتبر موردا رئيسيا لاقتصادات الدول المصدرة للعمالة حيث تمثل علي سبيل المثال 31.8% من العجز في الميزان التجاري في تونس 84% بالنسبة للمغرب

المصادر:
1- د. نجم الدليمي، هجرة الكفاءات العلمية العراقية الأسباب والمشاكل والحلول، بحث مقدم إلى مؤتمر الكفاءات العراقية الذي عقد في بغداد ، كانون أول 2008، متوفر على الموقع الالكتروني: http://www.iraker.dk/index.php?option=com_content&task=view&id=9645&Itemid=99
2- د. منذر الفضل، إهدار الحريات الأكاديمية وهجرة العقول العراقية، محاضرة القيت في لندن 2001، متوفر على الموقع الالكتروني: http://www.nahrain.com/d/news/02/01/20/nhr0120b.html

3- جامعة الدول العربية، التقرير الاقليمي لهجرة كفاءات العمل العربية هجرة الكفاءات نزيف أم فرص،القاهرة، ادارة السياسات السكانية والهجرة، جامعة الدول العربية، 2008.
4- الاتحاد البرلماني العربي، وضع سياسة واضحة لاستيعاب الكفاءات العربية و الحد من هجرتها إلى الخارج، مجلة البرلمان العربي
السنة الثانية والعشرون - العدد الثاني والثمانون: كانون أول/ديسمبر 2001 ، متوفر على الموقع الالكتروني:
http://www.arab-ipu.org/publications/journal/v82/memobrain.html
5- د. الياس زين ، هجرة الأدمغة العربية ، بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 1972.
6- هاشم نعمة، هجرة الكفاءات العلمية العراقية نظرة تحليلية، متوفر على الموقع الالكتروني: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=166642
7- فاطمة زهرة افريحا " عوامل هجرة الكفاءات في الجزائر" ورقة مقدمة الى الندوة التي نظمتها اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ( الاسكوا) تحت عنوان ( هجرة الكفاءات العربية) ،مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1981.
8- د. نادر فرجاني " هجرة الكفاءات من الوطن العربى فى منظور استراتيجية لتطوير التعليم العالى" ، نقلا عن الموقع الالكتروني :
http://www.mafhoum.com/press2/79S24.htm
9- محمد رياض "الهجرة العلمية واستنزاف الكفاءات" ، نقلا عن الموقع الالكتروني : http://www.arabgate.com/more/7/
10- انتصار الجبالي "هجرة العقول أزمة لها حل" ، جريدة الاسبوع الادبي العدد 1049 تاريخ 31/3/2007 .
11 - محمد محمود يوسف" الطيور العربية المهاجرة والمستقبل المجهول " ، نقلا عن الموقع الالكتروني : http://www.saveegyptfront.org/news/?c=196&a=13337



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن