عداد نوري المالكي !

طارق حربي
tarikharbi52@gmail.com

2011 / 3 / 29

كلمات
-370-
طارق حربي
عداد نوري المالكي !

بعد مضى شهر واحد على مهلة الـ 100 يوما التي أعطاها رئيس الوزراء نوري المالكي في 27 من شباط الماضي، للوزارات وإدارات المحافظات لتقييم عملها ومعرفة مدى نجاحها أو فشلها، كشف القيادي في ائتلاف دول القانون عزة الشابندر يوم أمس الاثنين 28 آذار، عن سعي المالكي لتشكيل أغلبية نيابية تحكم خلال الفترة المقبلة، وأن إئتلاف دولة القانون يجري محادثات سرية ومعلنة مع أطراف سماها "وطنية"، وأن "دولة القانون جاهزة كي تستلم الكرة مرة أخرى (في إشارة منه إلى تشكيل حكومة جديدة) لكن بشكل أرقى وأفضل وبصيغة الأغلبية". ووصف الشاهبندر حكومة الشراكة الوطنية الحالية بأنها "مهزلة" !!
ولي وقفة :

1- دولة القانون جاهزة كي تستلم الكرة مرة أخرى في أبسط معانيها انقلاب أبيض داخل العملية السياسية، مدعوم من جهة خارجية زائدا المرجعية الدينية!، مع أن المالكي صدع رؤوسنا في خطاباته بأن زمن الانقلابات ولى إلى غير رجعة!، مايعني البقاء في الحكم بعد غربلة جديدة عكستها ظروف دولية وعربية، وثورات شبابية فرضت واقعا جديدا على المشهد السياسي العراقي، لابد من مواجهته واحتوائه خلال مناورات مفضوحة!، ومن أجل سحب البساط من تحت أرجل شباب التغيير بادرت دولة القانون إلى طرح هذا المشروع الذي سيولد ميتا، لأنه لن يأتي بجديد سوى المماطلة وتضييع الوقت وهدر المال العام.

2- أنا أعتقد أن مهلة الـ 100 يوما لم يعطها المالكي للوزارات والمحافظات لتقييم عملها، بقدر ماأعطاها لقائمته حتى تأخذ الوقت اللازم لدراسة جميع الخيارات للالتفاف على العملية السياسية، وإبعاد خصوم دولة القانون وإعادة نفس أجواء التشكيك التي أعقبت الانتخابات التشريعية في آذار 2010 ، التي لم يثبت فيها المالكي إلا تشبثه بمنصب رئاسة الوزراء!، وهاهي النتائج ظهرت في تصريح الشاهبندر الذي وصف العملية السياسية بالمهزلة، مهزلة تذهب وأخرى في الطريق ومن صنع المهازل غير أحزابكم وكتلكم وأجنداتكم الطائفية والمشبوهة !؟

3- يدرك المالكي والشاهبندر أن الـ 100 يوما لاتكفي ولاحتى 100 سنة للإيفاء بالوعود مادامت تقود العراق حكومة المحاصصة الطائفية والقومية !، فقد أمضى المالكي نحو ست سنوات في الحكم لم يشهد العراق خلالها إلا تراجعا مريعا في ملفات الإرهاب والخدمات والسياسة الخارجية وغيرها!؟

4- بدأ التحضير للمناورات المفضوحة حينما أبدى المالكي امتعاضه الشديد من شركائه السياسيين ومحاربتهم له قبل أيام، وصرح بأنه يفكر جديا بطلب سحب الثقة عن حكومته في البرلمان، مشككا بالدستور الذي كان هو أحد أعضاء لجنة كتابة الدستور وقال " إن العملية السياسية لا يمكن أن يكتب لها النجاح في ظل الدستور الحالي" هذا التشكيك وشيوع أجواء عدم الثقة لم تأت من الغيب، بل هي من نتائج اعتلال العملية السياسية وبنائها الأعوج منذ تشكيل مجلس الحكم في شهر آذار/ مارس 2003 حتى اليوم!

5- لاشك أن المالكي أدرك منذ سنوات طويلة فشله وحزبه في إدارة الحكومة والدولة العراقية، وعليه واجب لاالترشح مرة ثانية لمنصب رئاسة الوزراء، والتلويح بتشكيل حكومة جديدة وقيادة سفينة العراق إلى أعماق المجهول، لكن أن يثبت للعراقيين أنه مخلص لشعبه ووطنه ويعلن عدم تمسكه بالمنصب، وفسح المجال لمن هو أكثر كفاءة وحرصا على مصالح الشعب والوطن.

6- استنادا إلى معطيات ماتشهده الساحة العراقية من تظاهرات مطلبية، وماتمخضت عنه جمع "الغضب" و"الكرامة" والقادمة "إطلاق سراح المعتقلين" وغيرها من ضغوط الشارع على الحكومة، قررت دولة القانون أن تمسك الأوراق بيدها ويكون التغيير من داخل المؤسسة الحاكمة!، وعدم إعطاء (الشباب العراقي) الفرصة كما حدث في الدول العربية حيث قاد فيها شبابها الثورات وأسقطوا الطغاة وكتبوا الدساتير!

7- إن عدم موافقة الكتل السياسية على منح دولة القانون وحزب الدعوة بالذات الوزارات الأمنية، منذ منح البرلمان الثقة لحكومة المالكي الناقصة في 21 من شهر كانون الأول 2010، يمكن أن يكون سبب آخر يضاف إلى مهلة الـ 100 يوما وعداد نوري المالكي الذي انقضى منه 30 يوميا بدون نتائج ملموسة!

8- ثم عن أية أغلبية سياسية يتحدث الشابندر أليست الأغلبية تحققت في التحالف الوطني بعد الانتخابات التشريعية 2010، حيث لم تستطع دولة القانون تشكيل الحكومة لو لا انضمام الكتلة الكردستانية والعراقية إليها لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان!؟، أولستم أنتم من سعى إلى ذلك حتى بدون معارضة قوية في البرلمان ليخلو لكم الجو ويحلو الفساد!؟، ومع من سيكون التحالف الجديد مع العراقية البيضاء وحسن العلوي أم مع القوائم الصغيرة فإلى أي نفق جديد تتجهون بالعراق!!؟

9- قلت إن الانقلاب الأبيض ستدعمه قوة خارجية هي واشنطن الصامتة عن كل مايجري في العراق، للحصول على مكاسب سياسية واقتصادية وترتيب أوراق اقليمية معروفة، أما بالنسبة للمرجعية الدينية التي أخرجت العراقيين بفتاواها إلى الانتخابات وتخلت عنهم في مواجهة الاستحقاقات الوطنية، فإن الشعب العراقي لايحتاج إليها بعد أن أصبحت ساحة التحرير مرجعية وطنية له، مرجعية تحت نصب الحرية الخالد وإيحاءات ثورة 14 تموز مثلت الأطياف والمكونات العراقية المتعددة، وستمتد مطالباتها خلال الفترة المقبلة حتى تتحقق جميعها وتعبر بالعراق والعملية السياسية إلى بر الأمان.

10- إن الشعب العراقي فهم اللعبة ولن تنطلي عليه المماطلات والمناورات وهو وقف ويقف لكم في الساحات العامة في بغداد ومدن العراق المختلفة وستخضعون لمطاليب الشعب في يوم قريب .
29/3/2011
tarikharbi@gmail.com
www.summereon.net



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن