طريق دهوك أربيل .. شارع الموت

امين يونس

2011 / 2 / 8

المسافةُ بين دهوك وأربيل حوالي المئتي كيلومتر ، وأعني بالمسافة ، ذلك الطريق الذي لايَمُر بالموصل أو المناطق الخارجة عن سيطرة أقليم كردستان ، وهو الذي يبدأ من مدينة دهوك ثم ناحية باعدري ومفرق شيخان فبرده رش ثم خبات فأربيل . وإذا كانتْ العشرة سنوات الأولى من الحُكم شُبه المُستقل منذ 1991 ، قد شهدَتْ الحصار المُزدَوج والحروب الداخلية والأزمات المتلاحقة ، فأن العشرة سنوات الاخيرة ، عرفتْ الإستقرار الأمني النسبي ، الذي أعقبهُ التغيير في العراق ، والتحسن الكبير في موارد الأقليم خصوصاً والعراق عموماً . لم يعُد الطريق القديم " دهوك / موصل / اربيل " وهو الأقصر والأحسن ، مُستخدَماً بِكُثرة منذ 1991 لأسبابٍ أمنية ، فإضطرَ الناس الى التوجه نحو الخط البديل ، والذي كان سيئاً للغاية في بعض الاماكن ، سواء من ناحية التبليط أو الضيق ، وبدأت جهود حكومة الأقليم الفعلية في جعل الطريق سالكاً في منتصف التسعينيات ، بخطوات صغيرة حسب الأمكانيات المتواضعة المتوفرة آنذاك . كان ما يُسمى بالشارع الذي يربط المدينة الحدودية دهوك بالعاصمة أربيل .. سيئاً الى درجة ان مُعّدل الوقت المستغرق للوصول في حينها ، كان يتراوح بين ثلاث الى اربع ساعات ، الى جانب الأضرار التي تلحق بالمركبات ، والحوادث الكثيرة وبمعدلات مُرتفعة والمؤدية الى الموت والعوق والخسائر المادية.
من الناحية العملية ، فان هذا الطريق ، أصبح الشريان التجاري الرئيسي الذي يربط أربيل مع دهوك والحدود التركية ، بما يُمثلهُ من أهمية إستراتيجية للأقليم ... في الوقت الذي لايصلح فيهِ ان يقوم بهذا الدَور الحيوي ، فعدا عن بعض الكيلومترات من الشارع المزدوج القديم التنفيذ القريب من مدخل اربيل وبعض الكيلومترات المتفرقة هنا وهناك التي قامت الحكومة بتبليطها مؤخراً ... لاتزال الغالبية العظمى من الطريق سايد واحد للذهاب والأياب ، ومتهالك لقِدَمِهِ وإفتقارهِ الى الصيانة والترميم ... مما حدا بهِ ان يكون فعلاً " طريق الموت " لكثرة الحوادث القاتلة اليومية التي تحصل فيهِ . ان حكومة أقليم كردستان مسؤولة عن التأخير والإهمال في تنفيذ مشروع جعل طريق دهوك / اربيل ، سايدَين ، وبأسرع وقت وبمواصفات جيدة . لو تَوّفرتْ النية الصادقة لدى الجهات المَعنِية وعملتْ بجدية ونزاهة وإخلاص ، لإستطاعتْ منذ سنوات ان تُحّول هذا الطريق الى شارعٍ ذو مواصفات جيدة تُراعي شروط السلامة والأمان ... فتحافظ بذلك على أرواح المواطنين ومركباتهم وممتلكاتهم .
ان التحجج بعدم توّفر الإمكانيات المادية والفنية والتخصيصات المالية ، مردودٌ عليه ... ولم تعدْ هذهِ الألاعيب تنطلي على أحد ... لسببٍ بسيط : لو جمعنا أطوال كُل " الشوارع " و " الطُرق " الفرعية التي نّفذتها الحكومة ودوائرها وآلياتها ، في السنوات القليلة الماضية .. والمؤدية الى قصور وفِلل المسؤولين والمتنفذين في قُراهم وتلولهم ومُرتفعاتهم وأماكن إستجمامهم ، والتي يستخدمونها فقط في أوقات الفراغ ... لأصبحتْ أكثر كثيراً من طول المسافة بين دهوك وأربيل !. وذلك يعني ان الحكومة " تستطيع " ان تَحل مشكلة هذا الطريق الحيوي وفي فترةٍ قياسية... لو قررتْ ان تُركِز جهودها وتُوّفر الموارد المطلوبة ... تستطيع ذلك ، لو رّتبتْ أولوياتها ... بحيث تكون أرواح المواطنين وممتلكاتهم ، أهَم من تعبيد الطرق الى قصور ومزارع المسؤولين !.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن