اليهود والمصالحة مع تاريخهم

محمد باليزيد

2011 / 6 / 3

في كتابه،"التاريخ اليهودي، الديانة اليهودية وطأة ثلاثة آلاف سنة"، ربط الكاتب الإسرائيلي [غير الصهيوني](1)(2)، إسرائيل شاحاك، الدولة الصهيونية بتاريخها [أو بالأحرى تاريخ اليهود] الذي تجتهد، كما يجتهد كل ذي تاريخ سيء، في طمسه وإظهار صورة أخرى محله(3)، صورة الحمل المسالم الذي تعرض ويتعرض للاعتداء من طرف كل الأطراف. وقال كخلاصة أنه "لا خروج للدولة الإسرائيلية من ورطتها ما لم تتصالح مع تاريخها". فما هو هذا التاريخ وكيف التصالح معه؟
يحسن بي هنا أن أترك الكاتب الجليل، شاحاك، وحده يتكلم عن هذا التاريخ، باختصار طبعا، يقول:
"خلال الفترة الكلاسيكية بكاملها، ورغم كل الاضطهاد الذي تعرضوا له [أي اليهود]، شكلوا جزءا لا يتجزأ من الطبقات ذات الامتياز. والتاريخ اليهودي، لاسيما المكتوب بالإنجليزية، مضلل حول هذه النقطة لأنه يميل إلى التركيز على فقر اليهود والتمييز ضدهم. وإذا كان كلاهما صحيحا لبعض الوقت، فإن الحرفيين اليهود الأفقر مثل البائع المتجول وخادم صاحب الأرض، والكاتب الصغير، كانوا أفضل حالا بما لا يقاس من القن. ... ومن المهم أن نلاحظ أنه حتى بداية الهجرة اليهودية الكبرى، (في العصور الحديثة حوالي 1880) كانت المهمة الاجتماعية الأهم، لغالبية اليهود الذين يعيشون في تلك المناطق[يقصد الكاتب هنا أوربا الشرقية]، هي التوسط لقمع الفلاحين، بالنيابة عن النبلاء والتاج" . ص 84/85
"المجتمع اليهودي الكلاسيكي، كان بدون فلاحين، وهو بهذا يختلف اختلافا جذريا عن مرحلة ازدواجية المركز، فلسطين وبلاد الرافدين.... المجتمع اليهودي الكلاسيكي كان يعتمد بصورة خاصة على الملوك أو النبلاء ذوي السلطات الملكية. وهناك قوانين [يهودية] موجهة ضد غير اليهود كالتي تأمر بلعن غير اليهود والإحجام عن مدحهم أو مدح تقاليدهم. وهناك قوانين تسمح باستثناء واحد فقط هو، ملك غير يهودي أو زعيم محلي ذو مكانة (بالعبرية باريتز paretz)" ص 86 ]وهنا نفهم "المصلحة المتبادلة" ونفهم لماذا يعتمد الملوك والنبلاء على جبات ضرائب، من أصل يهودي، لإخلاصهم في استغلال الفلاحين لصالح الملوك والكهان.[
"مجتمع اليهودية الكلاسيكية، كان على تعارض كلي مع المجتمع المحيط به، باستثناء الملك، أو النبلاء عندما يتولون السلطة... ويصبح وضع اليهود أفضل بصورة خاصة في ظل النظم القوية التي حافظت على الطابع الإقطاعي، والتي لم يبدأ الوعي القومي بالظهور فيها، ولو بأدنى مستوياته..." ص89
".... ربما كان أفضل مثل إسلامي هو الدولة التي كان وضع اليهود فيها أفضل من وضعهم في أي مكان آخر منذ سقوط الإمبراطورية الفارسية: الإمبراطورية العثمانية، وخاصة في أوجها في القرن السادس عشر. كما هو معروف جيدا، قام النظام العثماني مبدئيا على إقصاء الأتراك أنفسهم (كي لا نذكر المسلمين بالولادة الآخرين) عن مراكز السلطة السياسية وأهم أقسام الجيش، الفرق الانكشارية التي كان السلطان يعهد بها إلى العبيد المولودين مسيحيين وخطفوا في طفولتهم ليربوا تربية خاصة. ... وفي مثل هذا النظام، كان وضع اليهود في مجالهم، مماثلا لوضع الانكشاريين في مجالهم. وهكذا كان وضع اليهود في أحسن أحواله عندما كان النظام منفصلا عن الشعوب التي يحكمها" ص92/93 [وفي حاجة إلى مرتزقة تساعده على حكمها].
هذا هو تاريخ اليهود كما يراه واحد منهم، [يهمه أن لا يبقوا لعبة في يد الإمبريالية.] فما هو التصالح الذي يراه السيد شاحاك مع هذا التاريخ؟ إن السيد شاحاك يستنبط من هذا التاريخ أن اللعبة التي كان يلعبها اليهود على مدى محلي، صاروا يلعبونها اليوم، نتيجة تضافر الإمبريالية والصهيونية، على المجال العالمي. إن السيد شاحاك يرى أن الشعب اليهودي ليس في طمأنينة و لا في "جنة موعودة" ما دام يلعب دور دركي الإمبريالية وسط محيط معاد.
لا نختلف مع الكاتب الجليل، شاحاك، تقريبا في رؤيته هذه للأمور. لكنني أرى أن ثمة إضافة، مهمة إلى حد ما، لا بد من إضافتها لكل الكم الهائل والمفيد من المعلومات والأفكار التي زودنا بها شاحاك في كتابه، لهذا أقترح على القارئ العزيز أن يقارن بين ما أتى به شاحاك وبين ما جاء في "العهد القديم" من قصة يوسف عليه السلام.(4)
سِفْرُ -لتَّكْوِينِ/ اَلأَصْحَاحُ -لتَّاسِعُ وَ-لثَّلاَثُون
وَلَكِنَّ -لرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفاً وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ -لسِّجْنِ. 22فَدَفَعَ رَئِيسُ بَيْتِ -لسِّجْنِ إِلَى يَدِ يُوسُفَ جَمِيعَ -لأَسْرَى -لَّذِينَ فِي بَيْتِ -لسِّجْنِ. وَكُلُّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ هُنَاكَ كَانَ هُوَ -لْعَامِلَ. 23وَلَمْ يَكُنْ رَئِيسُ بَيْتِ -لسِّجْنِ يَنْظُرُ شَيْئاً -لْبَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ لأَنَّ -لرَّبَّ كَانَ مَعَهُ وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ -لرَّبُّ يُنْجِحُهُ.
سِفْرُ -لتَّكْوِينِ/ اَلأَصْحَاحُ -لْحَادِي وَ-لأَرْبَعُونَ
ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «بَعْدَ مَا أَعْلَمَكَ -للهُ كُلَّ هَذَا لَيْسَ بَصِيرٌ وَحَكِيمٌ مِثْلَكَ. 40أَنْتَ تَكُونُ عَلَى بَيْتِي وَعَلَى فَمِكَ يُقَبِّلُ جَمِيعُ شَعْبِي. إِلَّا إِنَّ -لْكُرْسِيَّ أَكُونُ فِيهِ أَعْظَمَ مِنْكَ». 41ثُمَّ قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انْظُرْ. قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». 42وَخَلَعَ فِرْعَوْنُ خَاتِمَهُ مِنْ يَدِهِ وَجَعَلَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ وَأَلْبَسَهُ ثِيَابَ بُوصٍ وَوَضَعَ طَوْقَ ذَهَبٍ فِي عُنُقِهِ 43وَأَرْكَبَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ -لثَّانِيَةِ وَنَادُوا أَمَامَهُ «ارْكَعُوا». وَجَعَلَهُ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. 44وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «أَنَا فِرْعَوْنُ. فَبِدُونِكَ لاَ يَرْفَعُ إِنْسَانٌ يَدَهُ وَلاَ رِجْلَهُ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ». 45وَدَعَا فِرْعَوْنُ -سْمَ يُوسُفَ «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ». وَأَعْطَاهُ أَسْنَاتَ بِنْتَ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونَ زَوْجَةً. فَخَرَجَ يُوسُفُ عَلَى أَرْضِ مِصْرَ. 46وَكَانَ يُوسُفُ -بْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ. فَخَرَجَ يُوسُفُ مِنْ لَدُنْ فِرْعَوْنَ وَ-جْتَازَ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ. 47 وَأَثْمَرَتِ -لأَرْضُ فِي سَبْعِ سِنِي -لشَّبَعِ بِحُزَمٍ. 48فَجَمَعَ كُلَّ طَعَامِ -لسَّبْعِ سِنِينَ -لَّتِي كَانَتْ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَجَعَلَ طَعَاماً فِي -لْمُدُنِ. طَعَامَ حَقْلِ -لْمَدِينَةِ -لَّذِي حَوَالَيْهَا جَعَلَهُ فِيهَا. 49وَخَزَنَ يُوسُفُ قَمْحاً كَرَمْلِ -لْبَحْرِ كَثِيراً جِدّاً حَتَّى تَرَكَ -لْعَدَدَ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَدَدٌ.
54وَابْتَدَأَتْ سَبْعُ سِنِي -لْجُوعِ تَأْتِي كَمَا قَالَ يُوسُفُ فَكَانَ جُوعٌ فِي جَمِيعِ -لْبُلْدَانِ. وَأَمَّا جَمِيعُ أَرْضِ مِصْرَ فَكَانَ فِيهَا خُبْزٌ. 55وَلَمَّا جَاعَتْ جَمِيعُ أَرْضِ مِصْرَ وَصَرَخَ -لشَّعْبُ إِلَى فِرْعَوْنَ لأَجْلِ -لْخُبْزِ قَالَ فِرْعَوْنُ لِكُلِّ -لْمِصْرِيِّينَ: «اذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ وَ-لَّذِي يَقُولُ لَكُمُ -فْعَلُوا». 56وَكَانَ -لْجُوعُ عَلَى كُلِّ وَجْهِ -لأَرْضِ. وَفَتَحَ يُوسُفُ جَمِيعَ مَا فِيهِ طَعَامٌ وَبَاعَ لِلْمِصْرِيِّينَ. وَ-شْتَدَّ -لْجُوعُ فِي أَرْضِ مِصْرَ. 57وَجَاءَتْ كُلُّ -لأَرْضِ إِلَى مِصْرَ إِلَى يُوسُفَ لِتَشْتَرِيَ قَمْحاً لأَنَّ -لْجُوعَ كَانَ شَدِيداً فِي كُلِّ -لأَرْضِ.
سِفْرُ -لتَّكْوِينِ/ اَلأَصْحَاحُ -لسَّابِعُ وَ-لأَرْبَعُونَ
فَأَسْكَنَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَعْطَاهُمْ مُلْكاً فِي أَرْضِ مِصْرَ فِي أَفْضَلِ -لأَرْضِ فِي أَرْضِ رَعَمْسِيسَ كَمَا أَمَرَ فِرْعَوْنُ. 12وَعَالَ يُوسُفُ أَبَاهُ وَإِخْوَتَهُ وَكُلَّ بَيْتِ أَبِيهِ بِطَعَامٍ عَلَى حَسَبِ -لأَوْلاَدِ. 13وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ فِي كُلِّ -لأَرْضِ لأَنَّ -لْجُوعَ كَانَ شَدِيداً جِدّاً. فَخَوَّرَتْ أَرْضُ مِصْرَ وَأَرْضُ كَنْعَانَ مِنْ أَجْلِ -لْجُوعِ. 14فَجَمَعَ يُوسُفُ كُلَّ -لْفِضَّةِ -لْمَوْجُودَةِ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَفِي أَرْضِ كَنْعَانَ بِالْقَمْحِ -لَّذِي -شْتَرُوا. وَجَاءَ يُوسُفُ بِالْفِضَّةِ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ. 15فَلَمَّا فَرَغَتِ -لْفِضَّةُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَمِنْ أَرْضِ كَنْعَانَ أَتَى جَمِيعُ -لْمِصْرِيِّينَ إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ: «أَعْطِنَا خُبْزاً فَلِمَاذَا نَمُوتُ قُدَّامَكَ؟ لأَنْ لَيْسَ فِضَّةٌ أَيْضاً». 16فَقَالَ يُوسُفُ: «هَاتُوا مَوَاشِيَكُمْ فَأُعْطِيَكُمْ بِمَوَاشِيكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِضَّةٌ أَيْضاً». 17فَجَاءُوا بِمَوَاشِيهِمْ إِلَى يُوسُفَ فَأَعْطَاهُمْ يُوسُفُ خُبْزاً بِالْخَيْلِ وَبِمَوَاشِي -لْغَنَمِ وَ-لْبَقَرِ وَبِالْحَمِيرِ. فَقَاتَهُمْ بِالْخُبْزِ تِلْكَ -لسَّنَةَ بَدَلَ جَمِيعِ مَوَاشِيهِمْ. 18وَلَمَّا تَمَّتْ تِلْكَ -لسَّنَةُ أَتُوا إِلَيْهِ فِي -لسَّنَةِ -لثَّانِيَةِ وَقَالُوا لَهُ: «لاَ نُخْفِي عَنْ سَيِّدِي أَنَّهُ إِذْ قَدْ فَرَغَتِ -لْفِضَّةُ وَمَوَاشِي -لْبَهَائِمِ عَِنْدَ سَيِّدِي لَمْ يَبْقَ قُدَّامَ سَيِّدِي إِلَّا أَجْسَادُنَا وَأَرْضُنَا. 19لِمَاذَا نَمُوتُ أَمَامَ عَيْنَيْكَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا جَمِيعاً؟ -ِشْتَرِنَا وَأَرْضَنَا بِالْخُبْزِ فَنَصِيرَ نَحْنُ وَأَرْضُنَا عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ. وَأَعْطِ بِذَاراً لِنَحْيَا وَلاَ نَمُوتَ وَلاَ تَصِيرَ أَرْضُنَا قَفْراً». 20فَاشْتَرَى يُوسُفُ كُلَّ أَرْضِ مِصْرَ لِفِرْعَوْنَ إِذْ بَاعَ -لْمِصْرِيُّونَ كُلُّ وَ-حِدٍ حَقْلَهُ لأَنَّ -لْجُوعَ -شْتَدَّ عَلَيْهِمْ. فَصَارَتِ -لأَرْضُ لِفِرْعَوْنَ. 21وَأَمَّا -لشَّعْبُ فَنَقَلَهُمْ إِلَى -لْمُدُنِ مِنْ أَقْصَى حَدِّ مِصْرَ إِلَى أَقْصَاهُ. 22إِلَّا إِنَّ أَرْضَ -لْكَهَنَةِ لَمْ يَشْتَرِهَا إِذْ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ فَرِيضَةٌ مِنْ قِبَلِ فِرْعَوْنَ. فَأَكَلُوا فَرِيضَتَهُمُ -لَّتِي أَعْطَاهُمْ فِرْعَوْنُ. لِذَلِكَ لَمْ يَبِيعُوا أَرْضَهُمْ. 23فَقَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ: «إِنِّي قَدِ -شْتَرَيْتُكُمُ -لْيَوْمَ وَأَرْضَكُمْ لِفِرْعَوْنَ. هُوَذَا لَكُمْ بِذَارٌ فَتَزْرَعُونَ -لأَرْضَ. 24وَيَكُونُ عَِنْدَ -لْغَلَّةِ أَنَّكُمْ تُعْطُونَ خُمْساً لِفِرْعَوْنَ وَ-لأَرْبَعَةُ -لأَجْزَاءُ تَكُونُ لَكُمْ بِذَاراً لِلْحَقْلِ وَطَعَاماً لَكُمْ وَلِمَنْ فِي بُِيُوتِكُمْ وَطَعَاماً لأَوْلاَدِكُمْ». 25فَقَالُوا: «أَحْيَيْتَنَا. لَيْتَنَا نَجِدُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْ سَيِّدِي فَنَكُونَ عَبِيداً لِفِرْعَوْنَ». 26فَجَعَلَهَا يُوسُفُ فَرْضاً عَلَى أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هَذَا -لْيَوْمِ: لِفِرْعَوْنَ -لْخُمْسُ. إِلَّا إِنَّ أَرْضَ -لْكَهَنَةِ وَحْدَهُمْ لَمْ تَصِرْ لِفِرْعَوْنَ.
1) في كثير من الكتب التي قرأت أثارت انتباهي ، غير ما مرة، المسألة التالية: حين يأتي الكاتب على ذكر اسم أحد الكتاب أو المفكرين أو.... يضيف إلى اسمه [فقط إذا كان يهوديا ] صفة اليهودي. وأتساءل لماذا لا تضاف صفات المسلم أو المسيحي أو البوذي... إلى كل من له علاقة بهذه الصفات؟ للقارئ العزيز أن يجيب أو يبحث عن جواب هذا السؤال. كما أستسمح القارئ إلى أن أشير إلى أهمية هذا الكتاب، كتاب شاحاك، إن استطاع قراءته، نسخته العربية الإلكترونية في مكتبة التمدن، ترجمة: صالح علي سوداح.
2) بالإضافة إلى أنه غير صهيوني ومقيم في الدولة الصهيونية فإنه يحاول جاهدا فضح الصهيونية من أجل الإنسانية جمعاء ومن أجل أبناء جلدته الذين هم كذلك من "ضحايا" الصهيونية. يمكن للقارئ العربي أن يعترض على مقولة "اليهود من ضحايا الصهيونية" كذلك. فليقم تشبيها بسيطا[إذا أمكن للبسيط أن يمثل المعقد]: في مجتمع ما، تتضافر ظروف معينة فتنتج مجرما في هذا الشخص أو ذاك. يصير هذا الشخص مجرما في أعين الناس والقانون، ولا بديل للقانون من اعتباره كذلك، لكن هذا الشخص كان ضحية قبل أن تكتمل فيه "صفات المجرم" التي غطت فيما بعد بالكامل تقريبا على "صفات الضحية". كان اليهود ضحايا يقتنصهم الدعاة الصهاينة ويحولونهم بعد ذلك إلى مجرمين كاملي الصفات. لكن مؤسسي الصهيونية وزعماء دولتها اليوم ومنظريها ليسوا ولم يكونوا بأي حال من الأحوال ضحايا.
3) نعتقد أنه حتى تاريخ العرب والمسلمين يجب النظر إليه بمنطق شاحاك. لقد حاول بعض المجتهدين ذلك لكن نظرة التبجيل ما تزال تطغى على مخيلتنا الجماعية. لأعطي مثالا وحيدا وبسيطا فقط: تتبجح كل "التواريخ" العربية بملحمة التحرير ورجالها. لكنها تنسى أنه قبل ملحمة التحرير كان هنالك من باع الأوطان ومن خرب الأرض والعباد حتى وإن لم يبع الوطن... ونحن على كل حال أحفاد لهؤلاء وأولئك. التصالح مع ماضينا يقتضي الاعتراف بكل نواقصه قصد تجاوزها.
4) كل ما نقتبسه من "العهد القديم" مرجعنا فيه هو: النسخة العربية من الكتاب المقدس، العهد القديم، المترجمة من طرف الكنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس - الإسكندرية – مصر المنشور في موقعها:
http://st-takla.org/pub_oldtest/08_ruth.html
نقتبس ذلك دون أدنى تغيير طبعا.
هذه إضافات:
*) وفق القانون الإسرائيلي، يعتبر الشخص "يهوديا" إذا كانت أمه يهودية أو كانت جدته لأمه أو جدة أمه يهودية الديانة، أو إذا تحول الشخص إلى الديانة بطريقة ترضى عنها السلطات الإسرائيلية. ويشترط أن لا يكون هذا الشخص قد تحول عن اليهودية إلى أية ديانة أخرى.
**) مراحل التاريخ اليهودي حسب شاحاك أربع هي:
أ)مراحل الملكيات القديمة في إسرائيل ويهوذا حتى تدمير المعبد الأول (587 ق.م) والسبي البابلي.
ب) مرحلة ازدواج المركز في فلسطين ووادي الرافدين من العودة من بابل(537 ق.م) حتى 500م
ت) الفترة التي عرفناها بأنها حقبة اليهودية الكلاسيكية.
ث) الفترة الحديثة وتتسم بانهيار المجتمع اليهودي الشمولي ومحاولات إعادة فرضه، أهم هذه المحاولات الصهيونية، وتبدأ هذه الفترة في هولندا في القرن السابع عشر وفي فرنسا والنمسا(باستثناء هنغاريا) أواخر القرن الثامن عشر.... ص 83 [فترة اليهودية الكلاسيكية إذن تبدأ مع نهاية المرحلة الثانية، أي حوالي 500م لكن نهايتها تختلف من موقع لآخر. وقد أشار الكاتب إلى أنه في المنطقة العربية، وأشار بالخصوص إلى اليمن، فإن هذه المرحلة امتدت حتى حوالي 1948م ]
***) "وفي كل مكان تقريبا، أثارت اليهودية الكلاسيكية كرها واحتقارا للزراعة كمهنة وللفلاحين كطبقة، وأشد من ذلك لغير اليهود، كراهية لا علم لي بما يضاهيها في مجتمعات أخرى.....
معظم الاشتراكيين اليهود في أوربا الشرقية (أي أعضاء الأحزاب والفئات اليهودية جميعهم أو غالبيتهم.)، مذنبون لعدم إشارتهم إلى هذه النقطة. وبعضهم وصم هو نفسه لمواقفه المعادية للفلاحين والتي ورثها عن اليهودية الكلاسيكية. وبالطبع، كان الاشتراكيون الصهاينة الأسوأ في هذا المجال، ولكن الآخرين مثل البوند(Bund) لم يكونوا أفضل بكثير.والمثل التقليدي هو معارضتهم لتشكيل تعاونيات فلاحية يدعمها الكهنة الكاثوليك، على أساس أن ذلك يعتبر عملا لاساميا، وهذا الموقف لم يختف حتى الآن، إذ يمكننا أن نلاحظ بوضوح آراء عنصرية لدى عديد من المنشقين اليهود في الاتحاد السوفييتي، حيال الشعب الروسي، إلى جانب استنكاف العديد من الاشتراكيين اليهود عن بحث هذه الخلفية، مثل إسحاق دويتشر (Isaac Deutscher)" ومجمل الدعاية العنصرية حول التفوق المفترض للأخلاقية والعبقرية اليهودية (وقد برز فيها عدد من الاشتراكيين اليهود) موسومة بفقدان الحساسية اتجاه معانات القسم الأكبر من البشرية والذين اضطهدوا خلال آلاف السنين، أقصد الفلاحين." ص85/86



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن