نظام آل سعود وإثارة الفوضى في البلاد العربية – اليمن أنموذجا

شمسان دبوان سعيد
Shamsan.trans@gmail.com

2011 / 5 / 15

لا احد ينكر جهود الشعب السعودي في دعم الأشقاء في اليمن . فالإعلام السعودي بمساندة وسائل الإعلام الرسمية في الإشادة بالجهود السعودية لدعم الشعب اليمني ولا احد ينكر ذلك وليست المملكة العربية السعودية ونظام آل سعود من دعم اليمن فكل الدول الشقيقة والصديقة دعمت وما تزال تدعم اليمن والشعب اليمني ولكن هناك فرق في طبيعة ومغزى الدعم السعودي . وهو فرق بسيط ذلك أن نظام آل سعود يدعم النظام ليستقوي على الشعب المظلوم بينما بقية الدول الشقيقة والصديقة تقوم بدعم اليمن لأجل شعبها – طبعا باستثناء نظام القذافي الذي دعم الشعب اليمني بملايين الألغام - . فنشكر إخواننا رجال المال والأعمال الذين يقدمون الدعم بكافه أشكاله لأشقائهم في اليمن لأجل اليمن وشعبها لا لأجل النظام الفاسد ورموزه . وهكذا ما يزال النظام السعودي يكن بحقد دفين منذ القدم للشعب اليمني ، بل والشعب العربي - ويبذلون الغالي والرخيص في سبيل بقاء هذا الشعب متخلفا يعاني ويلات الحروب والصراعات الحزبية والطائفية .

مذكرات الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر

من إحدى مذكراته - رحمه الله – أن الملك الأب عبد العزيز بن سعود أوصى أبناءه من بعده بان تطور اليمن لا يصب في صالح المملكة ولهذا عمل أبناؤه من بعده ببذل كل ما يقدرون على بقاء اليمن معانيا من ويلات الحرب والتفرق وإضعاف وحدة الشعب اليمني المظلوم . ففي حرب صيف 1994م . عمل نظام أل سعود بكل ما وسعه من اجل انقسام اليمن إلى دولتين وقامت بدعم قوى الردة والانفصال بكل أشكال الدعم المادي والعسكري ولا يستبعد في أن النظام السعودي كان يدعم قوات الانفصال والردة والقوات الشرعية على حد سواء من اجل القضاء على الشعب اليمني وعلى منهج - فرق تسد . لكن إرادة الشعب أرادت لليمن البقاء موحدا رغم كل ما بذل من قبل نظام آل سعود .
وفي عام 2004 م أشعل الرئيس صالح فتنة التمرد الحوثي في محافظة صعده شمال البلاد وكان الغرض الأساسي من هذه الفتنة هو تصفية قيادات عسكرية مهمة كان السفاح صالح يرى أنها تشكل تهديدا لتوريث الحكم لابنه من بعده . فراح يتفنن ويتلاعب بإشعال الحرب لتصفية تلك القيادات وما أن علم أن الجيش بدأ السيطرة الكاملة على مواقع الحوثيين يعلن وقف الحرب وإعفاءه عن المتمردين وإطلاق سراحهم ليعاود إعلان الحرب مرة أخرى حسب الطلب . وراح السفاح صالح يستعطف قلوب الأمراء في السعودية بان هولاء يشكلون تهديدا لآمن المملكة ذات الأغلبية السنية في البلاد . داعيا بذلك إلى حرب طائفية بين شعوب المنطقة . الأمر الذي استجابت له المملكة وقامت بقتل الآلاف من الأبرياء العزل من أبناء محافظة صعده . حتى وصل الأمر إلى محاولة تصفية قائد المنطقة الشمالية الشرقية اللواء علي محسن الأحمر حسب ما أورده موقع ويكليكس الوثائقي . كما استعطف نظام السفاح صالح الولايات المتحدة الأمريكية في مساعدتها لضرب مسامير في نعشه من خلال قمع أبناء شعبه في محافظة صعده مستغلا بذلك تأزم العلاقات الأمريكية الإيرانية . بدعوى أن الحوثيين هم قلة من الشيعة توظفهم إيران لخلق حرب طائفية في المنطقة .

الإرهاب..... والشيعة

ومع تحالف ثلاثة أنظمة حاقدة على ارض اليمن ورأت المملكة أنها عجزت تماما عند صد بضعه شباب لا يملكون سوى هدف واحد " الله اكبر ... الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل “ الأمر الذي اغضب نظام آل سعود ونظام السفاح صالح. لأنهم هتفوا ضد حلفائهم الأمريكان واليهود . ليبذل السفاح صالح بالتعاون مع نظام آل سعود كل ما في وسعه لإدراج الحوثيين ضمن قائمة الإرهاب الدولي . وهذا غير مستبعد في أن الإدارة الأمريكية شاركت في الحرب على الحوثيين في صعده . كما أكد موقع ويكليكس الوثائقي بنشره معلومات تتعلق في الحرب على الإرهاب في أبين .

مرتبات ووساطات قبلية

لا احد يعلم سر صرف المرتبات لمشائخ قبلية في مأرب وصعده والجوف من قبل نظام آل سعود بل لم يعد الأمر كافيا لصرف مرتبات فقط وإنما وصل الأمر في التوسط في الخلافات القبلية مع نظام السفاح صالح . أليس ذلك تدخل لأسرة آل سعود في الشأن اليمني بمساندة الأمريكان ؟؟ كنت أخشى أن يتدخل نظام آل سعود لقمع المعتصمين في ساحات التغيير في اليمن كما فعل في البحرين وهذا ما حدث بالفعل لنقول أن هذا النظام ما يزال يكن بالحقد الدفين لهذا الشعب العظيم – شعب الإيمان والحكمة . وان هذا النظام سوف يدفع ثمن إراقة الدماء اليمنية الطيبة التي أريقت في مختلف المدن اليمنية وان لكل ظالم نهاية حتمية لا مفر منها لتتحقق عدالة الله بين عباده في الأرض .

مساعدات نظام آل سعود ... في قمع ساحات التغيير

الملايين من أبناء الشعب اليمني العظيم يمن الإيمان والحكمة خرجوا للمطالبة بحقوقهم المسلوبة على مدى ثلاثة وثلاثون عاما من الظلم والفساد . شعب فاق حاكمه بالعلم والحكمة ... شعب سجل درس لحاكمه وبقية المفسدين من حوله ولكن حاكمه غبي لم يستفيد منه بل أصر على خطأه .... شعب صحح المفاهيم الخاطئة والنظرات المشبوهة في هذا الشعب العظيم ... الكل ترك سلاحه وانضم إلى ساحات التغيير والوقوف إلى جانب الشباب اليمني في إنجاح هذه الثورة .... شعب بكل أطيافه ومذاهبه التحموا صفا واحدا موحدا ليطالبوا برحيل الفساد ...... بينما وقف الشعب العربي إلى جانب إخوانهم الأشقاء في اليمن .... تداعت وسائل الإعلام الرسمية السعودية بتسمية الثورة بالاضطرابات .... اضطرابات ناتجة عن ماذا ؟؟ ليقدموا كل الدعم للسفاح صالح بارتكاب مجازر بحق هذا الشعب العظيم .... وهكذا وظف النظام السعودي كل مقوماته وإعلامه وحتى علمائه في دعم المجرمين الذين سعوا في الأرض الفساد وقتلوا الأنفس البريئة . تحت مسمى الخارجين عن طاعة ولي الأمر ؟؟؟

علماء السلطة والنظام

العلماء هم ورثة الأنبياء وهم من يعول عليهم مكافحة الفساد تحت ما يسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . لكن أن يتحول الأمر إلى استغلال الدين لصالح السلطة فهذا أمر غير مقبول إطلاقا . لقد أفتى علماء السلطة الحاكمة في نظام آل سعود يغزوا العراق من قبل اليهود والنصارى وراح ضحيته الآلاف من البشر . واليوم علماء السلطة في السعودية يحرمون المظاهرات السلمية المنادية لإسقاط الأنظمة الفاسدة في الوطن العربي . فقد حرم رئيس هيئة كبار العلماء في المملكة المظاهرات السلمية المطالبة بالحقوق والواجبات والتي كفلها الدستور واعتبرها الشيخ الجليل من باب الفتنة والتمرد والخروج عن الطاعة وولي الأمر ؟؟ إن من مثل هذه الفتوى الصادرة من شيخ يزعم انه من ورثة الأنبياء ومن يعول عليه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن يدعون أنهم أهل السنة والجماعة تشكل خطر على الإسلام والمسلمين . والحقيقة يا فضيلة الشيخ – جزاك الله خيرا – انك بهذا من أتباع أهل الفساد وتدعوا إلى الظلم وتستغل الدين في خدمة الظالمين والمفسدين . فاتقوا الله في أنفسكم وفي شعوبكم الم تقرأ القران الكريم الذي حرم قتل النفس ؟؟ الم تقرأ أن الظلم ظلمات يوم القيامة ؟؟ ألا تخجلوا من أنفسكم ومن خالقكم ؟؟ هل الشعب المصري – أو التونسي أو اليمني كلهم خرجوا عن الطاعة وحملوا السلاح في وجه ولي الأمر ؟؟؟ هل هذه الشعوب كلها خوارج وأصحاب فتنة ؟؟ أي دليل تستدلون به لإصدار فتوى كهذه ؟؟ هل مرجعكم كتاب الله أم دستور آل سعود والأنظمة الفاسدة وما يمليه عليهم أعداء الله من اليهود والكفار ؟؟ حسبي الله ونعم الوكيل .

وإذا كان العلماء في المملكة العربية السعودية البلد الطيب وقبلة المسلمين والبيت الحرام يعتقدون مثل هذه الاعتقادات ويصدرون مثل تلك الفتاوى التي تنص صراحة على إباحة دماء المسلمين - لم يسعنا إلا القول – بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا من ارض المملكة كان الأولى للنظام السعودي أن يقف إلى جانب الشعوب العربية ومطالبها فهي الباقية . فهل اقتربت ساعة الرحيل لرموز الظلم والفساد ،وهل تطال ثورة التغيير هذا النظام ؟؟؟ الأيام القادمة ستجيب على هذا السؤال وسيرحل كل الظالمين الذين نهبوا ثروات البلاد والعباد على مدى عقود من الزمن .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن