متى تنتفض المرأة العراقية ضد أصحاب - تكرم عنها -؟ ..

جاسم محمد كاظم

2011 / 3 / 9

متى تنتفض المرأة العراقية ضد أصحاب " تكرم عنها "؟ ..
ربما تكون المرأة المخلوق الوحيد الذي لازال يرزخ تحت نظام من العبودية متعدد المراحل والاشكال في مجتمع الطوطم العراقي الى الان . ففي هذة المنطقة التي لم تتذوق طعم الانسان الحر تتسامى الحيوانات المنتجة بانها أعلى قيمتة من المرأة . وهي بالتالي تنال حضوة عند مالكها الرجل اكثر ممما تنالة المراة التي ليس لها من عمل سوى ارضاء ميول مالكيها ورعي الحيوانات وتحصيل نواتجها في بعض المناطق . وتفشت في هذا المجتمع ثقافة تجهيلية قاسية جردت المراة من مكنونها العظيم واصبحت المراة مخلوق ناقص بمقارنة بائسة مع الذكر الذي يانف من الوقوف متساويا معها . ولازالت بعض العبارات الازلية سارية المفعول في جسد المجتمع العراقي للحط من قيمة المراة مثل عبارة " تكرم عن طاريها " و"تكرم عنها " بل ان هذة العبارات تكتسي بهالة من القدسية والاحترام في بعض المناطق التي ينتشر فيها الدين ممزوجا بحكم العشيرة وقانونها البدوي على مفاصل الحياة . حيث الرجل هو السيد والرب المطاع بقانون ذكوري متوارث عن الاسلاف . وبرغم دخول رياح التغيير والحرية الى هذة المناطق فان المرأة لازالت تنظر بتردد وريبة الى هذة الحريات و اصحابها . ولاتكمن المشكلة بجوهر الحريات ومنظريها . لكنها تكمن في جوهر الفرد العراقي نفسة ذلك الشخص الذي تحكمة وتحركة الكلمات فقط لان هذا الشخص لم يدخل اسوار الواقع الفعلي المتغير بالعمل المنتج . فهو ينظر ويحاكم النظريات واصحابها من منهج فكرة البدائي بكلمات محفوظة عن ظهر قلب وجمل سمعها من معممين و شيوخ تتلخص بمقولات جاهزة " الشرف " الفضيلة " الاخلاق " العفة " . وكأن كل النظريا ت الاخرى المنادية بالحرية مجردة من هذة المقولات . وليس هذا تفكير المراة فقط بل تفكير حتى صاحب هذة السطور قبل عقدين ونيف من السنين .
مجتمع العراق لازال يعيش السكون ويلفة سبات الزواحف في الفية ثالثة تغيرت فيها حتى اشكال القارات وحدود الدول وبقي فيها هذا المجتمع خارج سور الحضارة لانة لا يعرف العمل المنتج ولم تخلق بارضة طبقة عاملة قادرة على انتاج بضاعة كما ابدعت باقي الشعوب الاخرى لتتكون بالتالي نظريات جديدة . بل لازال هذا المجتمع اسير انتاج بترولة الريعي الذي جر علية ويلات المتسلطين والحكام واصحاب نظريات السكون الديني . والذي كان من احقر افرازاتة القذرة الجهل المتفشي في كافة مفاصل المجتمع وسيادة ايدلوجيا الكلمات المحفوظة والمقولات الجاهزة معززة بنظام سياسي ذكوري . ديني . عشائري ليس لة من هم سوى زيادة هذا الواقع جهلا على جهل لكي يبقى كل شي كما هو كائن .
جاسم محمد كاظم



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن