أحداث البحرين .. تحليل و تعليق ..

خالد قمبر
khalidbahrain@yahoo.com

2011 / 4 / 4

إن الأمن و الاستقرار يعد من أهم الأسس لبناء اى دولة حديثة ..ودور وزارة الداخلية هو المحرك الفاعل لتحقيق الأمن العام .. فالبحرين وحسب التصريحات الرسمية دولة المؤسسات و القانون ..ولكن هذا الشعار لم يتم تطبيقه فعليا علي ارض الواقع .. فقد أجاز الدستور حق التعبير عن الرأي و منها حق الاعتصام المبنى علي لوائح وأنظمة . وهنا نطرح سؤال لو إن وزارة الداخلية طبقت القانون مع بداية الأحداث في دوار اللؤلؤة في 14 و 15 فهل سنصل إلى ما وصلنا إليه من تراكمات مؤلمة سقط فيها قتلى و جرحى و تدمير و خراب ..؟؟!! اعتقد إن وزارة الداخلية قد أخفقت في المحافظة علي الأمن و تطبيق القانون منذ البداية .. وحتى بعد الحوادث الدامية التي وقعت فقد أصبحت الشوارع الرئيسية في مدينة المنامة وخاصة المنطقة الدبلوماسية خالية من رجال الأمن ..!!

وهذا يعد خطأ جسيما .. فقد تسبب هذا الانفلات الأمني وخلو الشوارع من رجال الداخلية في نشوء مليشيات غوغائية لا تعي بالمسئولية فقد أخذت علي عاتقها دور الامن .. سد الثغرات و ملء الفراغ الامنى ..!!! حتى إن وزارة الداخلية فشلت في التواجد الإعلامي " التلفزيون " حالها حال كافة الوزارات الحكومية الخدمية فاختفت الحكومة و اختفي الوزير و الوكيل و الوكيل المساعد و المدير و المشرف ..!!! فقد كان وضع المواطن و المقيم في وضع العاجز و الخائف و القلق و شارد الذهن ..!!! فقد تخلى عنه الجميع ..!!! فالتلفزيون الرسمي و الاذاعة كانا المتنفسين الوحيدين للمواطن و المقيم ..تارة يصرخ وتارة يبكي وتارة يتلعثم و يسكت ..!!! إن الوضع الذي مر علي مملكة البحرين قد كشف المستور..وهو عدم وجود من يتحمل المسئولية والمقدرة والكفاءة علي مواجهة حالات الطوارئ و الكوارث و الازمات ..في حين نشؤها ..!!! فالوضع الصعب قد كشف معادن الرجال عند الشدائد ومعادن القيادة ..!!!

وهنا اطرح مجرد تساؤل لو كان تم التعامل مع المعتصمين في دوار اللؤلؤة حسب القانون و النظام و بالأسلوب المتحضر و الراقي وتم تفكيكه في حينه فهل كان سيتطور إلي ما وصل إليه الحال اليوم..؟؟!! خسائر في الأرواح البشرية و الجرحى و أزمات اجتماعية و تربوية و اقتصادية و صحية ..وغيرها من خسائر مادية و معنوية ..؟؟ اعتقد إن الإشكالية كانت تكمن في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.. فالاعتصام .. تطور من بضعة مئات إلى بضعة ألوف من المعتصمين و تطور من الدوار إلي الفراغات المحيطة به حتى وصل إلي المرفأ المالي .. إلي المدارس إلي المستشفيات إلى الجامعات .. وتطور إلي أن أغلقت الشوارع و الطرقات وتعطلت المصالح ..!!! الاعتصام في البداية كان مجرد شمعة ثم تحول إلي شعلة و من ثم إلى نار مستعرة أكلت الأخضر و اليابس ..!!!

وهذه البيئة العفنة و المتهالكة التي مرت بها مملكة البحرين قد ولدت خلايا نائمة و توجهات سياسية وأزمات إقليمية و دولية .. وظهور مفاهيم المؤامرة ..فكان هناك اعلام و اعلام مضاد .. وعلى اثرها فتحت كهوف تعشعش فيها خفافيش الظلام طائفية و مذهبية و عقائدية ..!!! ومن المؤسف حتى بعد هذه الاحداث الدامية .. لا اعتقد بأننا سنتعلم الدرس و نكتسب الخبرة .. لكون الاسس لبناء الدولة الحديثة مازالت غائبة .. ومازالت التجاوزات و الفساد المالي و الاداري الحكومي مازال قائما و فالكثير من القرارات تتخذ لمجرد ردود افعال .. وهى بالتالي ارتجالية و غير مدروسة وبالتالي نتائجها وخيمة وكارثية ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن