هل حقاً نعيش نهاية زمن الأنظمة المهيمنة؟ نعم سؤال يفرض ذاته في هذا الواقع الذي نعيشه.

شيرين حسن

2011 / 5 / 12

وكي نجد الجواب المناسب لهذا السؤال علينا البحث عن الأسس التي تجعل من نفسها مصدر المشاكل التي تعيشها المجتمعات في الشرق الأوسط.
منذ آلاف السنين وإلى يومنا الراهن مازالت الأنظمة المهيمنة تقوم بتطوير وتنويع أساليب الحروب على جغرافية الشرق وشعوبها، لم يبقى شيء ولم يتأثر بهذه الحروب.علينا أن لا ننسى أن أول انكسار جنسي الذي تم بحق المرأة فتح الطريق أمام تزحزح توازن البيئة، بها تطورت الأنانية والطمع لدى بني البشر في المزيد من التحكم والتسلط ، ربما سيطرة تلك الأنظمة السياسية، الأيديولوجية والاقتصادية على الرجل جعلته يعتبر المرأة هي الآخر ناقصة باعتبارها الحلقة الأضعف، غير معترف بأنها كيان منفصل عنه، فهو يرى أن المرأة لا يمكن أن تستغني عنه، فهي محتاجة له، متناسيا حقيقة مهمة أنه كذلك لا يمكن له الاستغناء عن المرأة فحاجته للمرأة تكون أكثر من حاجة المرأة إليه.
إن تلك الأسباب جميعا يمكن قياسها على واقعنا الشرقي المعاش، فصراع المرأة والرجل أو "الذكورة والأنوثة" صراع لم يكن وليد اللحظة، وإنما كان نتيجة سلسلة من الأحداث والوقائع التي جعلت الصراع ينمو ويضطرم، إنه صراع التاريخ الذي بدأ منذ طورت المرأة جماليات وإبداعات ضمن الواقع البشري. نعم لقد انتشرت هذه الصراعات وتحولت إلى حروب كبيرة. حروب الجيوش والإمبراطوريات، بهذه الحروب تأثرت مصادر الحياة الأساسية، حيث هناك أربع مصادر التي تتطور الحياة من خلالها؛ التراب، الماء، الهواء والنار. لم يبقى بقعة من الأرض ولم يتم استخدامها، الماء الذي هو مصدر الحياة لم يبقى نبع ولم يجف أو يتعكر، الهواء الذي نتنفسه بات ملوثاً ومليء بالمواد الكيمائية والحرارة ارتفعت الى مستوى عالي مما أدى إلى تثقب طبقة أوزون وتوصل إلى درجة انعدام التوازن فيما بين المصادر الأساسية(الماء – الهواء – النار - التراب) التي تخلق الحياة، تطور انعدام التوازن فيما بين المجتمع نفسه( الرجل والمرأة)، فيما بين الطبيعة والإنسان وفيما بين الكائنات الحية والمجتمعات الإنسانية. التضخم الذي تعيشه المدن يؤدي يوما بعد آخر الى زيادة النسبة السكانية إلى الملايين في المدن اضحى احدى المشاكل الاجتماعية الهامة لعصرنا، وتدخل الأنظمة المهيمنة إلى القرى وسد الطريق أمام الزراعة وتربية الحيوانات وجر كل شيء إلى المدن ارتباطا بهذا التضخم. نعم تلك المدن الصاخبة التي ينعدم فيها الهواء النقي وتعلوها دخان الشركات التكنولوجية والكيميائية، كل ذلك يؤدي الى تسمم الهواء وتلوثها وهذه تدمر حياة الكائنات الحية، تزايد العدد السكاني الذي يسيطر على العالم يضعف من تحمل هذه الأرض لآثارها الناجمة عنها، كلما يزداد التعداد السكاني يزداد متطلباتهم وحاجاتهم إلى مصادر الحياة أكثر ولكن نتيجة عدم فتح الأنظمة الإستبدادية المتسلطة الطريق أمام حرية البشر في تأدية متطلباتهم بشكل حر ومستقل مما زاد من مستوى الفقر والبطالة والجوع والأمراض...الخ. رغم كل الحيل والدسائس التي يتبعها النظام المهيمن الا ان القضايا اصبحت واضحة وضوح الشمس والبشرية وصلت الى حالة لم تعد تحتمل هذا الوضع، وكما يقال: لقد وصل السكين إلى العظم، لم تعد تتحمل البشرية تطفل هذه الأنظمة على جهودها، وتسلب كل قيمها لاستمرار تسلطها. لذا فأنا مقنعة أن الإنسان وصل إلى وعي؛ لابد من تغير هذه الأنظمة وقوانينها وحقوقها حسب مزايا المجتمع، لذا ما نلاحظه اليوم من الإنتفاضات الشعبية وثورات الشعوب فإنها تعبير وجداني عن واعيها الرافض للعبودية وسعي لرد الإعتبار والرغبة في إعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي.
من هذا المنطلق أريد القول أنه حان الوقت لإزالة هذه الأنظمة الطفيلية وذهنيتها الأستعمارية لقيم وحقوق الشعوب، وإن بعض الآراء العلمية التي تدعي باقتراب نهاية الزمن من احدى الجوانب تؤكد بأن القضايا التي ذكرنا في الاعلى تفاقمت بمستويات عالية. ولهذا علينا جميعا كانسانية تريد الحياة بشكل متوازن مع الطبيعة ان نعمل لوضع حد لهذه الانظمة المهيمنة التي تتسبب في هذه القضايا، وان نعمل بجد من اجل كتابة تاريخ جديد يمكن اعتباره تاريخ ثورات الشعوب الديمقراطية، تاريخ الحريات، تاريخ العقد الإجتماعي مع المرأة ومساواتها مع الرجل، تاريخ التسامح والديمقراطية وبناء مجتمعات أخلاقية وسياسية ضمن كونفدراليات ديمقراطية



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن