غضب الملكات

خالد الكساسبه
khaledkasasbeh@yahoo.com

2011 / 3 / 15

.خالد الكساسبه - كنت قد قررت ان اكتفي بما كتبت عن الملكة (رانيا )، ولكن الهجمة المضادة التي قامت بها الملكة و حاشيتها ضد الاردنيين والاردنيات واهانتهم عبر كتبتها المرتزقة زادتنا اصرارا على المضي بلا رهبة او خوف ، لهم ان يهاجموا شخوصنا ولهم ان يتهموننا بما يريدون لكن ان تصل الامور الى التشكيك في التقاليد والرموز الاردنية فان هذا يدفعنا لان نستمر في حربنا ضد من يستخدمون اموالنا لارسال البطاقات المرفقة بالشيكات لكتبة اعتقدوا ان القلم اداة تكسب ذهبا ، وان الكلمات لم تصنع الا لكي تتحول الى دولارات

ل الملكة الحق ان تغضب مما يكتب عنها ، ولها كل الحق في الدفاع عن نفسها ، لكنها لا تملك الحق في استخدام اموال الاردنيين لشتمهم ، وليس لها الحق ان تستخدم بيت الاردنيين ( الديوان الملكي) لغاياتها الخاصة ،وكلنا يذكر اول بيان رسمي يصدره الديوان في تاريخه ردا على الصحافة بعد تقرير نشرته رندا حبيب في وكالة الانباء الفرنسية

لو قدر ل (ليلى الطرابلسي) ان تحرق تونس كلها فوق رؤوس التونسيين لما تراجعت للحظة للحفاظ على عرشها ، وها هي الملكة رانيا لا يمنعها اي شئ من اهانة الاردنيين والاردنيات ، اخرجها غضبها عن طورها فخرجت عبر كتبتها تشتم وتهين عادات الاردنيين وتقاليدهم واسماء بناتهم و عشائرهم ، لا يردعها شعب ثائر ، ولا زوج يغار على شعبه

يا (ستي) ، هكذا تخاطبها حاشيتها ، كيف سيلتصق الشعب بك وانت في جلساتك الخاصة لا تتحدثين الا بالانجليزية ،كيف سيلتصق الاردنيون بك و يدافعون عنك ومؤسستك لا تعتمد من معايير التوظيف الا الاسم الاخير .. يا ستي ، لست ممن يقرع باب قصرك باحثا عن مال او وظيفة ، ولست ممن يتملقك بحثا عن شيك او اعطية ولكنني مستعد لان افعل المستحيل لان ادافع عنك ان اقتنعت ان همك الاردن وليس مصالحك

الاردن ليس مزرعة و الانضمام ل العائلة المالكة ، ليس فرصة ل جمع المال ، او تفريق الاموال ، في زيارة لها الى ايطاليا منحت الملكة ، بعد عشاء فاخر ، النادل 9 الاف يورو ، اي ما يعادل 13 الف دولار ، بما يساوي دخل ثلاث اسر فقيرة في االاردن لعام كامل، هذا فقط الاكرامية ، كم كلف العشاء ، هذا رقم اخر، كم كلفت الزيارة ،هذا رقم اخر، كم كلفت الملكة الاردن ،هذا رقم صادم

بدلا من ان يكون ما يكتب عن الملكة دافعا لها للجلوس مع نفسها والتفكر والعودة لمصالحة هذا الشعب ، و بدلا من ان تعود ملكة و فقط و ليست نجمة لمجلات الازياء والتابلويد فانها دفعت بكل قوتها للدفاع عن نفسها ، وهذا حق لها ، لولا انها بدفاعها اكدت ما تنفيه ، ولولا انها اخذت في غضبتها على عاتقها اهانة الاردنيين والاردنيات ، يا سيدتي عودي لنا .. عودي لنا لنعود اليك

ارجو ان تكون الملكة قد قرات الرسالة جيدا ، وارجو لها ان تعود للتاريخ البعيد ، تاريخ ماري انطوانيت والتاريخ القديم ،تاريخ ايميلدا ماركوس و الينا تشاوشيسكو ، والتاريخ الذي لازلنا نعيشه تاريخ سوزان مبارك و ليلى الطرابلسي ، ارجو منها ان تتعلم من التاريخ و تتعظ مما حدث للملكات اللواتي يبتعدن عن شعبهن

ان الملكة التي تقضي وقتا طويلا في باريس لم تكلف نفسها قراءة حكاية ماري انطوانيت التي ابتعدت عن الشعب الفرنسي مثلما تبتعد يوما بعد يوم الملكة رانيا عن الشعب الاردني ، و الملكة التي تقضي وقتا طويلا في نيويورك و واشنطن لم تتعلم من سيدة البيت الابيض ولا زلت اذكر مدى حزني عندما تابعت على شاشات التلفزيون الملكة تقرأ كتابها الذي الفته بالانجليزية لاطفال احدى المدارس الامريكية بدلا من ان تقرأ كتابها لاطفال مدرسة في مخيم او قرية نائية بالعربية

في الشهر القادم ستنضم للعائلة المالكة في بريطانيا اميرة جديدة من عامة الشعب ، منذ اشهر وهم يقدمون لها دروسا في الاتيكيت والبرتوكول الملكي ودروسا في كيفية التعامل مع الشعب ، فعلوا الامر نفسه مع والدة ويليام الاميرة ديانا دون ان يعرفوا ان ديانا قادمة من الشعب وتعرف ماذا يريد الشعب ، استغرب في حالتنا الاردنية كيف ان من جاءت من بين ابناء الشعب لا تعرف ماذا يريد الشعب

تسير حياة الملكة رانيا بشكل مطابق تماما لما سارت عليه حياة ماري انطوانيت التي ضرب البرتغال سنة مولدها زلزارلا مدمرا فيما ولدت رانيا قبل احداث ايلول197 بيوم واحد ، كلاهما جميلتان ذكيتان متهورتان عاشقتان لحياة البذخ والحفلات وكلتاهما اصبحتا ملكتان بالصدفة ماري بعد وفاة لويس الخامس عشر ورانيا بعد وفاة الملك حسين واخيرا كلتيهما ضد اي شخص مقاوم للفساد وقد راينا كيف ان الملكة رانيا قد اقالت عبد الشخانبة من دائرة مكافحة الفساد لانه حاول فتح ملفات عمر المعاني واخيرا كلتيهما ضد الملكية الدستورية لانها تقيد من رغباتهما الجامحة



من يقرأ المقالات التي دافعت عن الملكة يكتشف بسهولة انها موجهة من مكتبها مباشرة وهي مقالات اتصفت كلها بالركاكة ابتداء برد لمى النابلسي مديرة مكتب الملكة و انتهاء بمقال لكاتب مغمور نشر قبل ايام مرورا بمقال جهاد الخازن الذي صعقني في ركاكته اكثر مما صعقني في مضمونه ، وتاكيدا لمخططهم فان معظم مقالات الدفاع عن الملكة اتخذت اسلوب الهجوم على الاردنيين والاردنيات وعلى الرموز الاردنية و العشائر الاردنية (بالمناسبة انا وان كنت احترم العشائر الا انني ضد العشائرية و قد كتبت مقالا مطولا حول هذا الموضوع قبل عام ونصف )

لمن السذاجة ان يبرر نقد شخصية عامة ، اي شخصية ، بحمل الضغينة لها او الكراهية ، ومن الخبث و والدهاء ان نفسر الكلمات بمقدار اتفاقها مع افكارنا او اختلافها مع هذه الافكار ، ومن المحزن ان تكون الاصطفافات تجاه اي شئ يكتب عن الملكة رانيا اصطفافات اقليمية لا تعتمد على منطق او رؤية لما يجري

على مدى الشهرين الماضيين عمل الفريق المحيط بالملكة على الترويج ان الاردنيين في نقدهم للملكة وتهجمهم عليها انما يفعلون هذا بسبب اصلها الفلسطيني في محاولة لتفريغ هذه الانتقادات من مضمونها الاصلي وتوجيه الفكرة نحو الاقليمية ولكم ان تلاحظوا ان جميع المقالات كتبها غير اردنيين او اردنيين من اصل فلسطيني وهذا مقصود في تعزيز لما يروجون له

يقولون لنا ما نفع الكلام ولكن في الحقيقة فان الكلمات الان تجدي بعدما خرجت من علبها المجففة وها نحن نرى الملك يقضي تسعين يوما بدون مغادرة الاردن و يقوم بجولات على القرى والبوادي والمخيمات التي يئن سكانها في فقر و جوع عبرت عنها يشكل محزن و مخجل صور الاف الاردنيين والاردنيات وهم يقفون بالساعات امام القصر طمعا في الحصول على الفتات من المال المنهوب ، وعبر عنه بشكل مأساوي المواطن الذي كان يصرخ من شرفة البرلمان ( بدي اطعمي اولادي)1

عندما خرج الفرنسيون بعد كلمات فولتير في شوارع باريس لم يكن هدفهم القضاء على الملكية ولكن كانوا فقط يريدون خبزا للابنائهم الجوعى ، ولكن لأن ما من احد استمع لهم كبرت الاحتجاجات واضحت ثورة لم يرضيها مجرد ملكية دستورية بل خلع الملكية من فرنسا من جذورها ، غضبت فرنسا و غضبت ( ماري انطوانيت) لكن غضب الشعب كان اقوى ، هل وصلت الرسالة...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن