ماذا لو حظيت التظاهرات بتأييد المرجعيات الدينية

نصر كاظم
naser_awayd@yahoo.com

2011 / 2 / 28

كلنا نعي ونفهم تأثير المرجعيات الدينية في العراق وماتلعبه من دور في تحريك الشارع والتأثير فيه وتغيير مساراته.
بالامس خرج آلاف المتظاهرين من مختلف اطياف الشعب العراقي ليطالبوا بابسط مايعرفونه عن حقوقهم مرددين هتافات وشعارات سلمية.
في جمعة الغضب خرج العراقيون بمختلف شرائحهم واطيافهم بعفوية دون قيادة وتنظيم مسبقين مطالبين بحقوقهم البسيطة، معلنين تذمرهم من النقص الحاد في الخدمات ومن تفشي الفساد في الدوائر الحكومية.
ورغم محاولات الحكومة من دحض هذه التظاهرة بالادعاءات التي تحججت بها من دس تنظيم القاعدة في تلك التجمعات،حيث لا وجود لهتافات للبعث المقبور او رفع شعارات او رموز تدل عليه، بل كانت تظاهرات شبابية عراقية وعت حجم الدمار الطائفي الذي افتك بكل مفاصل الدولة، ولربما كان من حسن حظ الحكومة والمسؤولين اعلان معظم المرجعيات الدينية براءتها من تظاهرات جمعة الغضب بحجة غموض من يقف خلفها، بل ساهمت تلك المواقف المتباينة للمراجع من انقاذ حكومة المالكي التي تلقت الشرارات الاولى لانتفاضات قد تستمر حتى تطيح بها، اذا ماارادت الحكومة ان تعي حقوق شعبها من المساكين والفقراء وتلبية مطالبهم.
اليوم ادرك الشعب قدرته لوحده على استرجاع حقه المغتصب، فما بالك لو توحد وتجمهر الشعب الغاضب بفتوى واحدة من فتاوى مراجع الدين العظام؟؟ ما بالك لو حظيت ثورة الشعب الغاضب بتأييد المرجعية ووجوب المشاركة ؟؟
الحكومة تلقت الانذار الاولي من شعبها الساخط لادائها وفسادها وسوء ادارتها لمؤسساتها، الحكومة تلقت الضربة الاولى لقدرة وامكانية الشعب الذي ادرك في ضرورة احداث الفقزة بسلاح الوعي والثقافة والاصرار.
على الساسة اليوم ان يعرفوا ويدركوا جيدا ان الشعب في حالة استنفار قصوى، وانه قد يهب هبة رجل واحد بمجرد اشارة واحدة للمرجعيات الدينية، حينها ستشعل حقا فتيل غضبهم وتلقى بسهام مطالبهم خلف سور المنطقة المحصنة. عندها ستكون ساحة التحرير وبقية مناطق العراق ميدان الثورة الحقيقية لاسترداد حقهم المشروع.
لذلك على الحكومة ان تعي خطورة غضب جماهيرها اذا مااحتضنت مباركة المرجعيات في كل انحاء العراق، حينها ستكون في موقف حرج ولن تستطيع الافلات من فوهة البركان الثائر، اليوم، بل ومن هذه اللحظة على الحكومة ان تسارع في اعادة ترتيب اوراقها الطانفية وان تتحرر من قيود المحاصصة المقيتة لتلجأ الى الشعب المسكين الذي يريد العيش بمأمن وطمأنينة.
المراجع الدينية حذرت من مغبة استمرار الحكومة العراقية على النهج الحالي في إدارة الدولة، وعلى الحكومة ان تستغل هذا التحذير وتسعى لتوفير الخدمات العامة، خاصة وان الشعب الذي صبر طويلا بوسعه فعل الكثير والكثير.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن